كشف عدد من خبراء المياه إحصائيات خطيرة فيما يتعلق بالوضع المائي بالمنطقة العربية بشكل عام, وبمصر بشكل خاص وذلك خلال انعقاد الملتقي العربي الأول بمركز المؤتمرات بالمدينة الجامعية بجامعة القاهرة أمس, الذي خصص لوضع الاستراتيجيات العربية التنفيذية في ثلاثة مجالات هي: مكافحة الأورام, والطاقة المتجددة, وإدارة الموارد المائية بمشاركة40 جامعة من12 دولة عربية, حيث سيتم إعلان صيغتها النهائية مساء اليوم. وقال د. عادل عبدالعزيز ممثل منظمة اليونسكو في مجال إدارة الموارد المائية, أن1.1 مليار نسمة في العالم ليست لديهم طرق آمنة للحصول علي المياه, وأن70 مليون نسمة منهم بالمنطقة العربية, مشيرا إلي أن مصر يقع ترتيبها في المرتبة156 من180 دولة تعاني الفقر المائي, مضيفا أن القطاع الزراعي في المنطقة العربية من أكثر القطاعات استهلاكا للمياه بنسبة80%, فضلا عن أن الفاقد من المياه المستخدمة في الري يبلغ60% من المياه المستخدمة, وذلك لاستمرار الاعتماد علي طرق الري التقليدية, في حين أن66% من الموارد المائية بالمنطقة العربية تنبع في الأصل من خارجها, مشيرا إلي أن التعداد السكاني في المنطقة زاد بمعدل مخيف منذ القرن الماضي من100 مليون نسمة إلي300 مليون نسمة حاليا. وأكد عبدالعزيز أن المياه تشكل تهديدا كبيرا لدول المنطقة العربية, وأن مجال المياه من المجالات شديدة التعقيد في تلك المنطقة, نظرا لتعدد السياسات والقرارات والهيئات. وكشف عن أن منظمة اليونسكو تقوم حاليا بإعداد مشروع بحثي بالاشتراك مع ست دول من دول حوض النيل, لزيادة التعاون بين تلك الدول, بالإضافة إلي مشروع آخر يتناول تأثير تغير المناخ علي مصر, وتدعيم قدرات الوزارات المعنية من أجل وضع سيناريوهات التعامل مع أزمة المياه التي ستنشأ نتيجة لذلك, وأثر ذلك التغير علي مصادر المياه في مصر. في حين كشف د. محمد صفوت عبدالدايم أمين عام المجلس العربي للمياه, عن أن المنطقة العربية, التي تبلغ مساحتها15.5 مليون كم مربع, متوسط هطول الأمطار بها يبلغ66 مم في السنة في مقابل متوسط تبخر4000 مم في السنة, وهو ما يعكس نسبة الجفاف الشديد التي تعانيها تلك المنطقة حاليا, وسوف تعانيها مستقبلا لزيادة نسبة التبخر بشدة علي نسب هطول الأمطار, كذلك فإن عدد سكان المنطقة العربية يبلغ300 مليون نسمة, يمثلون5% من سكان العالم, وممع ذلك لا يملكون سوي1% من المياه العذبة علي الأرض. وأكد عبدالدايم أن المنطقة العربية بشكل عام, ومصر بشكل خاص تواجه عددا من التحديات المعقدة فيما يتعلق بمواردها المائية, حيث زيادة النمو السكاني الملحوظ, وعدم كفاءة البناء المؤسسي, وضعف كفاءة استخدام المياه, وانعدام الأمن الغذائي, كاشفا عن أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمثل أفقر بقاع العالم في المياه, حيث يصل نصيب الفرد إلي أقل من1000 متر مكعب, وهو حد الأمان المائي العالمي, ومن المنتظر أن ينخفض إلي500 متر مكعب بحلول عام2050, وأنه بحلول2025 سوف تعاني جميع الدول العربية الندرة التامة للمياه إذا لم توجد حلول عملية لمواجهة التحديات التي تواجهها. وفيما يتعلق بأزمة دول حوض النيل أكد عبدالدايم أنه لا بديل عن التعاون بين دول الحوض لتعظيم الاستفادة من مياهه. أما عن مكافحة الأورام فأكد د. حسين خالد مقرر عام الملتقي ورئيس المجلس العربي للدراسات العليا والبحث العلمي, أن مصر مازالت في المنطقة الخضراء من حيث انتشار مرض السرطان, إلا أنه من المتوقع أن يصل المصابون به إلي16 مليون مريض علي مستوي العالم بحلول عام2020.