وكالات استباقاً لوصول وزير خارجية الولاياتالمتحدة جون كيري المنطقة في جولة جديدة لتهيئة الظروف للعودة إلى المفاوضات، سارعت إسرائيل في تكثيف مخططات البناء الاستيطاني آخرها في مستوطنة بورخين غرب سلفيت في الضفة، وأعلنت أن البناء الاستيطاني مستمر وسيستمر في خطوة بالتأكيد ستكون نتيجتها إجهاض المساعي الأميركية.
وفيما هاجمت كل من السعودية والبحرين والكويت وسلطنة عُمان الانتهاكات الإسرائيلية خاصة التوسع الاستيطاني.. أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال مؤتمر المانحين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية القدس الذي عقد بمشاركة الإمارات بالعاصمة الأذرية باكو أن وضع مدينة القدس ومستقبلها كان وسيظل على رأس أولويات دوله، فيما دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية مدينة القدس الشريف والتي تشمل 12 قطاعاً حيويا بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 499.16 مليون دولار.
وشارك مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية د. سعيد محمد الشامسي في مؤتمر المانحين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية القدس والذي عقد بالعاصمة الأذرية « باكو». ضم وفد الدولة كلا من سفير الدولة لدى أذربيجان السفير سالم خليفة الغفلي ود. خالد أحمد الملا من إدارة المنظمات بوزارة الخارجية.
وقال أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف بن راشد الزياني ان وضع مدينة القدس ومستقبلها كان وسيظل على رأس أولويات دول مجلس التعاون، مشيرا إلى حرص دول المجلس على القيام بواجباتها ومسؤولياتها السياسية والدينية تجاه هذه المدينة المقدسة في وجه ما تتعرض له من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي واعتداءاته وانتهاكاته التي تتعارض مع القوانين الدولية كافة.
وأضاف الزياني في كلمته أمام «مؤتمر المانحين لتمويل الخطة الاستراتيجية لتنمية مدينة القدس الشريف»، الذي بدأ أعماله امس في باكو عاصمة جمهورية أذربيجان والذي يأتي تنفيذا لقرار القمة الإسلامية التي عقدت في القاهرة في فبراير 2013، إن «دول مجلس التعاون بذلت جهودا حثيثة لنصرة القدس الشريف والحفاظ على هويتها الدينية ومستقبلها السياسي كعاصمة للدولة الفلسطينية وكان آخرها قرار القمة العربية التي عقدت في مدينة الدوحة خلال شهر مارس الماضي بتبني دعوة دولة قطر لإنشاء صندوق لدعم القدس بمبلغ مليار دولار».
وأشار الزياني إلى أن دول مجلس التعاون تولي اهتماما خاصا لدعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، منوها بأنه إضافة إلى الدعم الذي تقدمه دول المجلس للسلطة الوطنية والمنظمات الدولية العاملة في الأراضي الفلسطينية فإنها قدمت النصيب الأكبر من تمويل «صندوق الأقصى» و«صندوق القدس» اضافة الى تأسيس «برنامج مجلس التعاون لإعادة إعمار غزة» بتمويل إجمالي بلغ 1.646 مليون دولار تم تخصيصها لمشاريع التنمية وإعادة الإعمار.
من جهته، دعا أمين عام منظمة التعاون الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي الدول الأعضاء في المنظمة والصناديق والمؤسسات المالية المانحة في العالم الإسلامي إلى حشد الموارد المالية اللازمة لتنفيذ الخطة الاستراتيجية لتطوير وتنمية مدينة القدس الشريف والتي تشمل 12 قطاعا حيويا بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 466.16 مليون دولار تنفيذا لقرارات مؤتمر القمة الإسلامي لمجابهة الإجراءات غير القانونية التي تتخذها إسرائيل ضد مدينة القدس.
في الضفة المقابلة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية «مستمر وسيستمر في المستقبل».
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية امس عن نتانياهو القول إن «أعمال البناء الجارية داخل الكتل الاستيطانية لا تغير بشكل جوهري من فرص التوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين وأن السؤال الحقيقي الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت هناك رغبة حقيقية لدى الطرف الآخر في الاعتراف بالدولة اليهودية».
وفي السياق ستقوم الحكومة الإسرائيلية ببناء 550 وحدة استيطانية جديدة بالاضافة لملاعب ومراكز خدمات في مستوطنة بورخين التي كانت حتى نهاية العام الماضي تصنف بؤرة استيطانية غير شرعية بحسب ما نشر موقع «والاه» العبري حيث ستصبح خمسة أضعاف ما هي عليه اليوم وفقا لمخططات البناء التي ستنفذ.
في الأثناء، دعت المملكة العربية السعودية، أمام اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف الليلة الماضية، إلى ضرورة وقف الانتهاكات الإسرائيلية التي يتعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة.
وأكّدت السعودية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن السكرتير الثاني في بعثة المملكة لدى الأممالمتحدة في جنيف مشعل العتيبي أنها أسهمت وتسهم بفعالية في المساعي الإقليمية والدولية من أجل تعزيز حقوق الإنسان في دولة فلسطين ورفع المعاناة عن شعبها.
من جهتها، أكدت مملكة البحرين أن استمرار إسرائيل احتلالها الأراضي الفلسطينية.. يشكل العقبة الرئيسية أمام إعمال الحق غير القابل للتصرف للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره و إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة و هو المصدر الرئيسي أيضا لانتهاكات الحقوق الأساسية للفلسطينيين في الأرض الفلسطينيةالمحتلة وخاصة في القدسالشرقية.
حسب ما نقلت وكالة أنباء البحرين «بنا» عن مندوب المملكة الدائم لدى مكتب الأممالمتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف السفير د.يوسف عبدالكريم بوجيري.
وفي ذات السياق، طالبت سلطنة عمان المجتمع الدولي وقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكدت السلطنة، على لسان مندوبها لدى مكتب الأممالمتحدة في جنيف السفير عبدالله بن ناصر الرحبي، على أن استمرار معاناة الشعب الفلسطيني يأتي نتيجة لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جرائم وانتهاكات ضد الإنسانية.
وأضاف الرحبي أنه لا سلام في هذه المنطقة بل في العالم ما لم يقم المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للجلوس إلى طاولة المفاوضات برعاية دولية لتحقيق السلام وإقامة دولة للفلسطينيين معترف بها دوليا.
في السياق طالبت دولة الكويت تحميل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن الانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني .
وقال المستشار بوفد دولة الكويت الدائم في جنيف سعود السعيدي إن القرارات الدولية الصادرة بشأن أوضاع الفلسطينيين تتوافق جميعها مع بنود معاهدة جنيف الرابعة المعنية بحقوق المدنيين وقت الحرب وتحت الاحتلال . وطالب بضرورة عدم إغفال التبعات السلبية لسياسة الاستيطان الإسرائيلية على حقوق الشعب الفلسطيني وما ينجم عنها.
ناشدت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية، كافة الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي وأحرار العالم بالتدخل العاجل والسريع لمنع الاحتلال من تنفيذ المشاريع الاستيطانية التي كُشف النقاب عنها مؤخرا.
ويشار الى أن عضو جمعية عطرات كوهنيم الاستيطانية آريه كينغ كشف عن مجموعة من المشاريع الاستيطانية في حي الشيخ جراح وفي سمير ميس وفي الطور ورأس العامود وفي البناية القديمة في الأشقرية في بيت حنينا. ومن المقرر أن يتم إنشاء هذه المشاريع على مساحة من الأرض تبلغ حوالي 4400 متر مربع، سيتم مصادرتها من 14 عائلة مقدسية، ويموِّلها المليونير الاسرائيلي الأميركي أرفين موسكوفيش.