قال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في حوار للحياة اليوم الذي يقدمه الإعلامي عمرو عبدالحميد، هناك سياسة استعلاء أو إقصاء وإدعاء أن حضارة الغرب أفضل من حضارة الشرق فهذا أمر مفروغ منه وطرحه قبل ذلك فلاسفة الغرب وأضاف كان لابد له من ترويج نظرية الاستعمار وقرأنا في القرن الماضي نظرية الرجل الأبيض المكلف من الله برسالة انسانية بتعليم ماعداه من الإنسان الهجمي والبربر.. أيضا كانت هناك النظرية السامية بتفوق الجنس الأبيض الآريين على الجنس الأسمر والعرب وتحت هاتين النظريتين استعمر الغرب البلاد العربية والأفريقية لأكثر من قرن. وقال تأمل قارة كأفريقيا قارة الذهب ورغم ذلك يعيش أهلها في فقر مدقع ونحتاج إلى مد أيدينا للغرب ونحتاج للتكنولوجيا فعلينا أن نولي وجهنا شطر الغرب بدلا من أن تكون منفعة علمية بين الشرق والغرب وقال إنه في العصر الحديث بعد رحيل الاستعمار عصاه فوجئنا بشهية الغرب وعلينا ألا ندفن رؤوسنا في الرمال. وأوضح أنه ليس متحاملا على الغرب مؤكدا أنه لم يلتق الشرق بالغرب حتى الآن وأن شيوخ الأزهر حتى الآن متنبهين لهذه العلاقة وأكد أن المسلمين لديهم قصور في فهم مدنية الغرب قائلا ان الكثير من المسلمين وعلمائهم لا يفهمون مدنية الغرب وقال هنا أفرق بين التقدم العلمي ونهضته حتى في جوانب فلسفة وحقوق الإنسان ولكن هناك عيوب قاتلة كانت تفرغ هذا التقدم من مضمونه الإنساني ففي أوربا وأمريكا هناك تقدم اجتماعي ولكنه غير متحقق هنا منذ أيام الاستعمار. ولكن الدس وخلق بؤر التوتر لتعمل مصانع السلاح مشيرا أنه لا يعمل في أوربا وأمريكا ولكنه يعمل في ليبيا والجزائر وسوريا واليمن وأفغانستان مشيرا إلى أن الغرب يحصن نفسه باستعدادات عسكرية. وأشار إلى أن هناك خطة لتقسيم العالم العربي من خلال ثورات الربيع العربي أثناء فرصة تحرك الشعوب العربية ولكن هناك تقسيم للدول العربية بمنطق عودة الاستعمار الغربي من جديد وقال ألم ينزل الجيش الأمريكي بكامل أسلحته في العراق وأنهم انسحبوا بعد ما دمروا العراق وأحرقوا كتب مكتبة بغداد وهو المقصود منه تخريب الحضارة وتابع من حقي أن أفهم كمهموم بالوطن سواء مصر أو الوطن العربي طبيعة العلاقة والتوتر. وقال إن ما حدث في سوريا يؤكد ما يجري مؤكدا أنه ليس متحاملا وأن سياسيو الغرب يفصحوا عما بداخلهم من أهداف ضد حضارة الإسلام وقال إنها ليست علاقة تكامل أو انسجام وإنما معناها أن يظل الغرب في حالة حرب مستمرة وأضاف إن نظرية نهارية التاريخ هو التوقف عند حضارة الغرب وأمريكا بشكل خاص وعلى أن نرتمي في أحضانهم وهي نظريات لكل شعوب العالم أنه ليس أمامكم إلا السجود لحضارة الغرب وأمريكا. واستطرد إن نظرية نهاية التاريخ نظرية استعمارية يتبناها الغرب للقضاء على الحضارة الإسلامية وغيرها من حضارات الشرق. وقال أما إذا كان هناك مؤامرة على الشرق حتى يزداد ضغطا ويبقى الغرب قويا ومسيطرا. هل من أمل في حوار جاد وحقيقي بين الشرق والغرب؟ ليس هناك علامات في المستقبل القريب أن يسوق الغرب بالنظر إلى غيره وإلى الحضارات على أنها تتكامل وليس تستأصل غيرها من الحضارات. وقال أنا مقتنع بأن الحضارات الغربية لم نأخذ منها في المحصلة الأخيرة إلا زرع بؤر التوتر والصراع وينظرون إلينا من برج عالي. وقال إنه مع ذلك حينما يتعلم الغرب أن الإنسانية في شرف سيكون هناك حوار جاد. مشيرا إلى أنهم ممكن أن يستفيدوا من حضارتنا في الأخلاق والقيم. حينما قلت أن الحضارة الإسلامية قابلة للتفاهم مع الحضارة الغربية كنت أنظر إلى الحضارة العربية والتاريخية ففي خلال 80 عام ممكن أن تكون ممتدة إلى الصين وليس معناه فرض حضارة على أخرى وإنما احترام للحضارات واعتراف متبادل بين البشر. وقال إنه حينما يصور الفتح الإسلامي على أنه استعمار مدللا بأنه كان تفوق حضاري وثقافة وليس عسكريا ففي أسبانيا غلب نحو 70 ألف من المسلمين ملايين من الغرب. وقال إنه نحن كمسلمين منقسمين ومختلفين بالرغ من امتلاكنا مقومات وثقافة واحدة حتى نستطيع أن نواجه الغرب. وأكد أن واقعنا العربي والإسلامي ستجد فيه صوفية وسلفية وشيعة وسنة وإخوان وجماعات إسلامية وكلها ترفع راية الإسلام مشيرا إلى أن كثيرا منها ليس إسلاما بالمعنى الصحيح. وقال إنه بالأزهر نفسه تجد المنهج الوسطي الذي لا يرفض أو يكفر غيره من المذاهب.