كتب الدبلوماسي المصري السابق رمزي عز الدين رمزي أنه على الرغم من توقع الكثيرين أن ثورة 2011 المصرية ستدشن عهدا جديدا من الحرية والعدالة الاجتماعية في مدى قصير، إلا أن الثورات نادرا ما تمضي في خط مستقيم. وفي مقال على موقع صحيفة الفاينانشيال تايمز، قال الكاتب إن الإخوان المسلمين انتخبوا بشكل ديمقراطي لكنهم لم يحكموا بالديمقراطية.
ويقول الكاتب نقلا عن موقع أصوات مصرية التابع لرويترز، إنه تولى منصب وكيل أول وزارة الخارجية المصرية بعد شهر من انتخاب الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان، واستقال بعدها بثلاثة شهور "قلقا بشأن الاتجاه الذي تمضي فيه بلادي".
ويضيف أن جماعة الإخوان المسلمين "لمحت فرصة إنشاء دولة إسلامية وسرقت الثورة مثلما فعل البلاشفة في روسيا والملالي في إيران، دافعين من خلال دستور وضعوه إلى تأسيس دولة استبداد، معتقدين أن الدين سيمكنهم من حشد البلد بأكمله".
ويرى الكاتب أن "غطرسة الإخوان ربما ألقت بغمامة على عيونهم في ما يخص الشعب المصري، إلا أنه لم يكن لديهم أوهام بشأن الجيش...فتحويله لذراع للدولة الإسلامية ومنعه من التدخل في خططهم صعب تنفيذه".
ويضيف "لذا توجهوا نحو الجهاديين القطبيين للتهديد بالعنف في الوقت الذي تتجنب فيه الجماعة المسؤولية عن الأعمال الإرهابية، وفي الوقت الذي تتشكل فيه نواة على نمط الحرس الثوري الإيراني تستهدف تحييد الجيش".
ويقول "كان من شأن هذه اللحظة السوداء أن تكون بداية لفصل أكثر سوادا في التاريخ المصري... لن يستسلم المصريون في كفاحهم ضد الاستبداد لم يتمكن الإخوان من إيقافهم ولن يتمكن أي أحد آخر".
ويأمل الكاتب ان تكون الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة المرحلة الأخيرة من الفترة الانتقالية، قائلا إنه من المتوقع فوز المشير السيسي بها لأن "الشعب يدين له بالفضل في إنقاذ البلاد من الإخوان، ولأن الفترات العصيبة تجذب الناس لزعيم قوي، لكنه سيواجه عددا من التحديات، وكثير من الأمور يتوقف على كيفية تعامله معها".
ويقول الكاتب إن على السيسي "الابتعاد عن التحزب، وألا يشكل أو ينضم إلى حزب سياسي، ففي ذلك نهاية محتملة للتحول الديمقراطي".
ويضيف أن عليه كذلك مواجهة الإرهاب دون أن يتنازل عن الحريات الأساسية للديمقراطية.
ويتابع "عليه أن يتعامل مع القوى التي تريد إعادة عقارب الساعة للوراء، لشهور مضت مثل جماعة الإخوان، أو لسنوات مضت كأتباع مبارك، أو لعقود مضت مثل الناصريين، أو لقرون مضت مثل السلفيين...كل هذه الجماعات تحتاج إلى أن تشملها رؤية لمجتمع حديث منفتح ومتسامح مرتبط بتقاليده وثقافته".
ويضيف أن على السيسي مراجعة نظام التعليم المصري، قائلا إن المحافظين دينيا "منحوا اليد العليا في التعليم خلال السبعينيات من القرن الماضي، في نظام اعتمد على التلقين أنتج الجهاديين".
ويلفت الكاتب إلى التوقعات الاقتصادية للشعب، والتحديات التي تواجه تحقيقها.
ويقول إن كثيرين في الغرب يتشككون في قدرة مصر على التغلب على التحديات، "لكن المصريين أطاحوا برئيسين في أقل من ثلاث سنوات عن طريق ثورة وبأقل قدر من إراقة الدماء، والآن كسبوا حق اللجوء إلى صناديق الاقتراع لتحقيق مطالبهم، وهذا إنجاز لانتصارهم...إعطوا المصريين الفضل الذي يستحقونه".