اعتمد المؤتمر الدولى للمياه الذى اختتم أعماله فى إسطنبول أمس الثلاثاء "رؤية منظمة التعاون الإسلامى حول المياه" التى تمنح رؤية عامة لتنوع بيئات المياه فى دول المنظمة والأبعاد المختلفة لها فيما يتعلق بالتحديات التى تواجهها. ودعا المؤتمر فى بيانه الختامى الدول الأعضاء الى تعزيز الأنشطة التى أوصت بها وثيقة "رؤية منظمة التعاون الإسلامى حول المياه" بما فى ذلك تبادل النشاطات التعاونية فى مجالات البحوث ودعم السياسات والتدبير فيما بين مراكز المعرفة فى الدول الأعضاء فى المنظمة بخصوص المياه وبناء القدرات وتطويرها وتنظيم منتديات ومؤتمرات متخصصة. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أكمل الدين إحسان أوغلى فى كلمته أمام المؤتمر التى ألقاها نيابة عنه السفير عبد المعز بخارى، الأمين العام المساعد للعلوم والتكنولوجيا، إن تحديات الحصول بشكل موثوق للمياه من أجل الصحة وسبل كسب العيش والإنتاج، فضلا عن إدارة المخاطر المتعلقة بالمياه، أصبحت أكثر وضوحاً نتيجة للنمو السكانى، وقلة الموارد، إضافة إلى التدهور البيئى وظاهرة تغير المناخ، مؤكدا على أن هذه التحديات تتطلب استجابات جماعية فى إطار تعاون على جميع المستويات العالمية والإقليمية. وأشار إلى أن المنظمات الإقليمية والفرعية يمكن أن تؤدى دوراً حاسما فى تعزيز التعاون الإقليمى بهدف التصدى للتحديات وإيجاد حلول للمشاكل بما فى ذلك القضايا المتصلة بالمياه. وأضاف أن الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى تستحوذ على 8379 كيلو متر مكعب من موارد المياه المتجددة التى تمثل 15.3 فى المائة فقط من موارد المياه المتجددة فى العالم، و"العديد من بلدان منظمة التعاون الإسلامى يعانى تزايد ندرة المياه على مستوى حصة الفرد من إجمالى موارد المياه المتجددة والمقدرة بنحو 1700 متر مكعب فى السنة". وذكر أنه منذ 1992 انخفض نصيب الفرد فى بلدان منظمة المؤتمر الإسلامى بنسبة 22.8 فى المائة، فيما سيزيد تغير المناخ من تفاقم مشكلة توافر المياه فى هذه المناطق، مما يؤدى إلى انخفاض فى الزراعة. وأوضح إحسان أوغلى أن متوسط هطول الأمطار فى معظم بلدان منظمة التعاون الإسلامى أقل من 500 ملم فى السنة، باستثناء بعض دول مثل ماليزيا وإندونيسيا وبنجلاديش تستقبل أكثر من 3000 ملم سنوياً من مياه الأمطار، وفى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وليبيا، والسودان، وسوريا، البحرين واليمن فإنها تتلقى أقل من 500 مم سنويا. وفى دول أخرى مثل باكستان وإيران، وتركيا، ومصر، والعراق، وغينيا، والمغرب وتونس فإن متوسط هطول الأمطار بين 500 و1500 مم سنوياً. ويتوقع انخفاض مستوى توافر المياه فى منطقة الشرق الأوسط إلى النصف بحلول عام 2050 حتى بدون آثار تغير المناخ.