أكدت مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تمكن من ترهيب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإجباره على اتخاذ مواقف أكثر مرونة تجاه ملف الحرب في غزة، مشيرة إلى أن هذا النهج قد يكون مفتاحًا لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. وقالت المجلة في تقريرها، اليوم الإثنين، إن ترامب يمتلك نفوذًا هائلًا على نتنياهو، مشددة على أن "كلما نجح ترامب في وضع نتنياهو في مكانه، زادت فرص إنهاء الحرب". تصرفات غريبة واتهامات بالاضطراب الذهني.. هل يعاني ترامب من تدهور إدراكي؟ القناة 14 الإسرائيلية: وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ومبعوثا ترامب لن ينضموا إلى الوفد الإسرائيلي المتوجه إلى مصر وأوضحت أن نجاح المفاوضات الجديدة بين إسرائيل وحماس، التي تجري بوساطة مصرية وفق خطة ترامب، يعتمد على استمرار الضغط الأمريكي على رئيس الوزراء الإسرائيلي. وأضافت "ذي أتلانتك" أن نتنياهو يواجه معارضة شرسة داخل حكومته من تيار اليمين المتشدد الذي يرفض إنهاء الحرب ويدعو إلى تهجير الفلسطينيين من غزة، مهددين بإسقاط الحكومة في حال وقف العمليات العسكرية. وفي المقابل، رأت المجلة أن ترامب يمثل الثقل السياسي الوحيد القادر على كبح نفوذ هؤلاء المتشددين وتغيير حسابات نتنياهو. وأشار التقرير إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو لم تكن يومًا كما يروج لها الأخير، موضحًا أن نتنياهو مدين سياسيًا لترامب وليس العكس، إذ استخدم صورته وتحالفه معه كورقة انتخابية في الداخل الإسرائيلي. ومع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية المقررة في عام 2026، لا يستطيع نتنياهو الدخول في صراع علني مع ترامب دون أن يخسر جزءًا من رصيده السياسي. وكشفت المجلة أن ترامب أجبر نتنياهو خلال الأشهر الماضية على التراجع عن خطط تصعيد عسكرية ضد إيران، كما منع إسرائيل من تنفيذ ضم الضفة الغربية، وهو ما اعتبرته المجلة ضربة قوية لأجندة اليمين الإسرائيلي. كما ذكرت أن ترامب تفاوض بشكل منفصل مع حركة حماس لإطلاق سراح رهينة أمريكي دون علم نتنياهو، وأجبره لاحقًا على الاعتذار لقطر بعد هجومه عليها، بينما نشر البيت الأبيض صورة "مهينة" لمكالمة بين ترامب ونتنياهو ظهر فيها الأخير معتذرًا. واختتمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب وقع مؤخرًا أمرًا تنفيذيًا يمنح قطر ضمانات أمنية بمستوى حلف الناتو، في خطوة فسرتها المجلة بأنها تعكس تحولًا في موازين النفوذ في الشرق الأوسط، وتؤكد أن إدارة ترامب الجديدة تسعى إلى إنهاء الحرب في غزة عبر الضغط على نتنياهو وإعادة صياغة التحالفات الإقليمية.