وكالات وصف الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم، العقوبات الغربية بأنها "غزو"، بعد أن فرضت واشنطن عقوبات جديدة استهدفت البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، مع أنه تعهد بالاستمرار في المفاوضات مع القوى الكبرى.
وفرضت الولاياتالمتحدة، أمس، عقوبات على أكثر من خمس وعشرين شركة ومصرفًا وفردًا، يشتبه بعملهم على توسيع البرنامج النووي الإيراني ودعم الإرهاب ومساعدة إيران في التهرب من العقوبات الأمريكية والدولية.
وتمنع العقوبات الأمريكيين من الانخراط في معاملات مع أي من الأطراف المعينة، وتجمد أصولهم وممتلكاتهم الخاضعة لسلطة الولاياتالمتحدة.
وتحدث روحاني، إلى مسؤولين في تصريحات نقلها التليفزيون الرسمي اليوم قائلًا: "العقوبات هي غزو على الدولة الإيرانية، ينبغي أن نقاوم الغزو وأن نضع الغزاة في مكانهم، يجب ألا نسمح باستمرار وتكرار هذا الغزو". ومع ذلك، لم يشكل القرار، الذي اتخذ يوم الجمعة، توسعًا في نظام العقوبات وإنما إنفاذًا لعقوبات قائمة".
وفي وقت لاحق اليوم، صرح روحاني في مؤتمر صحفي، بأن العقوبات لن تحبط المحادثات النووية مع القوى الكبرى، رغم أنه وصف تلك العقوبات التي تستهدف شركات الأدوية بالبلاد ب"جريمة ضد الإنسانية".
وأضاف الرئيس الإيراني، أنه لا يعرف "ما إذا كان سيشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقررة الشهر المقبل"، موضحًا أنه "لا يخطط" لمقابلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما هناك.
وتشتبه الدول الغربية، في أن إيران تسعى سرًا إلى امتلاك أسلحة نووية عبر برنامجها النووري. وتقول طهران إن برنامجها مخصص لأغراض سلمية مثل البحث الطبي وتوليد الكهرباء. وفي نوفمبر الماضي توصلت القوى العالمية وإيران إلى اتفاق مؤقت بشأن برنامج طهران النووي، والذي نص على تقييد عمليات تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران. ويتفاوض الجانبان من أجل اتفاق نهائي.
وأعلنت إيران بالفعل، الشهر الجاري أن العمل جار لإعادة تصميم مفاعل "آراك" للمياه الثقيلة، من أجل إنتاج كميات أقل من البلوتونيوم، وهي نقطة شائكة في المفاوضات. كما دشنت طهران مؤخرًا مفاعلًا جديدًا لتحويل نوع من اليورانيوم إلى مادة لا يمكن استخدامها في تصنيع أسلحة نووية، وهي نقطة مهمة أخرى على أجندة المحادثات.
وخلال المؤتمر الصحفي، تطرق روحاني بشكل غير مباشر أيضًا إلى التقدم الذي يحرزه تنظيم "داعش" في العراق، قائلًا إن إيران "لا تعتزم التعاون" مع الولاياتالمتحدة في إطار مكافحة الإرهاب، مضيفًا "من وجهة نظرنا، الجريمة جريمة، إذا قال أحد إنه يكافح الإرهاب إذا قتل أمريكي فقط، فهذا يوضح أنهم ليسوا جادين في هذه المكافحة".