منع "دراج" من السفر يثير غضب "حمائم" الجماعة.. و"بهاء الدين" يقود جناح التوافق "بشر" يتصل بكمال أبوالمجد 3 مرات.. وراعي المصالحة يهدد بالانسحاب نتيجة تناقض مواقف الحكومة
حصلت "الفجر" على تفاصيل الأزمة التي هددت المفاوضات الجارية بين الجناح الذي يميل الى المصالحة مع جماعة الاخوان المسلمين بحكومة الدكتور حازم الببلاوي، على خلفية احتجاز القيادى الاخوانى الدكتور عمرو دراج، وزير التعاون الدولي السابق، من السفر، واحتجازه لعدة ساعات داخل مطار القاهرة، من قبل جهاز الامن الوطنى .
وكشفت عدة مصادر بالتحالف الوطني لدعم الشرعية، ومكتب الدكتور أحمد كمال ابوالمجد، أحد وسطاء حل الازمة بين الجماعة والدولة، عن كواليس الساعات القليلة التي تم فيها احتجاز "دراج"، ومنعه من السفر والتى أثارت غضب أبو المجد، عقب اتصال الدكتور محمد على بشر، وزير التنمية المحلية السابق، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، والذى عنف خلاله "أبوالمجد"، على ما وصفه بالتصرف غير اللائق من الدولة، بما يخالف الاتفاق مع المحامى الشهير، الذى مثل الحكومة فى المفاوضات، ووعد خلالها "بشر" و"دراج"، بحرية الحركة ومقابلة اى شخصية تسعى للتوافق، كما حدث مع كاثرين اشتون، مفوض السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الاوروبي، والتى التقت قيادات الجماعة خلال زيارتها الاخيرة للقاهرة.
وجاءت تصريحات مصادر الجماعة ومكتب ابوالمجد، متطابقة حول تفاصيل الازمة والمفاوضات التى قادها أبوالمجد للافراج عن "دراج"، حيث أكدت أنه فور منع دراج من السفر، اتصل "بشر" ب"أبوالمجد"، وابدى غضبه من التصرف الذى وصفه بغير المبرر، خاصة أن دراج لم يوضع على قائمة الاتهام فى أى من القضايا المتداولة حاليا ضد قيادات الجماعة، ولم يصدر ضده قرار بالمنع من السفر.
وأضافت المصادر، ان "بشر" هدد بوقف المفاوضات والتصعيد فى الشارع، ردا على تعنت الحكومة، خاصة ان دراج كان سيتوجه الى "تركيا"، لمحاولة اقناع قيادات التنظيم الدولى للاخوان، بوقف التصعيد ضد الحكومة المصرية فى الخارج، خاصة بعد تصاعد المظاهرات المناهضة لمصر، فى عدد من العواصم الاوربية، وبدء نشاط وفد الدبلوماسية الشعبية، الذى بدء بمؤتمر فى النمسا.
وتابعت المصادر، أن "دراج"، كان يسعى خلال سفره لعدم الصدام مع الدولة، فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، سواء داخل مصر أو خارجها، بعد نية التنظيم الدولى، توحيد المظاهرات المناهضة لثورة 30 يونيو فى عاصمتين أوربيتين او ثلاثة، لاظهار حجم الرفض لعزل الرئيس السابق محمد مرسي.
المصادر الاخوانية، أكدت أن "بشر" ابلغ "أبوالمجد"، بغضب القواعد الشبابية داخل الجماعة من منع دراج من السفر، حتى أن بعضهم احتد على "بشر"، وطالبه بالتخلى عن التفاوض مع الدولة، لعدم مصداقيتها فى وقف التصعيد ضد الجماعة وقياداتها، وبرهنوا على ذلك بما حدث مع دراج، وهو ما دفع بشر لابلاغ ابوالمجد عدم قدرته على السيطرة على غضب شباب الاخوان، حال استمرار التصعيد الرسمى.
حديث بشر الغاضب دفع أبوالمجد وفقا لتصريحات عدد من المقربين له والعاملين فى مكتبه، للاتصال بالدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء، وزير التعاون الدولي، والذى يقود جناح المصالحة مع الاخوان داخل حكومة الببلاوى، وطالبه بضرورة الافراج عن دراج، ومغادرته لمطار القاهرة فوراً، على إلا يقوم دراج باصدار أى تصريحات عدائية، ردا على واقعة المنع من السفر، او أن سلطات المطار أساءت معاملته، وهو ما ظهر فى تصريحات صحفية له اثناء احتجازه حيث اكد انه لايعلم سبب المنع، وكان محايدا فى تصريحاته.
واشارت المصادر، الى أن بهاء الدين أجرى اتصالاً بوزارة الداخلية، وقيادات الامن الوطنى، للاستفسار عما حدث مع دراج، وطالب بانهاء أزمة احتجازه، وعدم التصعيد فى الوقت الحالى، لحين حل إشكالية الإخوان، على ان تقوم القيادات الراغبة فى السفر، بابلاغ وسطاء المفاوضات مع الدولة قبلها، بوقت كافى، للحصول على الموافقة او الرفض.
وبعد الافراج عن دراج، قام أبوالمجد بإعادة الاتصال بالدكتور محمد على بشر، واخبره بحل الازمة، على ان تقوم الجماعة بالتواصل معه فى حالة رغبة بشر او دراج بالسفر، واتفقا على استمرار التفاوض فى وقت لاحق، حيث استغل ابوالمجد وبشر الازمة لاعادة الحديث حول الجولة الاولى من المفاوضات، والتى توقفت بسبب تمسك كل طرف بمطالبه، دون تقديم اية تنازلات، تبعها اصدار بيانات صحفية تضمنت هجوم كل طرف على الآخر.