بعيدا عن موقفك السياسي من حازم صلاح أبو اسماعيل فإن أبسط المبادئ المتفق عليها بين الجميع "المفروض يعني" هي رفض الظلم والتشويه والتشهير والفبركة .. وهذا الكلام موجه لأنصار أو اسماعيل ومعارضيه على حد سواء. وإذا كنا ننتقد سلوكيات أنصار أبو اسماعيل في مواقف عديدة فإن هذا لا يعني أن نتجنى على الرجل ورجاله ونوصمهم بما ليس فيهم، بل الموضوعية تقتضي على أي "محترم" أن يسعى جاهدا إلى الدفاع عن خصومه أحيانا .. فإن ذلك يعطيه مصداقية إذا ما انتقدهم بعد ذلك .. وستكسبه احتراما لا يشترى بالمال بين خصومه .. حتى لو أغضب ذلك بعض مؤيديه.. وكما قال الدكتور أحمد كمال أبو المجد "ليس فقط علينا أن نحترم الطرف الذي يختلف معنا .. بل نحرص على وجود هذا الطرف". هل تجد ما سبق كلاما أفلاطونيا وليس له دليل على أرض الواقع؟ سأحيلك الآن لمثال عملي على ذلك: ففي الساعات الماضية انتشرت صورة لسيدة قال ناشروها "روز اليوسف" أنها لوالدة أبو اسماعيل، واستغل البعض هذا الموقف وراح يسخر من كونها غير محجبة رغم أن هؤلاء من المفترض أنهم يدافعون عن الحريات، ونال الرجل وأمه قسطا كبيرا من التريقة وسط صمت أنصاره أو تشكيكهم في الصورة ولكن بدون أي دليل .. فقط تشكيك لمجرد التشكيك مثلهم في ذلك مثل الذين صدقوا الصورة لمجرد التصديق بدون إعمال العقل. بالطبع هناك من معارضي أبو اسماعيل من شككوا في الصورة بعد أن قاموا بنشرها .. وأبرز هؤلاء المدون وائل عباس .. وهو ما قادني للبحث عن حقيقة هذه الصورة ليس دفاعا عن حازم صلاح الذي أختلف مع أغلب اطروحاته .. ولكن دفاعا عن الحق .. والموضوعية في الانتقاد .. وهذا ما توصلت إليه .. الصورة المنشورة ليست لوالدة أبو اسماعيل ولكن حسب ما توصلت إليه - وأتمنى أن يتم تأكيد معلوماتي من مصدر آخر وليكن أبو اسماعيل نفسه - فالصورة لطبيبة متخصصة في أمراض النساء وتعمل في أمريكا وتدعى نوال أيضا، وهذه صورها .. وهذه هي الصورة المفبركة كما تم تداولها .. هل يعني ما سبق أن نكف عن انتقاد أبو اسماعيل أو غيره طالما كان مظلوما في الواقعة السابقة .. بالطبع لا .. فلا يوجد أحد فوق النقد، بل دفاعنا عنه في هذا الموقف ليس دفاعا عن شخص ولكنه دفاعا عن الموضوعية التي نتمنى أن تكون عنوانا لليبراليين والاسلاميين والاخوان وغيرهم .. فهي الشيء الذي غاب مؤخرا وأصبح كل من يريد أن يهاجم شخص آخر فيقوم بفبركة معلومات غير حقيقية مثل ده خاين ده عميل ده امه كذا ده ابوه أساسا كذا .. فهؤلاء المفبركاتية من الليبراليين والاسلاميين سنظل نقول لهم رائعة الاستاذ زلطة "عبوكو كلكو".