الكلاسيكو 129.. تعرف على تاريخ مواجهات الأهلي أمام المصري البورسعيدي قبل مباراة الخميس    لويس إنريكي: نمتلك الأفضلية أمام آرسنال.. وسنلعب بأسلوبنا غدًا    لمناقشة العنف السيبراني.. جامعة مصر للمعلوماتية تشارك في المؤتمر العاشر لمنظمة المرأة العربية    أكاديمية الشرطة تستقبل وفداً من أعضاء هيئة التدريس بكلية الشرطة الرواندية    جامعة كفر الشيخ تنظّم ندوة للتوعية بخطورة التنمر وأثره على الفرد والمجتمع    حفل استقبال رسمي على شرف قداسة البابا تواضروس الثاني في بلجراد    توضيح مهم من «اقتصادية قناة السويس» بشأن اتفاقية موانئ أبو ظبي (تفاصيل)    الاحتياطي الأجنبي لمصر يتخطى مستوى ال 48 مليار دولار بنهاية أبريل لأول مرة    أستاذ قانون مدنى يطالب النواب بتوفير بديل لوحدات الإيجار القديم لغير القادرين    ارتفاع جماعي لمؤشرات البورصة بنهاية التعاملات بدعم مشتريات عربية وأجنبية    استشهاد 4 فلسطينيين فى قصف إسرائيلى على دير البلح وسط قطاع غزة    بعد إخفاق "فريدربش" بالانتخابات.. "البورصة الألمانية" تهبط بنحو 1.1%    ABC News: القبض على أكثر من 25 محتجاً سيطروا على مبنى جامعة واشنطن    ممثل حزب النور يتراجع عن موقفه بشأن إصدار الفتاوى ويبدي اعتذاره بلجنة الشئون الدينية    المنوفية الأزهرية تختتم أعمال امتحانات النقل الثانوي والقراءات للفصل الدراسي الثاني    «في ذكرى رحيل المايسترو».. شموع صالح سليم لن تنطفئ    أجواء تنافسية باليوم الأول لبطولة العالم العسكرية للفروسية بالعاصمة الإدارية.. صور    إصابة شخص في حريق منزل بالعريش    «متى عيد الأضحى 2025».. تاريخ وقفة عرفات وعدد أيام الإجازة    ضبط محل يبيع أجهزة ريسيفر غير مصرح بتداولها في الشرقية    مهرجان البحر الأحمر السينمائي يفتح باب التقديم للمشاركة في دورته الخامسة    رئيس الأوبرا يكرم عددا من الفنانين والإداريين بمناسبة عيد العمال    بالفيديو.. ريهانا تعلن عن حملها الثالث في حفل Met Gala 2025    قصور الثقافة تطلق العرض المسرحي «منين أجيب ناس» لفرقة الزيتيات بالسويس    المخرج جون وونج سون يزور مقر مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي بالقاهرة    طريقة أداء مناسك الحج خطوة بخطوة.. تعرف عليها    شوبير: الشرط الجزائي لكولر أكبر من ديون الزمالك بس الأحمر معاه فلوس يدفع    رافينيا يُرشح محمد صلاح ورباعي آخر للفوز بالكرة الذهبية    وزير المالية الإسرائيلي: سيتم تركيز سكان غزة في محور موراج جنوبا    الكرملين: بوتين وبزشكيان اتفقا على تعزيز التعاون العملي بين البلدين وتنسيق السياسة الخارجية    الجيش الإسرائيلي يصدر إنذارا بإخلاء منطقة مطار صنعاء الدولي بشكل فوري    تفاصيل التصعيد الإسرائيلى الأخير فى غزة بعد توسيع العمليات العسكرية    مسيرة طلابية بجامعة الزقازيق للمطالبة بكشف ملابسات حادث طالبة كلية العلوم    لمناقشة فرص توطين اللقاحات وتعزيز التصدير، رئيس هيئة الدواء يستقبل وفد فاكسيرا    جزاءات رادعة للعاملين بمستشفى أبوكبير المركزي    الإعدام لمتهم بقتل طفل داخل مصلى العيد فى نجع حمادى بقنا    ننشر توصيات اجتماع وزراء السياحة بالدول الثماني النامية بالقاهرة    ضربة موجعة لستارمر.. رفض طلب لندن الوصول لبيانات الجريمة والهجرة الأوروبية    نصيحة وزير الشؤون النيابية لابنته بشأن العمل التطوعي    61.15 دولار للبرميل.. تعرف على أسعار النفط بالأسواق العالمية    كلية التمريض جامعة قناة السويس تنظم ندوة حول المشروع القومي لمشتقات البلازما    عقب التوتر مع باكستان.. حكومة الهند تأمر الولايات بتدريبات دفاع مدني    وكيل الأزهر: على الشباب معرفة طبيعة العدو الصهيوني العدوانية والعنصرية والتوسعية والاستعمارية    السيسي يؤكد ضرورة التركيز على زيادة احتياطي النقد الأجنبي وخفض مديونية الموازنة    تعليم السويس يعلن جدول امتحانات الشهادة الإعدادية    ادعوله بالرحمة.. وصول جثمان الفنان نعيم عيسى مسجد المنارة بالإسكندرية.. مباشر    محافظ أسوان يترأس اجتماع المجلس الإقليمى للسكان    وزير الري: خطة وطنية لمراجعة منشآت حصاد مياه الأمطار    «العربية للتصنيع» تتعاون مع شركة أسيوية لتأسيس مشروع لإعادة تدوير الإطارات المستعملة    فاضل 31 يوما.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025    مدرب كريستال بالاس: هذا ما يجب علينا تقبله    ضبط المتهمين بسرقة سيارة بالاسكندرية    وزير الثقافة يطلق مشروع "أهلا وسهلا بالطلبة" بتخفيض 50% للمسارح والمتاحف    ضبط (18) طن دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء    الزمالك يستقر على رحيل بيسيرو    ما علاقة الشيطان بالنفس؟.. عالم أزهري يوضح    تشغيل وحدة علاجية لخدمة مرضى الثلاسيميا والهيموفيليا في مستشفى السنبلاوين العام بالدقهلية    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليهود المصريون ل «العريان»: عرضك مرفوض.. والماضى لن يعود
نشر في الصباح يوم 11 - 01 - 2013

المتحدث الرسمى باسم الطائفة: نحن مساهمون بنسبة 70% فى الحضارة المصرية
تفاصيل اللقاء السرى بين القيادى الإخوانى ومنظمات يهودية بأمريكا
ممزقون.. مشتتون.. يحملون جنسيات وديانات وهمية، اعتقادا بأنهم يطبقون التوراة التى أتت بها اليهودية ويعتقدون أنهم «شعب الله المختار»، وحيثما وجدوا تكون أرضهم.
بعضهم يحمل الجنسية المصرية، مرت عشرات الأعوام منذ خروجهم فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومازالوا يحلمون بالعودة لمصر التى تركوها رغما عنهم فى القاهرة، ولم يبق منهم فى البلاد سوى أعداد قليلة جاوز أصغرهم الثمانين، غير أن دعوة الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، لهم بالعودة إلى مصر، أعادت لهم الأمل مرة أخرى.
يزعمون أن لهم ثروات تتخطى ال30 مليار دولار.. فهل يملك «العريان» القدرة على إعادة هذه الأموال لهم؟
ماذا وراء تصريحات «العريان» التى تنسف كل ما نادت به جماعته، التى طالما أعلنت العداء «الحنجورى» للصهيونية، وحصلت على المركز الأول فى معاداة السامية العام المنقضى طبقا لمركز سيمون فيزنتال الصهيونى؟
هل ثمة علاقة بين هذه التصريحات وبين ما يتردد حول ترشيح «العريان» لحقيبة الخارجية فى التشكيل الوزارى القادم؟
هل أراد «العريان» مغازلة البيت الأبيض.. والأهم كيف يستقبل الصهاينة من أصل مصرى تصريحات كهذه؟
اجتماع سرى
كشفت مصادر مطلعة أن الدكتور عصام العريان، التقى قبل تصريحاته الخاصة بعودة اليهود، عددا من اليهود فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد فى ولاية نيوجيرسى، حيث قابل «الرجل» عددا من ممثلى الجميعات والمنظمات اليهودية تحت إشراف منظمة «نيويورك» وهى جمعية أمريكية يهودية، وتضمن الاجتماع الحديث عن اتفاقية السلام والوضع السياسى فى مصر ووصول جماعة «الإخوان المسلمون» للحكم، وحضر اللقاء عدد كبير من الشخصيات اليهودية على مستوى العالم من بينها «مائير كوهين» رجل الأعمال المصرى الجنسية، ووليم فانهاوت، ومستر إيريك من نيوزلندا، ومدام تارا الإنجليزية الجنسية، وقالت المصادر إن «العريان»، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، مكث 4 أيام بفندق بالاس بنيوجيرسى.
ردود أفعال يهودية
وتباينت ردود أفعال اليهود والإسرائيليين، على دعوة «العريان» لهم بالعودة لمصر، حيث قال بعضهم إن «المصريين يريدون استخدامهم فى بناء أهرامات جديدة»، حيث رأى شاى بيتر أن «العريان» قد قال قبل دعوته «إنه سيمكننا نسف إسرائيل خلال 10 سنوات»، مضيفا: «إذا كان هتلر لم ينجح فى إبادة اليهود، فالإخوان لن ينجحوا فى ذلك، إلا أن الإدانة الحقيقية ينبغى أن تكون للأمم المتحدة التى تركت مثل هؤلاء يتحدثون عن شعب الله المختار بهذا الشكل».
وطالب دورون ياش، يهودى إسرائيلى، الحكومة المصرية بالاهتمام برعاياها من المصريين قبل أن تدعو اليهود للمجىء لمصر، مضيفا: «إذا تركنا بلادنا وجئنا لمصر سننضم لمعاناة 16 مليون مصرى من الأقباط وستنفجر ثورة جديدة ضد حكومة الإخوان».
شاى إيدل، يهودى أمريكى، قال إن الإخوان يبحثون فقط عن العناوين الرئيسية، ودعم الاستثمار عبر حضور اليهود لمصر، وهو ما يمكن الاقتصاد المصرى المنهار من العودة مرة أخرى للازدهار، والوقف على قدميه، كما أن جماعة الإخوان تبحث عن دعم المزيد من الفصائل فى البرلمان المقبل، وتصريحات «الجماعة» تمثل محاولة لشغل الرأى العام والمواطنين عن المطالبة ب«الغذاء والعمل»، مضيفا أن إسرائيل ليس لها دخل فى تدنى الحالة الاقتصادية التى يعانى منها المصريون، وأن تلك اللعبة يكررها نتنياهو فى إسرائيل بالأوضاع مع إيران، لدرجة أنها أصبحت مثل «اللبانة» وهى «إيران تهدد أمن إسرائيل»، وكلها أمور يصنعها الحكام، حسب قوله.
أوسكار جيورا، يهودى إسرائيلى، أكد أن «العريان يبحث فقط عن التعاطف والقبول، غير أننا يمكننا غزو سيناء مرة أخرى، ونقل قطاع غزة فى شرم الشيخ، بدلا من جمع اليهود داخل مصر»، وهذا ما يسهل لهم شن الهجمات على اليهود فى أرضهم.
وأرسل نجر عزى، يهودى مصرى وأحد القادة اليهود وزعيم الحركة اليهودية لتعويض اللاجئين، رسالة للعريان جاء فيها: «إلى الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، قرأت عرضك لليهود للعودة إلى وطنهم، وقبل أن أنظر فى عروضك السخية أحب أن تجيب عن أسئلتى، وإجابتك ستساعدنى على اتخاذ قرارى بالعودة، هل سيكون لى منزل أعيش فيه أو العودة إلى منزل والدى فى القاهرة، أم أننى سأعيش مع مئات الآلاف فى المقابر، هل ستوفر لى وظيفة؟ أم أننى سأنضم إلى الملايين من خريجى الجامعات العاطلين عن العمل فى مصر، هل ستوفر لى دخلا معقولا؟ هل ستوفر لى أن أعيش حرا وفى جو ديمقراطى؟ إذا كنت أجبت بنعم على أربعة أسئلة من أسئلتى، فسأعود، أما إذا لم توفر لى منزلا أو كسب رزق أو العيش فى ديمقراطية وقوانين، فأنت لا ترغب فى قبول العرض».
يهود الإسكندرية
الإسكندرية.. معقل اليهود، الذين اختاروا محمود زكى، متحدثا رسميا لهم، وهو مسلم الديانة يهودى الهوية، يرأس جمعية الوفاق العربى- الإسرائيلى بالتعاون مع السيدة أستر ولينا فان هاوت، وهى أول جمعية تدافع عن إسرائيل واليهود فى مصر، عدد أعضائها 91 عضوا من 6 جنسيات مختلفة بينها إسرائيل، هدفها تعريف الشعوب العربية بالوجود التاريخى لإسرائيل، يعتمدون على المراجع التاريخية والكتب الدينية التى تقر بوجود إسرائيل منذ أكثر من 3500 عام، وتذكير المسلمين والعرب بمملكة داوود وسليمان وبنى إسرائيل سكان مصر فى عهد الفراعنة. وتطالب الجمعية بفتح حوار عربى- إسرائيلى شامل لإنهاء الصراع العربى - الإسرائيلى إلى الأبد، واعتراف كل العرب بدولة إسرائيل وإشراكها فى تنمية الشرق الأوسط.
يقول «زكى»: «مصر لا تتحمل ربع الأموال التى طلبتها إسرائيل للتعويضات عن أملاك اليهود وهى مبلغ 30 مليار جنيه، والرئيس السابق مبارك ونائبه عمر سليمان استطاعا أن يتعاملا مع الملف بشكل أكثر دهاء من الرئيس مرسى، وكانا على علاقة جيدة مع اليهود وإسرائيل، فى حين أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر عندما قامت ثورة 23 يوليو أراد إقامة دولة فلسطينية على جثث اليهود أيا كانت جنسيتهم، رغم أنهم أساس الحضارة وساهموا بنسبة 70 بالمئة فى بناء الحضارة المصرية، وهم أول من أسسوا صناعة النسيج فى مصر على يد عبود باشا وسباهى ومدام شيكورية وعدس وريفولى وعمر أفندى وهؤلاء من أسسوا صناعة النسيج وقام «عبدالناصر» بتأميم ممتلكاتهم وطردهم من مصر، والآن معظمهم ماتوا ولدى أحفادهم مستندات سيتقدمون بها للتحكيم الدولى خاصة الجالية اليهودية المصرية فى فرنسا والتى يوجد بها عدد أكبر من الجالية اليهودية، وسيحصلون على أحكام قضائية، لأنهم أبناء مصريين»، مضيفا: «النظام فى حاجة إلى مراوغة ولابد أن تستخدم الإخوان سياسة مبارك فى التعامل مع اليهود».
ويؤكد «زكى»: «اليهود لا يريدون العودة والإقامة بشكل دائم، إلا أن لديهم بعض المطالب منها أن اليهود الشرقيين يريدون الاحتفال بمولد أبوحصيرة، وقد قاموا خلال ذلك برصف الطريق وتمهيده لإقامة الاحتفالات التى يتم خلالها عزف موسيقى هى نوع من الطقوس الخاصة بالصلاة، تشبه الترانيم عند المسيحية وهى موسيقى ليست صاخبة، كما يدعى البعض، هى فقط نوع من الطقوس»، مشيرا إلى أن «العريان أعاد الحديث عن مطالب اليهود مرة أخرى بحديثه عن عودتهم، وهى ورقة رابحة فى أيديهم لن يتنازلوا عنها، رغم حبهم لمصر، حيث إن بعضهم يعيش فى إسرائيل فى أحياء عربية مثل الناصرة ويافا وحيفا، وهى أحياء تشم منها رائحة الطعام المصرى».
ويضيف «زكى» أن الإسرائيليين يؤيدون استقرار مصر ومع أحداث 25 يناير، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلى بينامين نتنياهو أحد ألوية الجيش الإسرائيلى بالتوجه نحو سيناء لحمايتها، ومع استقرار الأوضاع عادت مرة أخرى إلى مكانها، كما أنها خلال الثلاثين عاما الماضية لم يحدث منها أى انتهاك لاتفاقية كامب ديفيد، ولم يتوغل الجيش الإسرائيلى فى الحدود المصرية، حتى إن الحوادث التى وقعت وراح ضحيتها مصريون هى حوادث فردية، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تتدخل فى لبنان إلا عندما قامت باختطاف جنود إسرائيليين، ولم تطلق الصواريخ تجاه غزة، إلا رد فعل على ضربات حماس التى تنفذ مخطط إيران، وقد قابلنا بعض قيادات حماس مثل خالد مشعل ومحمود الزهار وطه زكى، الذين يعيشون فى قصور ومنتجعات فى أوروبا، ويحصلون على رواتب من إيران بواقع 100 مليون دولار لخالد مشعل، فى حين تدفع قطر 200 مليون دولار لقادة حماس، للوقيعة بين العرب وإسرائيل بهدف رفع أسعار البترول المورد لإسرائيل.
يبلغ عدد اليهود فى مصر طبقا لرواية «زكى» 40 شخصا لا يملكون حق الإقامة الدائمة فى مصر، فى حين يصل عددهم 200 ألف يعيشون خارج مصر فى فرنسا وهولندا وإسرائيل وكندا وأمريكا، فى حين تعيش أكبر جالية يهودية فى فرنسا.مشيرا إلى أن اليهود أقاموا عددا من المشروعات فى مصر مازال بعضها قائما، منها مشروع بنجر السكر ومشروع ال200 ألف فدان مزارع سمكية بالإسكندرية وبورسعيد والسويس ودمياط ومشروع تحلية مياه الشرب ببرج العرب، الذى أقيم بمنحة 2 مليون دولار من إسرائيل ومشروع شباب الخريجين بأبوالمطامير وشركة ميدور التى تم إنهاء التعاقد معها.
مهمة فى المعبد
تكاد تكون المهمة شبه مستحيلة عندما تحاول البحث عن أحد اليهود المصريين المقيمين بالإسكندرية للتحدث معهم أو إجراء أى حوارات تخص اليهود فى مصر، حتى مجرد الاقتراب من المعبد اليهودى بشارع النبى دانيال بالإسكندرية أمر شبه مستحيل.
حاولت «الصباح» أكثر من مرة الدخول، لكن أجهزة الأمن الوطنى والحراسات الخاصة والمخابرات أحبطت المحاولات، لذا لجأ محرر «الصباح» لحارس العقار المجاور لمبنى المعبد اليهودى، الذى يعمل فى المنطقة منذ 30 عاما ويدعى «عم فايز»، الرجل الذى يقترب من الثمانين ويتعثر فى مشيته إذا حاول السير منفردا دون عصاه، أكد أن أسرار المعبد لا يملكها سوى شخصين داخل المعبد وهما عم عبدالنبى، الخادم الذى يعمل لدى الطائفة اليهودية، ويختص بجمع إيجارات أملاك اليهود التى يسكنها مصريون ويعرف اليهود عن قرب، أما الرجل الثانى فهو «يوسف جاعون»، أصغر يهودى بمصر والمسئول عن رعاية ما تبقى من اليهود فى مصر وخاصة الإسكندرية ويرفض التحدث لوسائل الإعلام عن اليهود وأحوالهم.
«عم فايز».. كان تصريح الدخول للمعبد من الباب الخلفى لمقابلة «عم عبدالنبى»، كاتم أسرار المعبد، بعد أن قررت «الصباح» دخول المعبد، أخفى «المحرر» هويته الصحفية ووقف على باب المعبد الخلفى طالبا مقابلة «عم عبدالنبى»، فكان سؤال حارس البوابة لماذا؟ رد «المحرر» «أعمل معه»، فأرسل أحد الجنود لاستدعاء «عبدالنبى» الذى حضر واقترب من البوابة يسأل من أنت، فأخبره «المحرر».. «أنا من طرف عم فايز»، وبالفعل طلب «الرجل» فتح البوابة.
داخل المعبد جلس «عم عبد النبى» ذلك الرجل القصير ذو البشرة السمراء، يرتدى بدلة بيضاء و«كاب» صغيرا على رأسه ويمسك مسبحة صغيرة ويرتدى خاتما كبيرا بيده اليسرى وقد أطلق شاربه الأبيض، وعرف نفسه بأنه المسئول عن جمع إيجارات اليهود وتوصيلها لإدارة المعبد، وبدأ حديثه قائلا إن الرئيس عبدالناصر أمم أملاك اليهود مع باقى الأجانب فى مصر، وعند اندلاع حرب فلسطين عام 1948 بدأ «خواجات» اليهود يتنازلون عن أملاكهم وأراضيهم للعمال وخدامهم المصريين الذين كانوا يعملون لديهم برواتب ضعيفة، حتى لا يتركوها لعبدالناصر.
ويضيف: «زى عمك حمدى، بتاع محل الروايح اللى جنب المعبد أبوه كان خدام عند اليهود، وتنازلوا له عن المحل أثناء فترة التأميم، وسافروا لإيطاليا وإسرائيل وأمريكا وفرنسا، وغيره العديد من الأملاك، إضافة لبعض العقارات والمحال التى أقوم بجمع إيجاراتها والتى تصل لملايين الجنيهات، من إيجارات المحال التى تتراوح بين 50 و150 جنيها، فى حين يتراوح إيجار الوحدات السكنية بين 70 و100 جنيه، وهى متحصلات تئول جميعها للمعبد اليهودى الذى يعمل به 30عاملا بوظائف إدارية وجناينى وعمال نظافة ومحاسبون وساع وغيرهم والذين لا تقل رواتبهم عن 800 جنيه، وعلى رأسهم «يوسف جاعون» المسئول عن الطائفة، ومدير المعبد الذى يبلغ من العمر 58 عاما، الذى يملك كل الصلاحيات للتعامل مع اليهود وأملاكهم.
حياة اليهود فى مصر
يؤكد «عبدالنبى» أنه يوجد 20 يهوديا فى مصر، منهم 17 سيدة يهودية و3 رجال يهود فقط وتصل أعمارهم إلى 90 سنة وأكثرهم يعيشون فى الإسكندرية بأسماء خواجات مثل الخواجة كاثرين ويسرا وغيرهما، مضيفا: «لا يستطيعون الخروج من شققهم القريبة من المعبد ولا يوافقون على مقابلة أى شخص يريد التحدث إليهم، ويرفضون مقابلة اليهود الأمريكان والإسرائيليين، الذين يأتون لمقابلتهم أو الصلاة معهم، ويعيشون مختبئين خلف ديانات أخرى غير اليهودية، متخذين الديانات المسيحية والإسلامية لهم، واستبدل بعضهم أسماءهم الأصلية، حتى يستطيع أبناؤهم الزواج من المسيحيين والمسلمين، خصوصا أنه لا يوجد شباب يهود مصريون حتى يتزوجوا منهم».
ويضيف الرجل: «الرجال الثلاثة اليهود يعيشون بأسماء غير أسمائهم الحقيقية، وديانات أخرى كجورج وإسحق وسامى، وهم دائمو السفر بين مصر وإيطاليا، لأن جذورهم يهودية إيطالية، وهم أغنياء جدا، ولا أحد يضايقهم أو يعتدى عليهم لأنهم يريدون الموت بسلام دون مشاكل»، مشيرا إلى أن «اليهود لا يمتلكون عقارات فى مصر بصفة شخصية، ولكن المعبد اليهودى هو المسئول عن تلك الأملاك من خلال مديره يوسف جاعون، الذى يقوم بصرف رواتب شهرية ثابتة لليهود من خلالى وتصل إلى 2000 جنيه لمساعدتهم على المعيشة وهم لا يطلبون رفع الرواتب أو أى شىء آخر».
علاقة اليهود بإسرائيل
أكد «عبدالنبى» أن اليهود الذين يعيشون فى مصر ويبلغ عددهم 20 يهوديا ليس لهم أى اتصال بيهود إسرائيل، حتى إنهم يرفضون مقابلتهم عند حضورهم لمصر، لكن إذا مرض أحد اليهود المصريين فالمعبد هو من يساعدهم، والدليل على ذلك عندما مرضت إحدى اليهوديات، وكانت بحاجة لإجراء عملية جراحية خطيرة، ساعدها المعبد بمبلغ 200 ألف جنيه دون تردد، رغم أن المعبد لا يحصل على أموال من الحكومة، خصوصا أن أموال الإيجارات تغطى وتفيض.
وأضاف: «اليهود قلما يحضرون للمعبد للتهوية أو الجلوس فى حديقته، وإن وفدا يهوديا إسرائيليا وأمريكيا بقيادة «حاخام إسرائيلى» يأتى فى الأعياد الرسمية لليهود فقط لحضور الصلاة فى المعبد مع يهود مصر، حيث تحتاج لصلاة ل10 رجال يهود، وهم غير موجودين بالإسكندرية، ورغم أن لهم أعيادا كثيرة إلا أن أشهر الأعياد رواجا واحتفالا كبيرا هى أعياد «رأس السنة، والغفران، وعيد المظلة».
يهودى: الصهاينة باعوا أملاكهم للمصريين
قال مصدر مسئول بالمعبد اليهودى بالإسكندرية إن إسرائيل ستستغل قضية عودة اليهود واستعادة أملاكهم فى مصر، من خلال قضية سترفعها بالأمم المتحدة، للحصول على تعويضات أو الحصول على حق العودة، مضيفًا: «رجوع اليهود إلى مصر لا فائدة منه، ولا تشغلنا، لأننا كيهود مصريين لا نريد شيئا، ولا نحب يهود إسرائيل، خاصة اليهود الصهاينة، فنحن لا نحتاجهم فى شىء، وفى النهاية نحن نعشق مصر منذ زمن بعيد».
ونفى المصدر- الذى رفض ذكر اسمه- أحقية يهود إسرائيل فى الممتلكات اليهودية فى مصر، مؤكدا أنهم ملكوها للمصريين قبل رحيلهم عن البلاد، إلا القليل منها التى تم تأجيرها، وهى ما يختص بها المعبد الآن، ولا تخص أفرادا- حسب قوله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.