درويش : لابد من وجود تنسيق بين الجيشين المصري والليبي سويلم : إتهام مصر بقصف مواقع على الإرهابيين فى ليبيا توريط للجيش بخيت : على مصر اللجوء إلى الاتحاد الإفريقى لحشد الدول الإفريقية لدعم "حفتر" خبير قانون دولى : الإتحاد الإفريقى يمكن أن يلعب دوراً لتسوية النزاع فى ليبيا المصرى للقبائل العربية : المناخ في ليبيا يساعد على ظهور الإرهابيين أثارت الزيارات المتكررة للمسئولين الليبين إلى القاهرة وعلى رأسهم وزير الخارجية الذى غادر القاهرة منذ أيام قليلة ورئيس أركان الجيش الوطنى اللواء عبد الرازق الناظورى إهتمام الخبراء، كما عكست الإجتماعات التى عقدها مع نظيره المصرى الفريق محمود حجازى التنسيق الكبير بين مصر وليبيا.
وتكتسب مثل هذه اللقاءات عالية المستوى بين الجانبين المصرى والليبى أهمية بالغة فى إطار تردي الأوضاع الأمنية فى ليبيا وتداعياتها المؤكدة على الحدود الغربية المصرية والأمن القومى المصرى بشكل عام. كما تعكس اللقاءات عالية المستوى بين الجيشين المصرى والليبى دعم القوات المسلحة المصرية للجيش الوطنى الليبى وللواء المتقاعد خليفة حفتر فى حربه الضروس على الجماعات الإرهابية، وهو ما أكده ل"الفجر" عدد من الخبراء فى المجال العسكرى والقانونى والميدانى. حيث أكد اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري، أن الأوضاع الأمنية المتردية في ليبيا تقتضى التنسيق على أعلى مستوى مع القيادات العسكرية الليبية للجيش الوطنى لما يمثله ما أطلق عليه الجيش الحر من خطورة بالغة على الأمن القومى المصرى. وأضاف في تصريح خاص ل"الفجر"، أنه من الصعب تحديد موازين القوى بين العمليتين العسكريتين الدائرتين الآن فى ليبيا وهما "كرامة ليبيا" والتى يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر بمساعدة الجيش الوطنى الليبى ، وعملية "فجر ليبيا" والتى تقودها الجماعات الإسلامية بالتعاون مع الجماعات الجهادية، لافتاً إلى أن موازين القوى بينهما تتغير سريعاً اعتماداً على مجموعة من العوامل أهمها المعيار القبلى الذى يتشكل على أساسه الجيش الليبى . ووصف اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى، زيارة رئيس أركان الجيش الليبى بالخطوة المطلوبة فى إطار التنسيق بين الدولة المصرية والجيش الليبى الوطنى بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لما تمثله الجماعات الإسلامية من تهديدات مشتركة للبلدين. وأضاف في تصريح خاص، أن التصريحات التى أطلقت عبر بعض الصحف الأمريكية متهمة مصر بمساعدة الجيش الوطنى الليبى فى قصف مواقع للجهاديين بليبيا بمحاولة توريط الجيش المصرى مع بعض القبائل الليبية التى لن تلتزم الصمت ازاء هذه الممارسات وستحاول الرد على الجيش المصرى مسببة أعباء أمنية خطيرة. وتوقع سويلم أن تميل موازين القوى لصالح عملية "كرامة ليبيا" بسبب زيادة دعم القبائل لها خاصة فى الزنتان. كما شدد على ضرورة دعم مصر للجيش الوطنى الليبى ، على أن يكون هذا الدعم فى الاطار الاستخبارتى والتقنى، بمعنى مشاركة مصر فى أعمال الصيانة للطائرات الليبية لمساعدتها فى العمليات العسكرية التى تشنها على الإرهابيين،لافتاً إلى أن الجيش المصرى يبذل جهوداً كبيرة فى إطار تدريب وحدات الجيش الوطنى الليبى. فيما أكد اللواء حمدى بخيت الخبير العسكرى، أن الجماعات الجهادية التكفيرية تنشط فى المناطق الرخوة التى تغيب فيها الدولة مثل الذى يحدث فى ليبيا، مطالباً الدولة المصرية بحشد المجتمع الإفريقى ودعوة الإتحاد الإفريقى لإجتماع طارئ لمناقشة الأوضاع فى ليبيا و دعم قوات الجيش الوطنى الليبي، وذلك لما تمثله التهديدات الأمنية الليبية من تحديات تشمل كل القارة الإفريقية . كما اكد بخيت في تصريح خاص ل"الفجر"، على وجوب التنسيق المصرى الجزائرى فى إطار دول شمال إفريقيا أولا وفى إطار دول الجوار الليبى ثانياً، مشيراً إلى التجربة التي وصفها بالمريرة التى خاضتها الجزائر مع الجماعات الإرهابية فى التسعينات علاوة أن الجماعات الإرهابية التى تنشط فى ليبيا تمثل تهديداً حقيقا لكل من مصر والجزائر وقانونياً أوضح الدكتور مساعد عبد العاطى أستاذ القانون الدولى والمستشار بالنيابة الإدارية، أن منظمة الإتحاد الإفريقى هى المنظمة الإقليمية المنوط بها تنظيم العلاقات البينية للدول الإفريقية وتسوية النزاعات وحفظ السلم والأمن الإفريقى . وأشار في تصريح خاص، إلى أن الأوضاع الأمنية المتردية فى ليبيا من شأنها أن تلقي بظلالها على الدول الإفريقية مهددة للسلم والأمن الإفريقى مما يستدعى تدخل الإتحاد الذى يمكن أن يلعب دوراً محورياً إزاء هذه الأزمة بموجب ميثاقه. كما أكد عبد العاطي أن ميثاق الإتحاد الإفريقى يتفرد ببروتوكول إضافى خاص بتسوية النزاعات، ومن جانب آخر فإن ميثاق منظمة الأممالمتحدة يخول لمجلس الأمن التنسيق مع الإتحاد الإفريقى كمنظمة إقليمية للتدخل لتسوية وحل النزاعات الداخلية على مستوى القارة. ولفت إلى أن الإتحاد الإفريقى شكل قوة عسكرية سبق وأن لعبت دوراً فى الصومال وسيراليون وإفريقيا الوسطى ويمكن ان يلعب دوراً إزاء الأزمة الليبية وميدانياً قال وجيه أبو حجر المنسق العام للإتحاد المصري للقبائل العربية، وأحد أبناء محافظة مطروح الذين يرجع أصولهم إلى ليبيا الشقيقة أن تناقضات المجتمع الليبى وتباين انحيازاته من أهم الأسباب الرئيسة فى تردي الأوضاع الأمنية. وأضاف ل"الفجر"، أن الاتحاد المصرى للقبائل العربية طالب أكثر من مرة القبائل الليبية بضرورة الإتحاد مع بعضهم البعض خلف اللواء خليفة حفتر لمجابهة الجماعات الإرهابية الأخرى الا أن المعيار القبلى الذى تؤسس عليه انحيازات القبائل يحول دون الإجماع الوطنى . واكد أبو حجر أن القوى الرئيسية فى ليبيا الآن هى القبائل المؤيدة للرئيس السابق معمر القذافي والتى تحمل ثأراً شخصياً تجاه اللواء حفتر بإعتباره أحد المعارضين للقذافى، والقوة الأخرى هى القوى الإسلامية المعارضة للواء حفتر والتى تقود عملية فجر ليبيا، أما القوى الأخيرة فهى تمثل القبائل المؤيدة ل"حفتر" ضد الجماعات الإرهابية وتقدم كل الدعم للعملية العسكرية "كرامة ليبيا". مختتما بقوله: " ما بين تناقضات مكونات المشهد فى ليبيا وإعلاء المعيار القبلي والإنحياز الشخصي ينشط الإرهابيون الذين يجدون فى هذا المناخ البيئة المناسبة، والمطلوب من أجل القضاء عليهم تنحية المعيار القبلى وإعلاء مصلحة الوطن و توحيد كلمة الشعب الليبى خلف اللواء خليفة حفتر".