دراج : نثمن دور قطر ونتفهم جيدا الظروف التي تتعرض لها المنطقة
غنيم : لا أريد احرج السلطات القطرية .. وأرض الله واسعة
نمنم : القرار أمريكي لاسترضاء مصر ومشاركتها في الحرب على "داعش"
نعيم : القيادات الإخوانية ستتوجه من قطر إلى ماليزيا والسودان .. والقرار أمريكي
أخوان منشقون : "القرضاوي" لن يرحل من قطر لارتباط أمريكاوقطر بمصالح معه
نوح : قرار ترحيل القيادات الإخوانية من قطر "أمريكي" لإرضاء السعودية والإمارات
وجهت قطر ضربة قوية لتنظيم جماعة الإخوان والقيادات الإخوانية الموجودة على أراضيها، بعد أن طالبت عدد من هذه القيادات بمغادرة أراضيها في قرار مفاجئ، وأثار هذا القرار جدلاً واسعاً بالوسط السياسي حيث اعتبره البعض بأنه تخلي من الحكومة القطرية عن تنظيم الإخوان والقيادات الإخوانية بعد أن أوتهم لأكثر من عام على أراضيها، فيما اعتبر آخرين هذا القرار بأنه مُدبر بين الإدارة الأمريكية والحكومة القطرية والإخوان من أجل إرضاء مصر والدول العربية حتى يشاركوا في الحرب ضد "داعش".
وقد طالبت قطر أمس رسميًا بمغادرة عدد من قيادات الإخوان لأراضيها، من بينهم الدكتور "محمود حسين"، و"وجدي غنيم"، و"حمزة زوبع"، و"أشرف بدر الدين"، و"عمرو دراج"، و"عصام تليمة"، و"جمال عبد الستار".
وفي رد فعل سريع علق على ذلك القرار الدكتور عمرو دراج عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، في بيان أصدره قال فيه: "نثمن دور دولة قطر في دعم الشعب المصري في ثورته ضد الانقلاب، و نتفهم جيدا الظروف التي تتعرض لها المنطقة.
و حتى نرفع الحرج عن دولة قطر، التي ما وجدنا فيها الا كل تقدير و ترحاب، استجابت بعض رموز حزب الحرية و العدالة و جماعة الإخوان المسلمين الذين طلب منهم نقل مقر اقامتهم خارج الدولة. و نؤكد أننا سنظل بإذن الله تعالى نعمل بكامل طاقتنا لإنجاح ثورة الشعب المصري، فثورتنا مستمرة و نثق في أن نصر الله قريب، فإيماننا بالله و ثقتنا في الشعب المصري لا تتزعزع". فيما أعلن الداعية الإخوانى وجدى غنيم، أنه قرر الإنتقال من قطر حتى لا يتسبب في حرج للسلطات القطرية قائلاً "قررت أن أنقل دعوتي خارج قطر الحبيبة حتى لا أسبب أي ضيق أو حرج أو مشاكل لإخواني الأعزاء في قطر جزاهم الله عنا وعن المسلمين كل خير" ممتدحًا حاكم قطر وحكومتها. وأشار غنيم، حسب قوله في تصريح مقتضب بثه عبر قناته الرسمية على موقع اليوتيوب، إلى أن قراره جاء بسبب أنه لا يريد أن يحرج السلطات في قطر، لكنه رفض في الوقت نفسه أن يحدد المكان الذى سينتقل إليه قائلاً "أرض الله واسعة".
وأكد راضي شرارة القيادي بتحالف دعم الإخوان، وعضو الهيئة العليا لحزب الوطن، إن قرار قطر بإبعاد قيادات جماعة الإخوان ليس أمرا مستغربا ولا جديدا، جاء كنتيجة للتفاهمات الخليجية القطرية بعد زيارة الوفد السعودي، موضحاً على صفحته ب"فيس بوك" أن قطر مضطرة إلى ذلك بسبب الضغط الدولي عليها لأن لها مساحة محدودة لا تتعداها.
وقد أكد سياسيون أن هذا القرار جاء نتيجة تفهمات بين قطر ومجلس التعاون الخليجي بالإضافة إلى توجيهات أمريكية.
بدوره أكد الكاتب حلمي نمنم، أن قرار قطر ليس طرد أو ترحيل للقيادات الإخوانية الموجودة على أرضها إنما هو قرار اضطراري جاء تحت ضغوط من مجلس التعاون الخليجي وخاصة المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الضغوط الدولية.
وأوضح نمنم في تصريح خاص ل"الفجر"، أن هذه الخطوة جاءت متأخرة كثيراً خاصة وأن الوجه القبيح للحكم القطري في دعم الإرهاب قد انكشف أمام العالم كله.
وأضاف متحدثاُ عن قطر : " هذه الدولة تحركها الولاياتالمتحدةالأمريكية لأن أمريكا وإدارة أوباما تريد أن تسترضي مصر الآن حتى تشاركها في الحرب على "داعش"، واسترضاء مصر جاء تعقيباً على حديث وزير الخارجية "سامح شكري" في مؤتمر "جدة" بأن مصر تتهم الإدارة الأمريكية بدعم الإرهاب الذي يبدأ من الإخوان المسلمين وليس "داعش"".
وتابع حديثه :" لن نضحك على أنفسنا فإن "داعش" ليست إلا فرعاً من فروع الإخوان وشأنها شأن القاعدة"، مؤكداً أن كل الظروف كانت تؤدي إلى هذه الخطوة خاصة وأن أمريكا تحتاج مصر ودول الخليج في هذه المرحلة المقبلة .
وتوقع نمنم أن تقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بتدبير مكان جديد للقيادات الإخوانية بدلاً من قطر، في جنوب شرق آسيا وإفريقيا والسودان، خاصة وأن تاريخ التنظيم الدولي يؤكد أن الجماعة فرع من فروع الاستخبارات الأمريكية، مؤكداً أن أمريكا لن تتخلى عنهم .
وأكد أيضاً أن القرار ليس بيد قطر وإنما هو قد أملي عليها من الإدارة الأمريكية، مستطرداً : لا ننتظر أي خطوة جديدة من قطر بل ننتظر ذلك من الإدارة الأمريكية، وما ترغبه الولاياتالمتحدةالأمريكية تأمر به قطر وسوف تفعله، بالتالي قطر لا تستحق أن نحييها أو نشكرها على فعلها". وأكد نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد، أن القرار ليس قطري وإنما هو قرار أمريكي أُملي على قطر من أجل إنجاح مهمة "جون كيري" وزير الخارجية الأمريكية، في المنطقة ،لافتاً إلى أن هذه الخطوة لن تؤثر على التنظيم وتحركاته في مصر، خاصة وأن أمامهم العديد من الخيارات الأخرى والبديلة لقطر وسوف يتجهون إليها، متوقعاً أن تكون جهتهم القادمة هي تركيا وباكستان وماليزيا والسودان.
ولفت نعيم إلى أن المجموعة الأخرى التي لن تكون من ضمن المُرحلين حاصلة على الجنسية القطرية، وأن الشيخ يوسف القرضاوي الهارب في قطر ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حاصل عليها أيضاً.
وقال أحمد الهلباوي المتحدث بإسم حركة شباب الإخوان المنشقين، أن قرار قطر كان منتظر لأن التجارب السابقة تؤكد أن إيواء هذه القيادات الإخوانية في أي دولة سوف يأتي عليها بالضرر بشكل حتمي.
وربط الهلباوي قرار طرد القيادات الإخوانية من قطر بالتحركات الأمريكية في الوقت الحالي في اتجاه توحيد القوة في محاربة "داعش"، قائلاً : "الأب الروحي لقطر أمرهم بالاستجابة والانصياع لرغبات دول الخليج العربي، فقاموا بعملية الطرد".
مؤكداً أنه ليس قرار مُبشر بالدرجة التي يتخيلها البعض، وانما لايزال يبقى في طياته بعض السُم وننتظر لنرى النتيجة.
وأوضح أن عملية الطرد جزئية لمجموعة أسماء محددة نظراً لارتباط قطر بمصالح قوية ببعض الإخوان ومن الصعب إنهائها في لحظة، مشيراً إلى يوسف القرضاوي الذي تعطيه قطر قيمة كبيرة ليس فقط لأنه ينتمي للإخوان ويتزعم الحركة ويعتبر الأب الروحي لها، لكن لأن له علاقات دولية متعددة وقادر على عمل توازنات، لافتا إلى أنه كان سبباً في إدخال القواعد الأمريكية إلى الخليج من خلال فتواه بالإستعانة بغير المسلم على المسلم، وبالتالي التفريط في رجل كهذا ليس بالأمر الهين والسهل، ليس على قطر انما على أمريكا، مؤكداً أنها لن تسمح بإهانة القرضاوي .
وقال الهلباوي أن قيادات الجماعة اعتادت على أن تكون مُطاردة، وأن لديها عدد من الأماكن والدول وضعتها كملجأ لها فى مثل هذه المواقف ومن ضمنها تركيا، لافتاً إلى أنها في هذه المرة لن تكون ملاذاً لها نظراً للضغوط الأمريكية وأن وضعها أصبح مماثل لقطر، وإنما ستكون الوجهة الأخرى هي المغرب أو اليمن والسودان. وأكد أن دول كثيرة مستعدة أن تأويهم خاصة أن لديهم قوة مالية واقتصادية، فمن الممكن أن يذهبوا إلى دولة تحتاج إلى دعم اقتصادي مثل اليمن، مشيراً إلى أن ذلك سيعتبر تهديد للأمن القومي للملكة العربية السعودية لاعتبارها ظهيراً لأمنها القومي.
واستطرد : " آن الأوان بشكل قاطع بإعلان مراجعات لجماعات الإسلام السياسي في مصر، إلا سيحدث مواجهة غير محسوبة أو منظمة، لأن الشباب سوف يتصرفوا بدون قيادة او توجيه واذا لم يحدث ذلك في الوقت الحالي، الأمر سوف يسوء، إنما جميع الشباب الذين لم ينتهجون العنف ولن يتخذه سبيلا سيعودون فور اختفاء التوجيهات واختفاء القيادة".
فى حين قال مختار نوح القيادي الإخواني المنشق، أن قرار قطر مفاجئ وأنها خطوة لم يتوقعها تنظيم الإخوان، مؤكداً أن من اتخذ القرار هي الإدارة الأمريكية وليست قطر.
وأوضح نوح في تصريح خاص ل"الفجر"، أن أمريكا اتخذت ذلك القرار من أجل إرضاء الدول العربية المشاركة معها في التحالف ضد "داعش"، والتي من بينها السعودية والإمارات، وأنها طلبت من قطر ذلك من أجل إظهار تعاونها مع تلك الدول. وكشف أن وجهة القيادات المطرودة من قطر سوف تكون إلى تركيا أو ألمانيا أو انجلترا.