حبيب العادلي: أؤيد ثورة 30 يونيو.. والبرادعي وصف الشعب ب"الحمار" وزير الداخلية الأسبق: عمر عفيفي والإخوان و90 أجنبيا وراء قتل متظاهري 25 يناير
واصلت محكمة جنايات القاهرة نظر إعادة محاكمة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ونجليه جمال وعلاء مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من مساعديه لاتهامهم بقتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير في القضية المعروفة أعلامياً ب "محاكمة القرن".
وعقدت الجلسة برئاسة المستشار محمود كامل الرشيدي وعضوية المستشارين إسماعيل عوض وجدي عبد المنعم وسكرتارية محمد السنوسي وصبحي عبد الحميد، وبدأت الجلسة، وتم إيداع المتهمين قفص الاتهام وإثبات حضورهم، واستفسرت المحكمة من الأمن عن سبب عدم حضور المتهم الأول مبارك، فأجاب بوجود شبورة شديدة، وأنه سيحضر بعد انتهاء الشبورة وتحسن الأحوال الجوية, وأكد نفس الحديث محامية فريد الديب، وأنه كتب مذكرة بتعقيب المتهم.
استمعت المحكمة لدفاع مبارك، وقال الديب بأن التقادم يعنى البراءة وانقضاء سلطة الدولة فى العقاب وهو أمر قضت به المحكمة من تلقاء نفسها, وثبت من تقرير اللجنة أن الواقعة الخاصة بالفيلات وقعت عام 1997، والعطية المنوط بها وقعت فى 1997، فأذن العقوبة سقطت بالتقادم.
وقدم دفاع باقى المتهمين مذكرات دفاعهم وحوافظ المستندات, وطالبوا خلالها ببراءة المتهمين وعقبوا فيها على ما جاء بتعقيبات النيابة العامة.
وبدأ المتهم حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق مرافعته عن نفسه بالدعاء: "رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى ليفقهوا قولى"، وأنه سبق وتحدث عن الأوضاع داخل البلاد وخروج المظاهرات لحل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية، وتم اتخاذ الإجراءات لتأمين المظاهرات التى كانت تتسم بالسلمية المطلقة فيما عدا بعض الاستفزازات، مؤكداً أنه لم يحدث قبل أحداث يناير أى إصابات مما يؤكد أن القرار الأمنى كان صحيح.
وقال إنه خلال الفترة من 2004 و2005، نشطت الولاياتالمتحدةالأمريكية فى المنطقة، وقامت بتدريب الشباب واستقطابهم وإفهامهم مفهوم الديمقراطية وكيفية حصولهم على الحرية والمطالبة بحقوقه من الحكومة وكانوا يوفدوا الشباب إلى تركيا وقطر وغيرها لتدريبهم, وأن المعارضة بدأت تتعارض واتخذت أشكال التهديد بالعصيان المدنى ووقف الانتاج مثل المحلة، وزادت بعد انتخابات الشعب والشورى عام 2010، ولم تحدث اى خسائر بشرية خلال هذه الفترة، وهذا يؤكد أن القرار الأمنى كان سليم وليس متهور.
وأضاف بأن ما حدث فى تونس من أحداث فتح شهية المصريين على التظاهر وحددوا يوم 25 يناير موعداً لأول خروج لهم لاعتراضهم على علاقة الشرطة بالمواطن، وأكدت المعلومات أن هناك اتصالات بين حماس وبدو سيناء لتنسيق المظاهرات التي سوف تحدث فى مصر وفى هذا اليوم علموا بتسلل العناصر الأجنبية للتخريب وعقد الرئيس مبارك اجتماع لاتخاذ اللازم أمنيا، متابعاً أنه قامت الاجهزة الامنية بوضع الإخوان تحت بصرها وحذرتهم بعدم الخروج عن الخطوت الحمراء، ويوم 27 يناير قام جهاز أمن الدولة بالقبض على عناصر الإخوان بعدما تأكدت المصادر من نيتهم للمشاركة فى المظاهرات.
وأشار العادلى إلى أن الداخلية وضعت خطة لتحجيم المظاهرات، وكان أساسها استخدام الغاز والماء فقط, وأكدت المعلومات تسلل العناصر الأجنبية مساء يوم 27 يناير واستهدفوا الشرطة فى الشيخ زويد وهو ما أجج الأحداث بالسويس وكل ذلك مكنهم من أحداث الشغب، وفي يوم جمعة الغضب، تحرك الإخوان بشكل منظم وتحركوا بسيارات لنقل المتظاهرين وأعدوا المولوتوف، وذلك بعد صلاة الظهر، وخرج المتظاهرين بكثافة كبيرة واختاروا يوم الجمعة لأنه إجازة ومتاح للجميع المشاركة فيه، موضحاً أنه قام بعمل اجتماع بالقيادات بعد تأكده من دخول العناصر الأجنبية ومشاركة الإخوان، واتصل بمبارك وأخبره أن الأمور خرجت عن السيطرة وإرادته وطالب بنزول الجيش, وأن مبارك اتصل بالمشير طنطاوى وأمره بنزول الجيش.
وأوضح بأن ما حدث هو مؤامرة من الإخوان من خلال جهاز إعلامى قوي تقوده قناة الجزيرة يستهدف النظام والبلاد حتى تصبح البلاد فى القاع ويتمكنوا من السيطرة عليها وحكمها، مؤكداً أن الأحداث نتج عنها خسائر كثيرة، حيث قام المتظاهرين بالتخريب والأعمال الاجرامية وكأنهم يحاربون الاعداء وليس أبناء وطنهم من رجال الشرطة، حيث قاموا بحرق مجمعات المحاكم والمتاحف والمواقع والمنشأت المحيطة بميدان التحرير واتجهوا أيضا إلى إحراق الأقسام والمديريات، وأن ما تعرضت له الأقسام كان أكثر بشاعة لشل دور الشرطة فى البلاد ووقف مصالح المواطنين وسرقة مخازن السلاح والإفراج عن المساجين.
وأضاف أن الضابط الهارب عمر عفيفى القاطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية تميز فى دور الخائن للوطن، وعلّم المواطنين كيف يقاومون رجال الشرطة لإسقاط الجناح الأمنى، وكان أيضا للإخوان المسلمين والعناصر المتسللة دور واضح فى الأحداث، وخاصة أن المخابرات أكدت وجود 90 عنصر أجنبى بميدان التحرير قامت بالتخطيط, وقاموا بضرب المتظاهرين والاعتلاء على أسطح عمارات التحرير لتأجيج مشاعر المتظاهرين وتصوير الشرطة بأنها هى التى تعدت وقتلت المتظاهرين، وأن مقتحموا جهاز أمن الدولة كانوا يبحثون عن ملفاتهم والأشرطة الخاصة بهم، ولكنهم لم يعثروا على شئ، ولم ولن يتمكنوا من اختراق أسرار الجهاز، خاصة أنه جهاز أمن الوطن ولم يحصلوا على أى شئ سوى أوراق ليس لها قيمة.
واستطرد العادلى، قائلا: "إن دور الإخوان والعناصر المتسللة من الحدود كان واضحا، حيث أن المخابرات أخطرت بتسلل بعض العناصر وأن عمر سليمان قال عن تسلل 70 إلى ميدان التحرير، وأنهم حضروا من أجل خطه معدة سلفا، وهذا ما أكده الشهود بضرب المتظاهرين واعتلوا أسطح المنازل المواجهة للميدان ودخلوا المنازل واحتلوها، وكل هذا بمحاضر، وضربوا المتظاهرين من أجل الصاق التهمة بالداخلية وشحن المتظاهرين ضدهم، وكثرت الشائعات بوجود القناصة وإطلاق النار بصفة متواصلة من أجل زيادة العداء مع الشرطة لأنه الهدف الأساسي للمؤامرة بالقضاء على الشرطة، وإذا لم يكن هنالك القوات المسلحة لضاعت البلاد، لأنه بعدم وجود الأمن لا يوجد اقتصاد ولا سياحه ولا أي شئ ورأينا ذلك فعلا".
ونوه أن ترتيب الإخوان بتنسيقهم مع الأجانب والبدو في سيناء وأعدوا المولوتوف وشحنوا الناس وسطوا على محلات الأسلحة والذخائر، ودخلوا محلات الملابس العسكرية من أجل زيادة العداء وهنالك مجموعات انتقلت بالأسلحة الثقيلة والبلدوزرات لاقتحام السجون وتهريب أعضاء حماس مع البدو وغيرهم في 26 سجن، وحرروا من وجهة نظرهم قيادات الإخوان التي قبض عليها يوم 27 يناير وبعضهم هرب إلى الخارج واستولوا على 3 سيارات شرطة إلى غزة، وهنالك مستندات بذلك وخطفوا بعض الضباط حيث هرب حوالي 23 ألف مسجون، مشيراً إلى أنه كان لابد من صدور قرار الحد من زحف المتظاهرين لميدان التحرير حتى تتمكن قوات الأمن من تأمين المنشأت والمناطق الحية المحيطة بميدان التحرير مثل المتحف المصرى الذى سرق وقامت بعدها قوات الأمن من السيطرة عليه وأعادت المسروقات وقبضت على المتهمين, وكذلك لحماية مجمع التحرير والسفارات، لافتاً إلى أن ميدان التحرير الآن مغلق تماما ويتم منع المتظاهرين من التواجد داخله نهائيا، وقرار الحد من زحف المتظاهرين لميدان التحرير قانونى، وأنه كان مسموح للمتظاهرين بالخروج لأن الشرطة لا تقدر علي المنع، وذلك لانه سيكون هناك إصابات بالملايين ومن المصلحة أن يقوم بإقامة الحواجز والعساكرعليها، وكل هذا تم ولكنه لم ينفذ للنهاية.
وقال إنه لم يصدر أوامر بفتح السجون وتهريب مرسي وزملائه ولم يصدر أمر بهروب الجنود ولم يوجد أي دليل على أنه كان هناك اتصال بينه وبين الرئيس واتفقوا فيه على القتل ولم يثبته أحد، وأنه لم يثبت أنه أعطى أوامر للمساعدين بالقتل، وهناك 2 من المساعدين لم يحضر الاجتماع وأحدهم قدمته النيابة كشاهد اثبات، وأضاف أن أقوال الشهود أثبتت براءته وعلى رأسهم المشير طنطاوى وكذلك الفريق سامى عنان والذى أكد بوجود طرف ثالث بالميدان وهم من قتلوا المتظاهرين، وأن الشرطة ليس لديهم قناصة ولم تصدر الداخلية قرار باقتحام السجون ولكن قام بها عناصر خراجية من حماس وحزب الله، والاخوان المسلمين كان لهم دور فى أحداث يناير، وجميع المصريين يعلمون ذلك، مشدداً أن أحداث يناير لم تكن ثورة شعبية تلقائية, وأن الاخوان كانوا يستهدفون تدمير البلاد ونهج وزير الداخلية التصدى للمتظاهرين وليس قتلهم، قائلا: أنا رجل كبير لدي خبرة ولا يمكن أن أصدر أوامر بقتل المتظاهرين وأن نهج وزير الداخلية هو نهج القوات المسلحة".
وقال إن أقوال اللواء حسن الروينى قائد المنطقة العسكرية المركزية واللواء مراد موافى مدير المخابرات الحربية والذى شهد بوجود عناصر أجنبية وعربية بالتحرير، وتم ضبط عناصر أجنبية وبحوزتهم أجهزة قنص، والشرطة لم يكن لديها قناصة إبان ثورة يناير، لافتاً إلى أن الإخوان هم الذين خططوا للأحداث، وبدأ بأقوال المشير طنطاوي، الذي قال إن ما حدث في يناير 2011 كان أكبر مما توقع أحد ولم يتصور من أي أحد والأجهزة الأمنية لم تقصر، وأن ما حدث به يوضح من قام بالأحداث، حيث أن ما حدث كان حلقة من حلقات مشروع الشرق الأوسط الكبير، وأن الإخوان نفذوا المخطط وما تعرضت له أقسام الشرطه والمؤسسات مخطط لخائن نفذه الإخوان و ان العناصر الاجنبيه التي دخلت البلاد من أجل تخريبها و ان الشرطه تعاملت بقدر طاقاتها دون استخدام النيران، و ما حدث في السويس من اشتباك الأهالي والشرطه كان لإجراءهم أفعال غير قانونية وما حدث في 2011، كان به بعض المحترمين والشرفاء ولكنهم لم يفهموا المؤامرة وخرجوا لمطالب، وأن الشرطة لم تستعين بقناصة ومن أطلق من أسطح المنازل باستخدام السلاح هم العناصر الإخوانية. وعرض شهادات قيادات الجيش، الذين أكدوا أن 25 يناير مؤامرة، وأنهى العادلى مرافعته، قائلا: إنه من الظلم أن نتغافل عن المتهمين الذين ارتكبوا جرائم ثورة 25 يناير، ولابد أن يكتب التاريخ تلك الأحداث وأن التاريخ لن يرحم الظالمين, والإرادة الالهية جاءت لتعرض الظلم الذى تعرضنا له وخاصة أنا لأننى الوحيد المحبوس, وظهر للعالم من هو القاتل ومن هو الخائن والعميل والعدو والصديق وظهر الوطنى وظهر الحق والباطن، متهماً جماعة الإخوان المسلمين بأنها وراء تلك المؤامرة والتدبير لأحداث يناير، وأن أيديهم متورطة بدم رجال الشرطة والجيش والمواطنين والخراب الذى حدث بالبلاد, وأن الله لن يتركهم.
واستنكر العادلى من وصف وائل غنيم بالتحقيقات بأنه شاب وطنى، مؤكداً أن البرادعى وصف المصريين أنهم "حمير وبهائم"، قائلا: إنه معذور فى ذلك لأنه نشأ وتربى فى مجتمع أجنبى غير مجتمعنا وظروف غير ظروفنا, وأرسلته أمريكا إلى مصر لتنفيذ مخطط معين وهو من أعطى إشارة البدء فى أحداث يناير عندما أشار بعلامة النصر بعد صلاة الظهر بجمعة الغضب، وقام المتظاهرين بإشعال المحلات، وأكد بأن 25 يناير لم تكن ثورة حقيقة لأن الثورة لها مقومات لم تتوفر فيها ولكن أحداث 30 يونيه هى الثورة الحقيقية.
واستشهد العادلى بما جاء على لسان وزير العدل الأسبق المستشار عبدالعزيز الجندى وتصريحه بأن البلاد تتعرض لمؤامرة كبرى تشترك فيها عناصر خارجية ودول كبرى، وقال العادلى إن ما حدث للشرطة هو صدمة كبيرة لرجال الشرطة وله شخصيا، مستشهدا بما جاء على لسان رئيس الجمهورية الحالى عبدالفتاح السيسى أثناء حواره مع قناة اسكاى العربية بأن الشرطة المصرية كانت تحتل المركز الثانى فى مكافحة الجريمة قبل يناير 2011، وأصبحت الان تحتل المركز رقم 132 عالميا.
وتساءل: "كيف يطلق ثورة على فعل عناصر أجنبية وبدوية باقتحام السجون وتهريب 23 ألف و700 سجين، وقتلوا الضباط وإعداد خطة لهروب المساجين بسيارات مسروقة من الشرطه إلى غزة وما حدث بحرق المحاكم والأقسام والنيابات وحرق التاريخ بحرق المتحف الإسلامي وانهيار البلاد بعدها كل هذا يوضح أنها ليست ثورة، مؤكداً أن الشرطة لم تطلق النيران على المتظاهرين بل نزع من رجال الشرطة السلاح ونزلوا مواقع الأحداث بدون سلاح، وأن الشرطة وطنية يستحيل عليها أن تقوم بقتل المتظاهرين السلميين.
وقدم العزاء لأسر الشهداء الأبرياء وتمنياته للمصابين للشفاء: "وأقول لهم أنى اذكركم بأن استشهاد ذويكم كان نتيجة لمؤامرة خسيسة وأن التاريخ سيثبت لكم صدق قولى وأن التاريخ أثبت ذلك ونعيما لأبنائكم فى الجنة وهى فى راحة بعد أن عرف من الذى قتلهم".
وجه حبيب العادلى رسالة للشعب المصرى، قائلا: "إن المتأمرون خدعوكم بثورة يناير بهدف التطلع لحياة أفضل فقد تأمروا على بلادنا لتخريبها, وأن بعض الشباب شارك دون قصد ودون أن يقصد فى مظاهرات يناير، ولكن الله أنقذ البلد العظيم وأكد أن رجل الشرطة ملتزم ووطنى وهو بخدمة المواطنين مكلف"، مشيرا إلى أن تاريخ الأمم يجب أن يسطر بتاريخ النور الصادق الذى لا يقبل التلوين ويجب أن يظل تاريخ مصر كذلك.
وأضاف أن هناك العديد من الحقائق ستظهر فى توقيتها حتى تكتمل الصورة أمام الشعب العظيم، وأقول لكل من ظلمنى لقد احتسبت هذا الظلم فى أمانة الله الذى وقعت فيه أنا وأسرتى وأنا الآن لمست أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعائى بأن يهيئ لى من أحبائى وأحباء الرسول الكريم من يرفع الظلم عنى وأقول أنى قد سامحت حتى لا يأخذنى الشيطان عما أريده وأريد الآن محبة الله.
كما وجه العادلى الشكر ‘لى المحامى فريد الديب وعصام الديب ومحمد الجندى الذين تولوا الدفاع عنهم وكذا باقى فريق الدفاع عن المتهمين لأنهم شاركوا فى الدفاع عن جميع المتهمين وليس موكله فقط، ووجه رسالة إلى جيش مصر، قائلا: "قام بدور كبير يليق بمكانة مصر، حيث حقن الدماء وهذا عهده دائما, وأنه عندما استشعر أن البلاد فى أطراف الانهيار بأيدى الخونة والخائنين فى 23 يونيو أزاحوهم عن البلاد وأنه يكن لهم جميعا كل الحب والتقدير، ووجه رسالة إلى رجال الشرطة وأنه عاش معهم 50 عاما ويطالبهم بأن يستمروا فى جهودهم لخدمة المواطن، ووجه رسالة لوكلاء النيابة العامة والمحكمة، مطالبا بإقامة العدل.