ألقي سامح شكري، وزير الخارجية، كلمة أمام الاجتماع الاستثنائي للجنة التنفيذية لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي لبحث الأوضاع في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بجدة . وإلي نص الكلمة:_
يأتى اجتماعنا اليوم فى ضوء التطورات الأخيرة المرتبطة بالتصعيد الاسرائيلى فى فلسطين والتى تفرض أن نبحث بصورة فورية الآفاق الممكنة لتقديم يد العون لأشقائنا فى فلسطين فى مواجهة التصعيد الإسرائيلي والذى بلغ مستويات شديدة الخطورة أسفرت عن استشهاد وإصابة واعتقال المئات من أبناء فلسطين حتي الآن فى الضفة الغربية وقطاع غزةوالقدسالشرقية. وفى هذا الصدد فإن مصر وانطلاقا من مسئولياتها لا تدخر جهداً من خلال اتصالاتها وتدخلاتها حتى يتسنى وقف ذلك العدوان والحيلولة دون انزلاق الموقف إلى هاوية العنف التى لا تبقى ولا تذر بما لها من تبعات وخيمة على الشعب الفلسطينى وعلى استقرار وأمن المنطقة.
إن التصعيد الإسرائيلى العسكرى الراهن وما ترتب عليه من إزهاق لأرواح المدنيين من الأطفال والنساء والرجال، إنما يمثل استمرارا للسياسات القمعية والعقاب الجماعى التى تهدف إلى إخضاع الشعب الفلسطينى لإرادة سلطة الإحتلال، وأن علي المجتمع الدولى، خاصة هؤلاء الذين يتشدقون لمناصرة حقوق الإنسان، الا يقف عاجزاً فى هذه الحالة عن التصدى لهذا الوضع المشين وهذه الممارسات المرفوضة، أو نحو رفض هذا الوضع، أو اتخاذ اى خطوات حقيقية لحماية حق الشعب الفلسطينى فى الحرية بل والحياة.
إن هذا التصعيد الاسرائيلى يتواكب مع التحديات والمخاطر التى يواجهها عالمنا الاسلامى، الا ان اشكالية التوصل الى حل دائم للقضية الفلسطينية يمنح الشعب الفلسطينى حقه فى تقرير مصيرهم ويمكنهم من الحصول على حقوق غير قابلة للتصرف فى انشاء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطنى وعاصمتها القدسالشرقية، تظل هى التحدى الذى ينبغى علينا ان نتكاتف جميعا وان نوفر له كافة ظروف النجاح. لقد وصلت مستويات التطرف فى المجتمع الاسرائيلى الى درجة غير مسبوقة وليس ادل على ذلك من بشاعة الحادث الذى سبب صدمة للعالم اجمع حينما اقدمت مجموعة يهودية متطرفة على اختطاف فتى يافع هو الشهيد محمد ابو خضير وقاموا بتعذيبه ثم حرقه حتى الموت0 الحضور الكريم لقد عاني الشعب الفلسطينى الكثير ولم يعد من المقبول ان تستمر وتتزايد هذه المعاناة بسبب سياسات الفعل ورد الفعل دون الانتباه الى آثار ذلك على الاطفال والشيوخ والنساء والأبرياء من أبناء هذا الشعب الفلسطينى الشقيق، وهو الذى يفرض مسئولية كبيرة من ضبط النفس والتزام السبل اللازمة لانهاء هذه المعاناة. ومن ناحية اخرى فبعد ان اثبت النظام الدولى عجزه عن وقف السياسات الدولية الرافضة للسلام فان من الضرروى اعادة النظر بجدية للآليات الدولية التى تهتم بالقضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل.
واذ اختتم كلمتى بالتأكيد مرة اخرى على ان مصر تواصل جهودها واتصالاتها الكثيفة من اجل انهاء هذا العدوان واستعادة التهدئة ووقف كل سياسات العنف الجماعى، فاننا ندعوكم جميعا لدعم هذه الجهود للتحرك الكثيف على كافة المستويات وكذا لبدأ خطوات جادة نحو استئناف عملية سلام جادة وحقيقية تهدف لاقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية.