أكدت الأممالمتحدة ضرورة التعاون بشأن الموارد المائية المشتركة التي باتت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في الوقت الذى تواجه فيه المنطقة العربية تحديات متعددة متصلة بالمياه بسبب النمو السكاني، والمطالب المتعلقة بالأمن الغذائي، والاستخدام المفرط للموارد المائية، وتغير المناخ، والأحداث المناخية الشديدة، والأضرار التي لحقت بالبنى الأساسية للمياه نتيجة للنزاعات الإقليمية. وأشارت المنظمة في التقرير الذي أطلقته حول تنمية الموارد المائية في العالم (لنسخة الرابعة) في إطار فعاليات المنتدى العالمي السادس للمياه المنعقد بمارسيليا إلى أن البلدان العربية تتصدى لهذه التحديات عن طريق تحسين إدارة الموارد المائية، وزيادة فرص الانتفاع بالإمدادات المائية وخدمات الصرف الصحي، وتعزيز القدرة على الصمود والتأهب، وزيادة استخدام الموارد المائية غير التقليدية، ولكن هذه التدابير لن تكفي وحدها لتجاوز الصعوبات التي تواجهها معظم بلدان المنطقة بسبب ندرة المياه. وذكر التقرير أنه في حين تعاني المنطقة العربية من ندرة المياه منذ زمن طويل، أدى العديد من العوامل والتحديات في العقود الأخيرة إلى تفاقم الضغوط على موارد المياه العذبة، بما في ذلك النمو السكاني، والهجرة، وأنماط الاستهلاك المتغيرة، والنزاعات الإقليمية، وتغير المناخ، ونظم الإدارة.. وأدت هذه الضغوط بدورها إلى زيادة المخاطر وأوجه عدم اليقين المرتبطة بكمية المياه ونوعيتها، وبعملية رسم السياسات الرامية إلى تعزيز أهداف التنمية الريفية والأمن الغذائي. ويحدد التقرير أربعة تحديات رئيسية تؤثر على إدارة الموارد المائية في المنطقة العربية والتى تتمثل فى ندرة المياه، والاعتماد على الموارد المائية المشتركة، وتغير المناخ، والأمن الغذائي. وأضاف التقرير أن القيود المالية والتقنية، وقلة المنافذ المتاحة للانتفاع ببيانات ومعلومات موثوق بها بشأن نوعية المياه وكميتها، وعدم توافر هذا النوع من البيانات والمعلومات بالقدر الكافي، تعد عوامل مترابطة تزيد من المخاطر وأوجه عدم اليقين المتصلة بعملية التصدي لهذه التحديات.