كشفت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية اليوم، السبت النقاب عن محادثات سرية تمت بين مسئولين غربيين ونشطاء سوريين على هامش مؤتمر “أصدقاء سوريا” الذي انعقد أمس في العاصمة التونسية حول الاستعداد لخوض حرب “مطولة” ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في وقت تضاءلت فيه الأمال بشأن التوصل لحل سريع وسلمي للأزمة السورية. ونقلت الصحيفة – في سياق تعليق أوردته على موقعها الالكتروني – عن بسيمة كادما أحد أبرز القيادات في المجلس الوطني السوري قولها “لقد أنشأنا هيكلا يتولى مهمة التنسيق بين أنشطة العناصر السياسية والكوادر المسلحة التي تتزايد نشاطاتها يوم بعد يوم لمساعدتهما في نضالها ضد نظام الأسد “. وقالت المسئولة السورية “إن الثوار من بني وطنها يتلقون “ستارات واقية من الرصاص ونظارات للرؤية الليلية ومعدات طبية بمساعدة حلفائهم الدوليين” ، فيما صرح مسئولون غربيون بأنهم يفكرون على نحو جدي في دعم فرق المقاتلين من الثوار الذين يعملون تحت لواء “الجيش السوري الحر” عن طريق مدهم بالمعلومات الاستخباراتية ومصادر تمويلية. وأشارت كادما إلى أن المجتمع الدولي بادر بالفعل في توفير دعم مادي للثوار في سوريا” وعلى الرغم من أنها رفضت الإفصاح عن أسماء الدول التي تدعم الثوار في هذا الشأن غير أنها أكدت أن “الإجماع بشأن دعم الجيش السوري الحر” بات جليا للعيان الآن حسبما قالت الصحيفة. ولفتت الصحيفة البريطانية من جانبها إلى أن الثورة في سوريا باتت تشق طريقها نحو صراع مسلح ، حيث تمكن بعض المراقبين لتطورات الأوضاع على الساحة السورية الكشف عن استخدام الثوار لصواريخ مضادة لدبابات يسرقونها من مخازن الأسلحة التابعة للجيش السوري النظامي أو يحصلون عليها من السوق السوداء التي بدأت تنشط خلال الأونة الأخيرة من عمر الثورة السورية. وفي هذا الصدد ، أشارت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية إلى قول أنس عبادة عضو بارز بالمجلس الوطني السوري “إن الثوار في كل من مدينة حمص وحماة وإدلب ودير الزور وبعض أطراف العاصمة دمشق يتلقون شحنات أسلحة تشمل ذخائر خفيفة ومدافع مضادة للدبابات بمساعدة تجار الأسلحة والنشطاء السياسيين” .. مؤكدا أن الجيش السوري الحر عنصر محوري ضمن تركيبة الانتفاضة السورية وأن هناك إرادة سياسية في العديد من عواصم العالم لمساعدة الجيش الحر وتدريب كوادره. وذكرت أنه على الرغم من عدم إفصاح أي من الحكومات العربية أو الغربية عن دعهما في هذا الشأن بشكل رسمي إلا أننا نستطيع أن نستشعر بوادر مطمئنة. من ناحية آخرى ، ذكرت الصحيفة أنه على الرغم من تزايد الحديث عن تسليح الثوار في سوريا إلا أن هناك مخاوف تعتري البعض بشأن “التكلفة السياسية” التي قد يتكبدونها من جراء المساهمة بشكل مباشر في تسليح جماعات المعارضة داخل سوريا من بينها : أن تبادر طهران ، الحليف الاستراتيجي للنظام السوري ، بدورها إلى تصعيد حجم الدعم المادي الذي تقدمه لنظام الأسد أو أن تتبنى موسكو موقفا أكثر “تعنتا” فيما يتعلق برفضها السماح بصدور قرار أممي يدين النظام في سوريا. كذلك يخشى الكثيرون – حسبما لفتت الصحيفة – من أن “العسكرة المتزايدة” للانتفاضة السورية التي تدخل عامها الثاني الآن قد يأتي بنتائج عكسية ويثير مزيدا من ردود الفعل المعاكسة من قبل نظام الأسد ، فالنظام يعتقد بأنه مهما تمكنت جماعات الثوار من الحصول على معدات عسكرية ، لن تتمكن أبدا من بلوغ المستوى العسكري الذي يؤهلها للتفوق على الجيش النظامي في سوريا وقوة سلاح الطيران بل على العكس فقد تعطي “عسكرة” الانتفاضة السورية لنظام الأسد ذريعة كي يبرر استخدامه للعنف وتوفير “غطاء دبلوماسي” لحلفائه كي ينتقصوا من قيمة ثورة الشعب السوري. وأشارت إلى ما جاء على لسان أحد الدبلوماسيين الغربيين “أنه بالحديث عن عسكرة النضال ضد نظام الأسد نحقق ما يتمناه النظام ذاته وهو إقحامنا في هذا النوع من النقاش لإظهار الأمور وكأنها عنف مقابل عنف.