رحبت الصحافة الايرانية امس بالمناظرة التلفزيونية بين المرشحين للانتخابات الرئاسية مشددة على التبادل الحاد بشأن المفاوضات حول الملف النووي وايضا حول الحريات السياسية. وعنونت صحيفة دنيا الاقتصاد «الخلافات بين المرشحين باتت واضحة، بداية ساخنة للسباق النهائي»، في حين رحبت صحيفة ارمان الاصلاحية بالنقاش الذي بث مساء امس الاول و«اظهر الخلافات» بين المرشحين الثمانية للانتخابات الرئاسية. وقال المحلل السياسي صادق زيباكلام في مقال نشر في صحيفة اعتماد الاصلاحية «كنت اود ان اكتب ان الفائز في المناظرة كان حسن روحاني «المعتدل» او محمد رضا عارف «اصلاحي» لكن علي ان اقول ان «المحافظ» علي اكبر ولايتي كان الفائز الحقيقي». واضاف «من جهة لانه دافع عن السياسة الخارجية «للرئيس السابق المعتدل اكبر» هاشمي رفسنجاني، ومن جهة اخرى لانه انتقد علنا موقف سعيد جليلي في المفاوضات النووية» مذكرا بأن « احدا لا يمكنه اتهام ولايتي بأنه غير مطلع وبأنه مرتبط بالغرب او انه لا ينتمي الى معسكر المحافظين».
وخلال النقاش انتقد وزير الخارجية السابق (1981-1997) والمستشار الديبلوماسي للمرشد الاعلى آية الله علي خامنئي بشدة جليلي ممثل المرشد الأعلى الى المفاوضات النووية لموقفه المتعنت مع مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا).
وقال ان «فن الديبلوماسية هو انقاذ حقنا في النووي وفي الوقت نفسه الحد من العقوبات».
وقال المحلل السياسي القريب من المحافظين امير موهبيان لفرانس برس ان «هذه المناظرة الثالثة اظهرت انقسامات عميقة لدرجة يجب اعادة تحديد الانشقاقات السياسية بعد الاقتراع الرئاسي».
واضاف «في الملف النووي كان هناك منطقان الاول دافع عنه ولايتي وروحاني ورضائي الذين يرون انه للتوصل الى نتيجة في المفاوضات مع مجموعة 5+1 يجب تقديم تنازلات للحصول على منافع، والثاني دافع عنه جليلي وغلام علي حداد ويعتبران انه للحصول على نتيجة يجب اتخاذ موقف حازم حتى يرضخ الجانب الآخر».
واوضح «في تصريحات روحاني وولايتي كان هناك هذه الرسالة غير المباشرة بأن رؤية جليلي والرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد متطابقة وان الوضع الحالي للبلاد هو نتيجة لموقف جليلي خلال المفاوضات النووية».
من جهتها قالت صحيفة بهار الاصلاحية ان «الاصلاحيين (روحاني وعارف) اظهرا وحدتهما عندما كشف المحافظون خلافاتهم».
وتركز الصحافة على نقاط في المناظرة، حيث انتقد محمد رضا عارف الضغوط السياسية على مناصريه بقوله «هل من الطبيعي منع انصاري من رفع صور لمحمد خاتمي» الرئيس الاصلاحي السابق المتهم من قبل السلطات بدعم مير حسين موسوي ومهدي كروبي المرشحين اللذين دانا في 2009 عمليات تزوير كبيرة وطلبا من انصارهما النزول الى الشارع وهما في الاقامة الجبرية منذ اكثر من عامين.