تجرعت جماعة الإخوان المسلمين طعم الهزيمة فى انتخابات النقابة الفرعية للمحامين، بالإسكندرية.. فقدت واحدا من أبرز قياداتها فى معركة تشير النتائج إلى أنها لم تكن متكافئة، حيث جرى الإطاحة بمرشحها على مقعد النقيب صبحى صالح - وهو الخطيب المفوه والفقيه الدستورى على حد وصفهم- بفارق أصوات لم يحدث فى تاريخ انتخابات النقابة بالإسكندرية وفاز بالمقعد عبدالحليم علام. النقيب الجديد محام بالنقض وبرلمانى سابق عن دائرة مينا البصل، وهو من ابناء عائلات محافظة سوهاج ويطلق عليه أنصاره لقب «الصعيدى الذى أطاح بفقيه الإخوان». خروج صبحى صالح صاحبه إخفاق قائمة الجماعة المعروفة باسم لجنة الشريعة الإسلامية ولم ينج منها سوى 4 مرشحين فازوا بعضوية المجلس الذى يتكون من 16 عضوا بخلاف النقيب.. وهى نتيجة لم تمنعها المعركة الشرسة التى ادارتها الجماعة واستخدمت فيها كل الاسلحة والألاعيب الانتخابية التى يقول عنها النقيب الجديد لمحامى الإسكندرية: معركة الانتخابات لم تكن سهلة وصاحبتها حرب غير أخلاقية وضرب تحت الحزام واتهامات بالعمالة لجهاز أمن الدولة المنحل وشراء أصوات المحامين بالرشاوى الانتخابية وصولا لمرحلة تكفير الخصوم. وأضاف: مارسوا ضدى كل الطرق المشروعة وغير المشروعة تارة بالشائعات وتارة بالأكاذيب وكأنها حرب وليست انتخابات، ووجهوا نهرا من الأموال ببذخ شديد، وكانوا يعقدون يوميا مؤتمرات وحفلات غداء وعشاء بأرقى قاعات الإسكندرية، وكأنها انتخابات مجلس شعب وشورى وليست انتخابات أهم نقابة مهنية بالإسكندرية، واتهمونى بالنجاح بالتزوير فى انتخابات مجلس الشعب 2010 عن دائرة مينا البصل أمام مرشحهم وتناسوا أن لدائرة غالبيتها صعايدة من بلدتى بسوهاج ومن أقاربى واتهمونى بشراء أصوات الناخبين وقتها ، والآن من حقى أن أسألهم.. هل نجحت فى انتخابات المحامين أيضا أمام صبحى صالح بالتزوير وشراء أصوات المحامين به. وعن سبب إخفاق مرشحى قائمة الإخوان وصبحى صالح لأول مرة فى انتخابات النقابة الفرعية منذ ربع قرن قال علام: منذ عام 1985 والإخوان يسيطرون على نقابة المحامين الفرعية بالإسكندرية، بأغلبية تشكيل المجلس دون النقيب ، ولم يسمحوا لأحد بمشاركتهم فى القرار ، بالإضافة للصراعات والمصادمات بين المجلس الفرعى والنقابة العامة، ولم يقدموا أى شىء للمحامين طوال تلك السنوات وكانت أموال النقابة تنفق على كتيبات مناسك الحج والعمرة والحفلات لدرجة أن غرف المحامين بالمحاكم بلغت حالة من السوء والاهمال غير عادية وخدمات النقابة لم تكن تذهب سوى للمحسوبين على الجماعة، وأهدروا أموال النقابة بالكامل على مصالحهم الخاصة وهو ما تؤكده تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات عن تلك السنوات ومابها من مخالفات مالية شديدة، وكانت النقابة تدار من مكتب الإرشاد وكأنها «شعبة» من شعب جماعة الإخوان ومكتبها الإدارى. وأكد النقيب الجديد أن المحامين بطبيعتهم يغضبون ممن «يتعالى» عليهم والأزمة التى واجهت المحامين طوال السنوات السابقة وأدت لهيمنة الإخوان على النقابة كانت تتمثل فى عدم وجود نقيب قوى معه قائمة تحظى بالقبول والاحترام والحب من جموع المحامين وهو ما أتيح لى ولزملائى بقائمتى الانتخابية مؤخرا وكان سبب دعمنا بثقتهم. وقال علام: لن أقصى أحدا على الإطلاق من أعضاء الجماعة بالمجلس الفرعى الجديد والبالغ عددهم أربعة ولن أكرر ما فعلوه معى فى مجلس 2005 عندما تم إقصائى عن المجلس وتهميشى لأننى أصبحت الآن نقيبا لجموع المحامين، وسنعمل مع النقابة العامة لتصحيح كل أخطاء الماضى وسنعمل على شراء مقر مناسب جديد للنقابة بدلا من مقر محكمة الحقانية المتهالك والتعاقد مع أكبر المستشفيات الخاصة فى الإسكندرية لمشروع العلاج والبدء فى إنشاء نادى محامى برج العرب وتطوير نادى شاطئ جليم وإنشاء لجان نقابية معاونة للمحامين فى دائرة كل قسم شرطة وتفعيل لجنة الحريات ودورها فى القضايا القومية.