بعدما ارتفعت درجة حرارة الفرح بيوم التسليم والتسلم، وبعدما رأينا فى مصر رئيساً يسلم رئيساً فى سلام وديمقراطية فى قصور شامخة، ومراسم مدروسة، خطوات واثقة.. دولتنا تعود وتقوى، نمسك الخشب، حتى الأشجار اخضرت من الفرحة، تتمايل على أنغام موسيقى الدولة الجديدة الحديثة والديمقراطية، وجوهنا تبدلت.. عيوننا ضحكت.. خطانا متسارعة ترجو خير المستقبل بعد طول عذاب، لكن الإرهاب والإرهابيين استكثروا علينا الفرحة وإذا باعتداء وتحرش وصنيع يطال بعض نسائنا فيدمى قلوبنا، حتى غابت الفرحة لساعات، وتكهرب الجو بعد صفاء، لكن طلع علينا الرجل الأمل، الرئيس الذى انتخبناه عبدالفتاح السيسى فى المستشفى.. يداوى جرح المواطنة المعتدى عليها والمتحرش بها الرئيس يعتذر بنفسه لمواطن مسّه الضر، يضمد الجراح ويتعهد بإنفاذ القانون وعقاب المعتدين.. رئيس يعيد ثقافة جديدة علينا، لم نرها من قبل. يا مصر.. هذه أنت تعودين إلينا.. ويقف أنبل أبنائك ليضع أول «طوبة» فى صرح الأخلاق الحميدة التى طالما تحاكيت بها وبعدما غيبتها الأحداث الجسام، هذا هو الرئيس.. قدوتنا.. وأملنا يعتذر ويتعهد بالإصلاح والصلاح.. وفى الثورات تحتاج البلاد إلى القدوة لتشد من أزرها وتحقق أهداف ثورتها.. ولذلك ارتسمت الفرحة رغم الألم، والشكر بدلاً من الخوف على وجوه الأسرة التى روّعها الاعتداء والتحرش.. وإذا مصر كلها تستعد للحرب على هذا الذى خدش حياء نسائها الشريفات ضارباً بوطنية المصريات فى الصميم، ليخيفها فترجع بل ربما تستسلم، لكن أصالة المرأة المصرية ودورها التاريخى الذى يتأكد المرة تلو الأخرى لا يتخاذل بل يزداد قوة، والرئيس يقدم «القدوة» فى الاعتذار متوعداً كل من لا يحترم المرأة الأم والزوجة، الأخت والابنة.
ولا يمضى يومان إلا وتطلع علينا شمس «الجمعة» ونرى الرئيس «القدوة» فى سباق رياضى يجمع أطياف المجتمع والشباب، الرئيس ورئيس وزرائه وعدد من الوزراء وآلاف الطلبة وبعض الشخصيات العامة فى سباق رياضة على الدراجات.. ويحادثهم الرئيس عن مزايا استخدام الدراجة فى الوصول إلى العمل بسرعة وأثر ذلك على سيولة المرور وتقليل النفقات.. كلمات طيبات أشرقت مع حديث الرئيس السيسى ومع شمس يوم «الجمعة» الماضى، أعادت كلماته الفرحة إلى القلوب وتفكرت العقول فى ضرورة التوفير والعمل على إيجاد الوسائل المناسبة لظروف الحال وعبء الأيام الصعبة التى نعيشها، والتى كابدنا فيها خطر الإرهاب والإرهابيين، ولم يسلم الأمر- طبعاً- ممن حاول أن يقلل من أثر «الزيارة» والاعتذار أو من فكرة استخدام الدراجات فى التنقل، وللحق.. لم يقل الرجل أو الرئيس عبدالفتاح السيسى أن الدراجات يمكن أن تكون بديلاً للسيارات أو يمكن استخدامها فى جميع المناطق والأحياء، لكنها يمكن أن تساعد خصوصاً إذا تم تخصيص «حارات» للسير فيها فى بعض الأماكن والشوارع، هى فكرة جديدة علينا.. بعيدة عن التقليدية والمعتاد من الأفكار والاقتراحات- جربتها بعض الدول، المهم، أيها السادة ما أريد أن أقوله وما أقف أمامه متأملة بكل الفرح هو تلك القدوة التى يقدمها لنا الرئيس السيسى، الرئيس يقول: إذا أخطأ أحدنا فلا يجب أن يستثقل الاعتذار لأنه أحد أهم بنود الأخلاق الحميدة، وشيوع الحب بين الناس، ولا تنسى يا عزيزى أن الرئيس «أخ» لك.. هكذا قال فى ذلك الصباح الجميل يوم الجمعة.. ولذا أحكى له عن أحوالك.. واصح أو استيقظ مبكراً واعمل من أجل مصر، ولا تكسر بخاطر مصر- كما اعتاد أن يقول لنا الرئيس الأخ- هذه كلها علامات ومستجدات على حياتنا فى مصر.. أيها السادة لدينا الآن رئيس يعتذر، رئيس يقول إنه «أخ» لنا، رئيس يفكر فى أشياء جديدة علينا وغير تقليدية، رئيس يحب الناس كلها.. «ربنا خلقه كده»، على حد تعبيره، فانتهزوها فرصة، ومدوا أيديكم إلى الرجل، لنذهب جميعاً وسريعاً للبناء ونكمل المشوار.. كما أكمل هو مشوار البطولة وترشح للرئاسة وانتخبناه ونجح ولم يبق إلا العمل.. ثم العمل وهو لنا «قدوة».. بدأ بنفسه.. إنه حقاً «الرئيس القدوة» فقلدوه من أجل مصر ومستقبلها المشرق بإذنه تعالى.