ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية اليوم أن تخبط رؤى الجامعة العربية إزاء ما يحدث فى سوريا إنما يترك الرئيس بشار الاسد حرا طليقا. وذكرت الصحيفة -فى سياق تعليق أوردته على موقعها على شبكة الانترنت- أنه على الرغم من أن مواقف النظام السورى المتعنتة فى مفاوضاته إزاء الازمة فى بلاده قد أعطت "اليد العليا" إلى الدول الداعمة لاتخاذ رد فعل صارم تجاه قمعه الوحشى للمتظاهرين ، إلا أن وحدة الجامعة العربية وتكاتفها باتت تتآكل مرة اخرى . وأشارت إلى أن قطر تسعى للدفع بوتيرة إقحام نظام الاسد فى مزيد من العزلة الدولية التى أصدمت بتخبط الجامعة العربية وإنقسامات داخل المعارضة السورية ، منوهة بأن مصدر الخلاف بشأن الأزمة السورية ينبع من قرار الجامعة العربية بإرسال بعثة من المراقبين لمراقبة الاوضاع فى سوريا فى سبيل تفادى تدخل من مجلس الامن الدولى.
وأضافت أنه بات أمام الحكومات الغربية الساعية وراء إسقاط نظام الاسد الانتظار طويلا عن ذى قبل حتى تتوجه الجامعة العربية إلى مجلس الامن. كما وصفت فاينانشيال تايمز القرار بارسال بعثة المراقبين الى سوريا بأنه قرار "مغلوط "منذ البداية، لافتة إلى ان الهدف الاساسى وراء إرسال تلك البعثة يكمن فى مراقبة إمتثال النظام السورى لما نصت عليه خطة السلام العربية والتي تقضي بوقف أعمال القتل وسحب قوات الجيش من المدن واطلاق سراح المعتقلين و بدء حوار مع المعارضة الا انه يبدو ان تلك الاهداف لم تتحقق فى ظل مرافقة بعض من عناصر الامن السوري لافراد البعثة خلال جولتهم فى المدن السورية.
وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن ما ورد على لسان بعض افراد البعثة الجنرال مصطفى دبى حول تلمس بوادر لتحسن الاوضاع على ارض الواقع يتنافى مع الصور واحصائيات التى نشرها نشطاء حقوق الانسان والتى افادت مقتل اكثر من 300 شخصا منذ وصول بعثة المراقبين فى 26 من الشهر الماضى.
ورأت أنه فى حال سمحت البعثة العربية بأن يتم تطويعها كاداة للتستر على القمع الذى ينتهجه النظام ضد المواطنين من بنى وطنه فذلك سيضع مصداقية الجامعة على المحك. وأردفت الصحيفة تقول إن ارسال بعثة من المراقبين تعد أولى تجارب الجامعة العربية فى هذا الشان فضلا عن إنها تفتقر الى الخبرة الوافية التى تمكنها من تحقيق اهداف البعثة بالشكل المرجو مؤكدة فى الوقت ذاته أن الجهود المهدرة فى سبيل التوصل الى حل للازمة السورية من شانها ان تؤدى الى تقويض الاوضاع اكثر مما عليه و الاضرار بالجهود الرامية الى التوصل الى اجماع دولى بشان الازمة فى سوريا.
وفى ختام تعليقها، اشارت فاينانشيال تايمز الى ما جاء على لسان سلمان شيخ مدير مركز بروكنجز بالدوحة "لقد اثبتت الجامعة العربية ليس عدم فعالية فحسب بل إهمال ايضا ..ففى ظل انعدام مسار دبلوماسى واضح ستفاقم الازمة لتصبح خارج نطاق التوقعات".