الحلقة الثانية..رئيسة الطائفة اليهودية ل"الفجر": "شكرت العريان على دعوته بعودة اليهود لمصر.. وفكرت فى الهجرة بعد فوز مرسى بالرئاسة"

شاركت فى ثورة 30 يونيو
شكرت العريان على دعوته بعودة اليهود لمصر
الرئيس محمد نجيب أولي رعاية خاصة بالطائفة اليهودية
فكرت أن أهاجر خارج مصر خلال حكم مرسى
أتمنى لقاء شيخ الأزهر لأننى أراه رمزاً للإسلام المستنير
الجالية اليهودية فى مصر فى سبيلها للانقراض

تواصل ماجدة شحاتة هارون، رئيسة الطائفة اليهودية بمصر، فتح الملفات الساخنة حول أوضاع الطائفة اليهودية بمصر فى عهد الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، والمعزول محمد مرسى، وموقفها من تصريحات العريان بعودة اليهود إلى مصر، وتكشف عن الشخصية التى ترغب بلقائها فى مصر.. وإليكم نص الحوار..

- هل شاركت فى إنتخابات الرئاسة؟
* لأول مرة فى حياتى أشارك فى إنتخابات، مع العلم بأن كثيرا من أصدقائى حذرونى من النزول بسبب الديانة، وقلت لهم لدى رقم قومى وهذا حقى.

- وماذا عن مشاركتك فى ثورتى 25 يناير و 30 يونيو؟
* لم أشارك في 25 يناير لخوفي آنذاك من الحسابات الخاطئة التي قد يحسبها البعض.. خصوصاً أن التجربة كانت جديدة علي المصريين، ولكنني شاركت في 30 يونيو وكذلك في المظاهرات التي تلتها وكنت أحضر إفطار رمضان ونفطر جميعاً، وكما ذكرت فقد كان يعتريني الخوف في البداية من المشاركة في المظاهرات خوفاً من أن يستغل أحدا إنتمائي الديني بطريقة خطأ ويحاول أن يخلط بينه وبين الصهيونية.

- لماذا تذكرين دائما نفسك بالصهيونية وأنت يهودية مصرية المنشأ؟
* تتنهد وتقول: هناك كثير من المثقفين مثل إبراهيم عيسى والذى أحترمه وأحترم آراءه وغيره آخرين يخطئون مرات عديدة ويخلطون بين أن يكون الشخص يهودياً وصهيونياً وهناك فارق كبير بين الإثنين .

- مع العلم بأن الصحافة الإسرائيلية دائماً ما تهاجمك بسبب رفضك للصهيونية؟
* هذا يحدث فعلاً ولكن قليلين في مصر ربما يدركون ذلك.

- ما رأيك فى التصريحات السابقة للقيادى الإخوانى عصام العريان بعودة اليهود إلى مصر؟
*رغم يقينى أن نياته لم تكن لوجه الله ولكننى شكرته لأن إثارة هذا الكلام فتحت الباب للمناقشة، فمشكلة اليهود فى مصر كان متكتماً عليها، ولا يعلم كثير من المصريين بوجود يهود في مصر من الأساس وبذلك فتح باب المناقشة وظهرت أنا وأختى نادية في الإعلام للمرة الأولى وعلى مدار تاريخى لم يتحدث أحد إطلاقا عن الطائفة اليهودية في مصر أو مشاكل اليهود.

- كيف توثقين فترة الرئيس حسنى مبارك بالنسبة للطائفة اليهودية؟
* أنا فى رأيى أن فترة العشر سنين الأخيرة هى السيئة بالنسبة لمصر كلها، وهو لم يكن له علاقة باليهود المصريين ولم يهتم بحل مشاكلهم.

- وماذا عن فترة محمد مرسى؟
* فى فترة من الفترات خفت بشدة وفكرت عند قدومه أن أهاجر خارج مصر، فإبنتى مسلمة ولكنها لا ترتدي حجاباً وكنت أرفض أن يفرض عليها من تنظيم الإخوان وقلت لها لا أحد يجبرك على هذا، أيضاً أنا كنت خائفة على البلد بعد وصولهم للحكم، ولكن الشعب المصرى عظيم والشخصية المصرية جبارة وأثبتت أنها قاهرة الثقافات وأن الشخصية المصرية أقوى من كل الشخصيات وكل التيارات.

- برأيك هل الفريق أول عبدالفتاح السيسي هو إستمرار لنموذج الحكم العسكرى لمصر خلال 60 عاماً؟
* أنا رأيى يختلف مع كثيرين، الحكم العسكرى كان مع بداية ثورة 1952 ولكنني أري أن حكم مبارك مثلاً ليس حكماً عسكريا نعم هو من مرجعية عسكرية و كذلك السادات وعبدالناصر ونجيب، ولكننا في مصر لا نستطيع أن نفصل الجيش عن الشعب فلا يخلو منزل من ضابط سواء جيش أو شرطة، وهذا نموذج موجود في أغلب دول العالم بما فيها أمريكا وروسيا رؤوساؤهم دائما من مرجعيات عسكرية.

- هل هناك رئيس جمهورية أولي رعاية خاصة بالطائفة اليهودية؟
* على ما أعتقد أن الرئيس الراحل محمد نجيب الذى أولى إهتماما رغم قصر مدته وهناك صورة لمحمد نجيب والحاخام الأكبر موجودة بالمعبد بشارع عدلى، ولا أنسى لمحمد نجيب أنه طلب من المخابز توفير نوع معين من الخبز للإحتفال فى أحد أعيادنا "عيد الفصح".

- وهل تجدون صعوبة فى توفير الأشياء الخاصة بطعامكم الخاص؟
* هناك منظمة يهودية تدعى"جونيت" ورسالتها إلا ينام يهودى جائع فى العالم، وتقوم بجمع تبرعات من جميع أنحاء العالم وفي الأعياد يقومون بتوفير وإرسال الخبز المخصوص للإحتفال بالعيد، بالإضافة لبسكويت مصنوع بدون خميرة وكانت جدتى تقوم بشراء هذه المخبوزات من المخابز في مصر.

- ربما يكون حصولكم علي دعم من الخارج هو السبب فى أن يلغى مجلس شعب الإخوان مبلغ 7400 جنيه الذى تحصلون عليه من وزارة التضامن الاجتماعى؟
* الدعم المخصص لمصر سنويا من المنظمة 5 آلاف دولار ليهود مصر، ولا توجد أى منظمة أخرى تقدم لنا دعماً مادياً.

- وماذا عن السيدات المسنات وكيفية حصولهن على المبالغ المالية وأدويتهن؟
* يقومن بإرسال فواتير أدويتهن وعلاجهن وأحاول مساعدتهن قدر المستطاع

-هناك صورة نمطية عن اليهودي بأنه بخيل.. فما حقيقة هذا الأمر؟
* تضحك وتقول: هو شخصية حريصة وذلك لأسباب عديدة منها الظروف التي تعرض لها، وأيضاً لأن منهم كثيرين عملوا بالتجارة والاقتصاد ولكن الحرص هذا ليس قاعدة وكثيراً ما أضحك مع أصدقائي الذين يقولون إنني لست يهودية لأنني لست بخيلة وأقول لهم من المفروض أن يتهم المسيحيون بهذا الأمر لأنهم يوفرون الكثير من المال من خلال صيامهم وإمتناعهم عن اللحوم لشهور طويلة وأعتقد أن صورة اليهودي البخيل من الموروثات الشعبية.

- تعلمين بأن دستور 54 أخذ رأى اليهود فيه وهو ما لم يحدث بعد ذلك وهو ما يدعوني لسؤالك عن رأيك في الدستور الذي يتم إعداده الآن؟
* الدستور لا ينظم علاقة المواطن بربه، ولكنه ينظم علاقة الإنسان بالوطن حقوقه وواجباته فحق اليهودى أو المسيحى أو المسلم واحد تجاه وطنه، والذى يتحدث عن العبادات في الدستور خطأ، فالإسلام هو حقاً دينغالبية المواطنين، ولكن الدستور ينظم علاقة المواطن بالدولة، أما الكتب السماوية فهى التى تنظم العلاقة بين الإنسان وربه والمفترض أن الدستور يراعى كافة الأقليات في المجتمع ويساوى بينهم فى المواطنة بغض النظر عن الديانة.

- كيف ترين العلاقة بين مصر وإسرائيل ومستقبل تلك الدولة في المنطقة ؟
* إسرائيل أمر واقع الآن ولكننى أرى مصيرها في يوم من الأيام أنها ستكون دولة عربية نتيجة زيادة نسل السكان العرب، ولكن الآن لابد أن تنتهى سياسة الاستيطان وأن يساعد العالم أجمع حكومة أبومازن ولابد أن تكون لفلسطين دولة وأن تتم تنميتها.

- ذكرت عدة مرات من قبل عن رغبتك في لقاء شيخ الأزهر فما السبب فى ذلك؟
* أتمنى لقاء شيخ الأزهر لأننى أراه رمزاً للإسلام المستنير وعندما هاجم أردوغان شيخ الأزهر قمت بكتابة خطاب بإسم الطائفة وتم تسليمه للمشيخة إعتراضاً علي ذلك، وأتمنى أن يأتى يوم ويكون لدينا مناسبة دينية ويأتى ممثل لشيخ الأزهر وممثلة للكنيسة أملى أن يتحقق هذا، أو أن يحدث إجتماع للأديان.

- لقد سبق أن صرحت من قبل بأنه عند قدوم رأس السنة اليهودية فسوف تقومين بفتح أبواب المعبد اليهودى لاستقبال المصريين مسلمين ومسيحيين للاحتفال معا برأس السنة اليهودية.. ما السبب في عدم إكتمال تلك الدعوة؟
* سبب الدعوة هو أننى كنت أريد أن تعود مصر كما كانت سابقا، ولكن نظراً للظروف السياسية الدعوة لم تكتمل..أريد أن يتم توصيل رسالة مفادها أن الجالية اليهودية فى مصر فى سبيلها للانقراض، وأناشد جميع المسئولين على مستوى الدولة للحفاظ على التراث اليهودى الذى هو ملك للمصريين وليس ملكا لليهود ولابد من تسليم تلك الأمانة وإلا سيكون البديل الآخر هو سرقته.