اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أنه بعد دخول الانتفاضة في سوريا عامها الثاني،لم يتبق للثوار في سوريا من بين الخيارات القليلة المتاحة أمامهم سوى الموافقة على عقد اتفاق تسوية مع نظام الرئيس بشار الاسد اذا ما أرادوا تخفيف معاناة شعبهم وقالت الصحيفة-في سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت -"أنه لا أحد قد يرغب في التعاطي مع ديكتاتور مستبد ولكن وبعد مرور عام منذ إندلاع ثورة الشعب السوري وفي ظل مواصلة نظام الرئيس الاسد قمعه الوحشي للمتظاهرين واللعب بورقة الفتنة الطائفية وإبقاء كل من روسيا والصين على دعمهما المتواصل له، تمكن النظام في سوريا من إحكام قبضته على البلاد وأردفت الصحيفة تقول أنه على الرغم من أن نظام الرئيس الاسد فقد كثيرا من شرعيته فضلا عن تعثر الاقتصاد الوطني السوري غير أنه في ظل استمرار الدعم الخارجي للنظام وبقاء بنيته الداخلية صلبة ومتماسكة سيكون انهياره وشيكا "أمر غير مرجح وأضافت:أن السنياريو الاسوأ المتوقع عن تدخل خارجي مباشر غير محتمل الان هو أن يواجه الاسد حربا أهلية طويلة الامد لاسيما في حال تولت القوى الاجنبية تسليح المعارضة وفقا لما يطالب به المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر وأكدت الصحيفة،إنه يتعين من الناحية الانسانية على الاقل، العمل على التوصل الى حل سياسي للازمة في سوريا لافتة الى أن المدنيين في مختلف انحاء المدن السورية يتكبدون وطأة العنف الذي ينتهجه نظام الاسد ضدهم في ظل غياب أية مؤشرات لنهاية وشيكة للعنف الدائر في البلاد كذلك الحال بالنسبة للمعارضة السورية ،موضحة انه بات واضحا للعيان الان أن العنف -الذي يفضله الاسد- يعزز من روايته الضالة لحشد قاعدة من الداعمين حول انتماء المعارضة الى جماعات وتنظيمات ارهابية وحول التفوق العسكري ،مشيرة الى أن الاسد وبدون جدال قد أصبح أكثر صلابة عن ستة أشهر ماضية في حين كان العنف أقل وطأة ووضوحا عما يحدث حاليا ولفتت الصحيفة البريطانية الى أنه على الرغم من موقف الروسي المعرقل لاى قرار اممي يدين الاسد غير أن السبيل الوحيد لانجاز تقدم على الصعيد السياسي سيأتي من خلال اللعب وفق قواعدها هي ؛فقد تجبر روسيا-شأنها في ذلك شأن كل من الصين وحتى إيران- على تغيير موقفها المتعنت وأن تضغط على الاسد لتنفيذ وقف شامل للاطلاق النار شريطة أن تبدي المعارضة موافقتها على الانخراط في محادثات مباشرة مع نظام الاسد دون شروط مسبقة كرحيل الاسد الان عن السلطة أو سحب قوات الامن السورية من المناطق الحضرية الرئيسية