أكد مفتي الديار المصرية السابق الدكتور علي جمعة، أهمية فهم النصوص في القرآن الكريم والسنة التي عاشت في وجدان المسلمين وشكلت عقليتهم على مدار أربعة عشر قرناً. وأن عدم الالتزام بالنصوص أدى إلى ظهور فوضى خلاقة مؤداها أن تفهم ما تشاء ممن تشاء، وأدى إلى ظهور الحركات الإرهابية ومنها "داعش" وغيرها. جاء ذلك في المحاضرة التي ألقاها اليوم بمعهد إعداد القادة بحلوان التابع لوزارة التعليم العالي في إطار البرامج التثقيفية لطلاب الجامعات، موضحا أن الإسلام لم يعرف الإبادة أبدًا وحرمها في الوقت الذي تقوم فيه حركة داعش الإرهابية بإخراج المسيحيين من ديارهم، وأن الإسلام يدعو إلى القتال في سبيل الله وليس إلى قتل البشر بدون ذنب، وأن الجماعات الإرهابية تسعى إلى تقسيم المنطقة تماماً كما يسعى الغرب إلى ذلك.
وحول الغناء وحرمته قال المفتي السابق إن الأغاني حلالها حلال وحرامها حرام، وعن دور الأزهر في توعية الشباب قال إن الأزهر على مدى تاريخه يبذل كل الجهد لنشر صحيح الإسلام في مصر والخارج ويولي عناية بذلك للشباب. كما أعلن أن دار الإفتاء تتصدى للفتاوى الضآلة وتقاومها وترد كل يوم على 20 30 فتوى ضآلة وتقدم ذلك بثماني لغات أجنبية. مؤكدا عدم وجود تبعية المفتي للسلطة السياسية حيث إنه على مدار الفتوى لأكثر من مائة عام لم نجد مثالاً واحدًا وقف فيه المفتي مع الحاكم.
وبالنسبة لأحكام الإعدام التي تحال للمفتي من القضاء، قال جمعة إنها تصل إلى 80 قضية في السنة الواحدة وأنه خلال عمله كمفتي للديار المصرية على مدار عشر سنوات لم يتلق إلا 1000 قضية أعاد منها 17 لا يستحقون حكم الإعدام.
وتناول علي جمعة عدة قضايا فقهية، حيث أكد أن الفوائد البنكية لا تدخل في إطار الربا، وعن عذاب القبر ذكر أنه ثابت في الكتاب والسنة، وعن الحجاب قال إنه فرض على المسلمات، وعن تطبيق القوانين على الأجانب من السائحين قال إن شرطة السياحة تطبق القوانين المصرية عليهم، وعن الاختلاط المحرم قال إنه هو الذي يكون في مكان خاص وتكون فيه الخلوة بين الرجل والمرأة أما الاختلاط في الأماكن العامة فهو ليس محرمًا.