قال خبراء ومحللون سياسيون إن مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين ومؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى فقدت جدواها، ودعوا أعضاء الجماعة إلى استيعاب الدرس من الأزمة التى يمرون بها. وربط بعضهم بين أداء الحكومة الحالية وبين تعاطف الشعب مع الإخوان، مؤكدين أنه إذا لم تحقق الحكومة الرخاء والأمن، فسيتعاطف الناس بقوة مع الجماعة ويعتقدون أنها كانت مظلومة. وقال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن مظاهرات الإخوان بلا جدوى، فالمطالبة بعودة مرسى أو العودة لما قبل 30 يونيو تثير السخرية، لكن الشعب فى المقابل يتوقع من الحكومة الحالية أن تقدم ما لم يقدمه الإخوان، والناس تريد الرخاء والاستقرار والأمن وإذا لم يتحقق ذلك فسيعتقدون أن جماعة الإخوان مظلومة وسيتعاطفون معها. وعن مستقبل الجماعة بعد فشلها فى الحشد الجماهيرى أمس الأول، قال نافعة إن مستقبل الجماعة متوقف على أمرين؛ الأول هو قدرة الأعضاء الحاليين على القيام بثورة داخل الجماعة وإجراء نقد ذاتى للأيديولوجيات والبنية التنظيمية والسياسات التى أوصلتهم لهذه المواجهة الخاسرة مع الدولة. أما الثانى فهو قدرة النظام الحاكم على تبنى صيغة للمصالحة تسمح باستيعاب فصائل الإسلام السياسى المعتدل وتمكنه من المشاركة فى النظام السياسى الجديد بعد استبعاد كل من حملوا السلاح أو حرضوا على العنف أو أثاروا الفتنة، وهؤلاء تجب محاكمتهم بالقانون، أما أعضاء الجماعة الذين لم يرتكبوا أى أعمال منافية للقانون فيتعين استيعابهم فى المشهد السياسى. وتابع نافعة أن استئصال تيار الإسلام السياسى من النظام الجديد سيؤدى لمأزق، والمطلوب الآن هو مراعاة أخطاء المرحلة الانتقالية الأولى والثانية (خلال حكم المجلس العسكرى وحكم الرئيس المعزول محمد مرسى)، والعمل على تأسيس نظام سياسى قابل للدوام. فى السياق نفسه قال استاذ الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، الدكتور سعيد صادق إن مظاهرات الجماعة أمس الأول، كشفت انحسار حجم أعضائها، وهو مشهد بدا استكمالا لانهيار قوتها فى الحشد بعد 30 يونيو حيث فقدوا الدعم الشعبى. وتوقع صادق فشل لجوء الجماعة لشعارات مثل «القصاص للشهداء»، و«رفض عودة دولة مبارك»، فى جذب الدعم الشعبى لها، مؤكدا أن هذه مظاهرات حزبية فئوية لجماعة بعينها، وليست قومية وهى تجارة بالشهداء أمام الإعلام الأجنبى، و67% من الشعب وافق على طريقة الأمن فى فض اعتصام رابعة كما جاء فى أحدث استطلاع لمركز بصيرة. وأشار صادق إلى أن قيادات الجماعة الحالية هى التى دمرت مرسى، وهى صاحبة المسئولية عن الأزمة الراهنة، فيجب على أعضاء الجماعة استيعاب الدرس مما حدث، والجماعة لن تنتهى من الوجود لكنها ستكون موجودة بشعبية أقل. وقال الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو هاشم ربيع إن مظاهرات الإخوان فشلت بسبب الخروج الشعبى الكبير فى 30 يونيو بشكل أضعف عزيمتهم. وأضاف ربيع أن محدودية الدعم الخارجى للجماعة عكس توقع أعضائها، واتجاه الدعم العربى ضد الجماعة مؤيد للمد الشعبى المعارض لهم، والقبض على قيادات الإخوان، وانقطاع التواصل بين القيادات وقواعد الجماعة كل ذلك أدى لضعف الحشد لمظاهراتهم.