وكالات نجاة فالو بلقاسم.. الريفية الأمازيغية المنحدرة من شمال المغرب، من أب مغربي و أم جزائرية، وزيرة للتربية في الحكومة الفرنسية الجديدة برئاسة مانويل فالس. خلفت المغربية الأصل نجاة فالو بلقاسم بنوا هامون وزير التربية السابق، وهي بذلك أول امرأة تتولى وزارة التربية في فرنسا وأيضًا تحتل المرتبة الثالثة في ترتيب وزراء التشكيلة الحكومية.
نجاة فالو بلقاسم ذات السبعة وثلاثين عامًا ولدت بقرية بني شكير في ريف الناظور، وهي منطقة أمازيغية في شمال المغرب حيث هاجرت مع عائلتها إلى فرنسا في العام 1982، وهي لم تتجاوز الخمس سنوات بعد صحبة والدتها وشقيقتها للالتحاق بأبيها العامل في إحدى مدن شمال فرنسا في قطاع البناء.
نجاة المغربية
التحقت نجاة فالو بلقاسم بمعهد العلوم السياسية بباريس في العام ألفين، وأنهت دراستها الجامعية ثم تزوجت ببوريس فالو عام 2005 والذي يعمل أمينًا عامًّا في منطقة “سون إيلوار” ومدير ديوان مكتب الوزير السابق أرنو مونتبور.
وانطلقت نجاة في حياتها المهنية كمستشارة قانونية في مكتب محاماة بمجلس الدولة وفي محكمة النقض، حيث أمضت هناك ثلاث سنوات قبل أن تنضمّ إلى الحزب الاشتراكي عام 2002، ثم عملت كمستشارة في ديوان رئيس بلدية ليون، جيرار كولومب، الذي كان أيضًا عضوًا في مجلس الشيوخ الفرنسي.
وعملت نجاة فالو آنذاك على تعزيز الديمقراطية في الأحياء الشعبية في مدينة ليون ومقاومة التمييز العنصري والدفاع عن حقوق الإنسان إلى جانب العمل على توفير فرص عمل ومساكن للشبان الذين يعيشون في أحياء شعبية فقيرة وعاطلين عن العمل.
وخلال الفترة الممتدة بين 2002 و2007، تقلدت نجاة فالو بلقاسم عدة مناصب داخل الحزب الاشتراكي الفرنسي أو كذلك في منطقة “رون آلب”. كما عملت ناطقة ثالثة رسمية في حملة سيغولين روايال المترشحة إلى الانتخابات الرئاسية الفرنسية للعام 2007 إلى جانب فانسون بيون و أرنو مونتبور.
وتحمل نجاة فالو بلقاسم أفكارًا يسارية بحكم تاريخ عائلتها والمناطق التي ترعرعت فيها، وتعد من أبرز المدافعات عن حقوق المرأة ونضالها السياسي ضد التمييز وخاصة في المناطق الفقيرة.
وعملت الوزيرة الفرنسية الجديدة للتربية إلى جانب سيغولين روايال في 2007 ثم في 2011 خلال الانتخابات التمهيدية من أجل حملة مرشح الحزب الاشتراكي في 2012، وهو ما جعلها تقترب أكثر من الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند الذي وقع اختياره عليها لتكون ناطقة رسمية لحملته الانتخابية في 2012.
الحكومة الفرنسية السابقة
وبعد فوز هؤلاء بالرئاسة الفرنسية في مايو 2012، تم تعيين نجاة فالو بلقاسم وزيرة لحقوق المرأة إلى جانب قيامها بمهمة المتحدثة الرسمية باسم الحكومة لتكون بالتالي أصغر وزيرة في حكومة جان مارك أيرولت. وفي العام الماضي 2013، بعثت نجاة فالو بلقاسم “المجلس الأعلى للمساواة بين الرجال والنساء”، وهي عبارة عن هيئة تدافع عن مبدأ المساواة بين الرجل و المرأة في جميع مجالات الحياة.
وخلال العام 2014، عينت نجاة فالو وزيرة لحقوق المرأة والمدينة والرياضة والشباب في حكومة مانويل فالس المستقيلة قبل أن يتمّ تعيينها في الحكومة الجديدة وزيرة للتربية. وكانت قد دافعت بقوة عن سياسة الحكومات التي شاركت فيها، وهو ما جعلها تكون وفية لآلتزاماتها الحكومية وبالتالي تحظى بشعبية كبيرة سواء داخل الحكومة أو لدى الفرنسيين.
نحاة فالو
وقالت في تصريح صحفي عقب الانتقادات التي تعرضت لها الحكومتان السابقتان: “عندما نعمل كوزراء، فنحن نهتم بقضايا ومشاريع كبيرة وهامة وبالتالي علينا أن نزن الكلمات والعبارات التي نقولها”.
وكان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قد عيّن رشيدة داتي وهي أيضًا فرنسية من أصل مغربي وزيرة للعدل في حكومته، وهو أرفع منصب وصله الفرنسيّون من أصول مهاجرة في فرنسا.