حذرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية من أن دور الجامعة العربية إزاء ما يحدث فى سوريا بات قيد المساءلة وسط تصاعد حدة الانتقادات الموجهة إلى بعثة مراقبى الجامعة فى سوريا. وأشارت الصحيفة -فى سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم السبت- إلى أن تصاعد حدة الانتقادات الموجهة إلى البعثة جاء فى أعقاب تصريحات أدلى بها رئيس وزراء دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم الثانى بشأن أخطاء اقترفتها البعثة قائلا "إنها أولى تجاربنا فى هذا الشان ولكننى أكاد أتلمس -بما لا شك فيه- أخطاء أرتكبت".
من جانبهم، رأى نشطاء حقوق الإنسان، حسبما ذكرت الصحيفة، أن البعثة -التى تضم تحت لوائها 100 مراقب- تخضع لتلاعب نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وتعجز عن رصد صورة حقيقة دقيقة عن أعمال القمع والعنف ضد المتظاهرين بحسب ما أفاد النشطاء.
ونقلت الصحيفة عن وسام طريف أحد النشطاء قوله "لا يمكننا الحديث عن مراقبة بشكل فعال فى ظل إحكام النظام قبضته على الأوضاع الأمنية فى البلاد".
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أنه على الرغم من إعلان الجامعة العربية عدم عزمها سحب بعثتها من سوريا، إلا أن مسؤولين عرب قالوا إن اجتماعا لوزراء الخارجية العرب غدا الأحد فى القاهرة سوف يناقش التقارير الأولية للمراقبين حول الأوضاع فى سوريا والتباحث حول إمكانية زيادة أعداد المراقبين وإجراء تغييرات على الآليات التى تعمل وفقا لها.
واعتبرت الصحيفة أن بعثة جامعة الدول العربية من المراقبين أتاحت مزيدا من الوقت أمام النظام السورى وعطلت وتيرة أية ضغوطات دولية، وأشارت إلى قول المحللين فى هذا الشأن "إنه حال ما فشلت جهود الدبلوماسية الدولية فى إنهاء اعمال العنف فذلك من شأنه ان يزج بالبلاد فى صراع اكثر دموية".