يعتبر "مترو الأنفاق", إحدى أهم المواصلات الحيوية التى يستقلها ما يقرب من خمسة ملايين راكب يوميا, تبلغ عدد محطاتها حاليا 55 محطة داخل الخدمة, ربما يختلف عن غيره من المواصلات كثيرا بالنسبة لنظامه ونظافته, إلا أن ما يعانيه مترو القاهرة حتم علينا أن نتعايش مع ركابه وموظفيه وإدارته لنعالج تلك المشكلات,ولعل المشكلات المزمنة التى يعانيها مترو القاهرة تبدأ من تردى مستوي الخدمة به ما جعل المواطن غير راض عن هذا الآداء, إلا أن موظفو المترو أرجئوا هذه المشكلة إلي الإنفلات الأمنى.
يقول "شوقى خالد" أحد موظفى المفاجئين أن الإنفلات الاخلاقي والأمنى يعيق عملهم في المترو كما أن أفراد الأمن أنفسهم لم يعودوا يمارسوا عملهم داخل محطات المترو كما هو منوط بهم.
وأكد خالد على زيادة الإنفلات الأخلاقى والأمنى ، جعل الكثير من الشباب ينأون بأنفسهم عن أية احتكاكات مع البلطجية أو الباعة الجائلين, وذلك لغياب الأمن بالمحطات ، مشيراً أن رجل الشرطة أصبح لديه حساسية وإحتقان من شباب الثور حيث أن لديهم عقيدة أن رجل الشرطة يعتبر قامعا للحريات, دون أن يعلموا أن هذا الشرطى واجبه هو الحفاظ عليهم وعلى أمنهم.
وقال خالد : "نحن نؤدى عملنا بكل أمانة, حفاظا على سلامة المواطن وتقديم خدمات أفضل له, ولذا فنحن نتجول بين عربات المترو والمحطات لنكتشف المتهربين من قطع التذاكر وتغريمهم, لأن فعلتهم هذه تسبب خسائر في إيرادات المترو ما يجعل نوعية وكم الخدمات داخله تقل, ولعل المتهرب يرتدع بالغرامة التى تبلغ 15 جنيها".
كما يشتكى خالد من تعسف المواطنين تجاههم أثناء تأدية عملهم, وأن المواطن يقف دائما في صف المتهرب من التذاكر, ومن المواطنين من يرمينا بالسباب والشتائم, إلا أننا نصابر ونتحمل لأننا نعلم حماسة الشباب وما يعانيه المواطن أيضا من ضيق المعيشة.
و يشير علي حلمي موظف تفتيش بالمترو إلي مشكلة أخرى فيقول أن ماكينات التذاكر بالمحطات يكاد يصيبها شلل تام فأغلبها لا يعمل, ولو أن المشكلة من ناحية إدارة المترو لتم معالجتها ولكن المواطن هو السبب, فبعض الشباب –على حد قوله- لا يقطعون تذاكر لاستقلال المترو, وبالتالى فأغلبهم لا يخرج من المحطة حتى بأسلوب لائق؛ بل إنه يلجأ إلي القفز من فوق ماكينة الخروج ويستند برجله على ذراع الماكينة مما يحدث مع التكرار عطلا فى الماكينة بأكملها ويوقفها عن العمل.
ويؤكد أن مشكلات المترو من ناحية المواطن أخلاقية بالدرجة الأولى, فكبار السن لم يعد لهم وقارهم لدى الشباب من رواد المترو, ولذا فإننا خلال جولاتنا في العربات نجد كهولا تقف على رجليها بينما شباب لم يتجاوز ال15 من عمره يجلس مرتخيا على الكرسى. ويلمح إلي أن أفراد الشرطة متواجدين اسما بالمحطات لا أكثر؛ فمعظمهم بعيد كل البعد عن ماكينات التذاكر وعن الإختلاط بالعاملين أصلا, فهم يكتفون بمجرد تواجدهم داخل مكاتبهم.
محطات بدون ماكينات:
محطة المعصرة يتحدث من داخلها صابر عبده أحد سكان المنطقة يقول "لا تساويها ولا تقاربها أي محطة فى تردى الخدمة المقدمة بها, فتكاد تكون الوحيدة التي تهالكت ماكينات التذاكر بها, فالماكينات لا يوجد بها ذراع ولا حتى مكان لوضع التذكرة, بل إن بعضها غير موجود بالمرة, وبعضها الآخر نصف هيكل فارغ؛ ولا يحل مكان الماكينات شئ؛ فالمحطة تشبه مدخل شارع لا يوجد به أي غوالق, وغياب شبه تام لموظفى المترو وكذا أفراد الشرطة".
وعن محطة حدائق المعادى فيقول إبراهيم عبد المنعم أحد سكان المطنقة وصاحب محال أمام المترو وأحد رواده, أن المحطة قريبة الشبه بسابقتها؛ فلا يوجد بالمحطة أى سؤال لرواد المترو عن قطع التذاكر أو حتى الإلتزام بالآداب العامة داخله, فسائقوا "التكتك" يعملون داخل إطار المحطة, يزعجون الركاب ويلحون عليهم لاستقلال "التكاتك", دون أى تواجد لأفراد الشرطة أو حتى موظفى المترو لمنعهم , مضيفاً أن المحطة يوجد بها مكتب للتذاكر إلا أن قليل من الركاب من يذهب لشراء تذكرة, فالراكب أصبح يضمن ركوبه ونزلوه في أي محطة دون أن يسأله أحد عن شئ.
في النهاية, يعاني مترو القاهرة من مشكلة مزمنة جعلته مأوي للتسول والبلطجة والتعطل بين الحين والآخر ألا وهي مشكلة الانفلات الأخلاقي والأمني, أفراد الأمن في المترو أصبحوا بعيدون كل البعد عن أي احتكاك بالركاب أو حتى ضبط المخالفين ووضعهم في مواجهة العدالة, كما يعاني المترو من تقصير من جانب الشركة المشغلة "الشركة المصرية لإدارة وتشغيل مترو الأنفاق" فلا مبرر للسكوت علي كل هذا المشكلات التي عرضناه في تقريرنا, وما يشهده المترو من تهرب من التذاكر وما يزيد علي 50% من ماكينات الدخول والخروج معطلة.