ذكرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أن قرار الجامعة العربية بعقد اجتماع طارىء يوم السبت المقبل لمناقشة تطورات الأزمة السورية يأتي وسط انتقادات واسعة بشأن تقاعس المراقبين الدوليين عن توثيق انتهاكات نظام الرئيس السوري بشار الأسد ضد مواطنيه . وأوضحت الصحيفة - في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني اليوم الأربعاء - أن قرار الجامعة إنما يأتي ردا على مزاعم عديدة بشأن توفير بعثتها من المراقبين غطاء للانتهاكات المستمرة من قبل نظام الأسد في حق المتظاهرين طيلة 10 أشهر .. مشيرة إلى أن التهديدات التي جاءت على لسان رئيس الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد "ما إذا استشعرنا أن المراقبين غير جادين فسنشرع باتخاذ قرار من شأنه أن يصدم النظام السوري والعالم بأسره".
من ناحية آخرى، لفتت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه الدول العربية ، اتهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأسد بممارسة "القمع الوحشي" ضد شعبه وذلك في أشد انتقاد يوجه إلى الأسد من قبل زعيم غربي قائلا "إن المذابح التي يرتكبها النظام السوري تثير الاشمئزاز في العالم العربي وفرنسا وجميع أقطار العالم" .. داعيا الأسد إلى التخلي فورا عن السلطة في البلاد. كذلك صعد البيت الأبيض من وتيرة ضغوطاته على نظام الأسد ليل أمس حين صرح الناطق باسم البيت الأبيض جاى كانى بأنه فات الوقت على مجلس الأمن الدولي ليتحرك".
ونوهت الصحيفة إلى أن قرار الجامعة النهائي بشأن بعثتها إلى سوريا والذي من المفترض أن يبصر النور خلال اجتماعها المقبل سيحدد ما إذا كانت ستتم إحالة ملف الأزمة السورية إلى مجلس الأمن الدولي أم لا .. لافتة إلى أنه في حال ما قررت الجامعة سحب بعثتها من سوريا فذلك سيمثل مصدر إحراج كبير لها لاسيما بعد الاستحسان الذي لاقته إجراءاتها الصارمة ضد انتهاكات الأسد حين قررت تعليق عضوية سوريا بالجامعة وفرض عقوبات اقتصادية على دمشق.
يشار إلى أن قوى المعارضة السورية كانت قد اتهمت بعثة الجامعة العربية إلى سوريا بإعطاء صورة وردية عن الأوضاع القائمة في البلاد .. لافتة إلى أن النظام في البلاد قد كبل حرية المراقبين ولم يسمح لهم بزيارة سوى مواقع منتقاة بعناية.