وكالات أعلنت الولاياتالمتحدة الأميركية تقديم مساعدات إلى الجيش اللبناني "خلال الأسابيع المقبلة"، وذلك بعد نحو أسبوع على معارك بين الجيش ومسلحين جهاديين قرب الحدود السورية، بحسب تصريحات للسفير الأميركي في بيروت اليوم الخميس.
واندلعت في الثاني من أغسطس معارك عنيفة استمرت خمسة أيام بين الجيش ومسلحين في محيط عرسال (شرق)، أدت الى مقتل 19 عسكريا بينهم ثلاثة ضباط.
كما اقتحم المسلحون البلدة وسيطروا على مركز لقوى الأمن الداخلي، قبل انسحابهم الأسبوع الماضي الى الجرود. ولا يزال المسلحون يحتجزون 19 جنديا و17 عنصرا من قوى الأمن.
وقال السفير ديفيد هيل في بيان وزعته السفارة "منذ ما يزيد قليلا فقط عن أسبوع، هاجم مسلحون ينتمون إلى داعش وإلى جبهة النصرة، الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في محيط عرسال، فقتلوا جنودا وسكانا أبرياء، وخطفوا عناصر أمنية مما اضطُّر العديد من العائلات إلى الفرار من المنطقة".
وأضاف "استجابة لطلب الجيش اللبناني لمساعدة طارئة لحماية لبنان(...) أطلعت للتو رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل - كما يسرني أن أعلن -أن الولاياتالمتحدة ستقدم قريبا ذخيرة إضافية وعتادا لعمليات الجيش اللبناني القتالية، الهجومية منها والدفاعية".
ووعد ببدء وصول المساعدات "خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتستمر خلال الأشهر القادمة"، مؤكدا أنها ستعزز قدرة الجيش "على تأمين حدود لبنان، وحماية الناس (...) ومحاربة هذه الجماعات المتطرفة العنيفة".
وكان قائد الجيش العماد جان قهوجي طالب في تصريح لوكالة فرانس برس في الخامس من اغسطس، بتسريع تزويد الجيش بالأسلحة الفرنسية الواردة ضمن هبة بقيمة ثلاثة مليارات دولار اميركي قدمتها السعودية في ديسمبر، لشراء أسلحة من فرنسا لصالح الجيش.
كما أعلن رئيس الحكومة اللبناني السابق سعد الحريري أن المملكة قررت تخصيص مليار دولار إضافي لدعم الجيش والاجهزة الامنية اللبنانية في مجال "مكافحة الارهاب".
ويعاني الجيش من نقص في التسليح، وتقتصر تجهيزاته على دبابات ومدرعات ووسائل نقل، اضافة الى بعض الطوافات وطائرات تدريب.
وقال هيل ان واشنطن قدمت "اكثر من مليار دولار" الى الجيش منذ العام 2006، بينها 120 مليون دولار "تدريبا وعتادا" منذ أكتوبر.
وأكد السفير الاميركي وقوف بلاده "مع لبنان، ومع الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي فيما يعملون على حماية البلاد من العنف الممتد من سوريا"، مؤكدا ان الجيش هو "المدافع الشرعي والوحيد عن سيادة لبنان". وشهد لبنان سلسلة من أعمال العنف والتفجيرات على خلفية النزاع في سوريا المجاورة منذ منتصف آذار/مارس 2011.
وتنقسم البلاد بشدة بين متعاطفين مع المعارضة السورية، ومؤيدين للنظام أبرزهم حزب الله الشيعي الذي يشارك في المعارك الى جانب قوات النظام، والذي تعتبره الولاياتالمتحدة "منظمة إرهابية".