قال محللون وخبراء إن تنظيم الإخوان في مصر فشل في حشد أعداد كبيرة في تظاهرات جمعة الحشد التي اعتبرتها خطوة فارقة في إعادتها لسدة الحكم، ما اعتبروه "نهاية رسمية لعلاقة الجماعة بالشارع".
وتقلصت قدرة جماعة الإخوان على حشد أتباعها، واقتصرت الاحتجاجات التي أعدت لها الجماعة منذ 10 أيام على بضع مسيرات بأعداد قليلة في مناطق مختلفة بالقاهرة، منها المهندسين وميدان الجيزة وبالقرب من قصر الاتحادية.
وأرجع خبير مركز الأهرام للدارسات السياسية د.عمرو هاشم ربيع تراجع قدرة الجماعة على حشد محتجين ضد السلطة الانتقالية في مصر إلى "مواجهة شعبية جارفة رأت في عام من حكم الإخوان ما لم يروه خلال 30 عاماً من حكم مبارك".
وقال ربيع لموقع "24"، "هناك مجموعة من العوامل أثرت سلباً على تنظيم الإخوان، منها الملاحقة الأمنية لكل قيادات الصف الثاني ما قطع خطوط الاتصال، وتلاشي الدعم الخارجي تماماً مع تغير الظروف الدولية بالتفات العالم نحو ما يجري في سوريا، إضافة إلى عدم تعطل خارطة المستقبل وانتهاء اللجنة الأولى التي تعدل الدستور من عملها، وشعور الناس أن المركب تسير".
و بسؤاله عن رفع الإخوان لشعارات ثورة يناير واختفاء صور مرسي من مسيرات الجمعة قال ربيع ل24:" الناس لم تعد تصدق الإخوان فهم من سرقوا الثورة وقتلوا الثوار، وتفاوضوا مع الفلول، بل إن أغلب أحكام البراءة التي حصل عليها مبارك ورموزه كانت في ظل حكم الإخوان".
وفي السياق ذاته قال الباحث في العلوم السياسية وعضو مجلس الشورى السابق سامح فوزي ل24:"الجماعة خاصمت الشارع لعدة أسباب، منها فشلها في إنتاج خطاب يجذب شرائح شعبية جديدة بعد الضربات التي وجهت للتنظيم، إضافة إلى قفز العديد من خلفائها من المركب الغارقة كالجماعة الإسلامية والسلفيين، فيما بقي معها حلفاء يملكون التواجد الإعلامي، بينما وجودهم في الشارع ضعيف مثل حزب الوسط".
وبحسب فوزي، فإن تجفيف المنابر الإعلامية للجماعة، قلل من قدرتها على الحشد، بينما رأت القوى المساندة للتنظيم في عرض الحل السلمي التفاوضي مساراً ينقذ هذه القوى من مصير الجماعة، خاصة أن استجابة السلطة الانتقالية للتفاوض شبه منعدمة، والدليل استمرار الدولة في ملاحقة كبار القادة.