اتخذت اسرائيل خطوة احتياطية غير اعتيادية بالاعلان مسبقا يوم الخميس عن انها ستقوم قريبا بتجربة اطلاق صاروخ اعتراضي للصواريخ في الفضاء على امل تفادي زيادة التوتر بسبب احتمالات الحرب مع ايران. ولم تنشر انباء مسبقة عن التجارب الصاروخية من قاعدة اطلاق قرب تل ابيب - وكان احدثها في نوفمبر تشرين الثاني. ونتيجة لذلك كانت التقارير الاولى التي تنشرها وسائل الاعلام الاسرائيلية عن هذه التجارب منقولة في الاغلب عن شهود عيان منبهرين اسفرت عن اهتزاز في اسواق النفط حتى قدم مسؤولون دفاعيون تفسيرا للاطلاق. وقالت شركة اسرائيل ايروسبيس اندستريز التي تديرها الدولة في بيان انها ستقوم "في المستقبل القريب" بالتجربة الاولى للصاروخ ارو 3 وهو نظام تم تصنيعه وتطويره بالتعاون مع الولاياتالمتحدة للتصدي للصواريخ في الفضاء الخارجي. واصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تهديدات مغلفة بمهاجمة ايران اذا فشلت المساعي الدبلوماسية في كبح برنامجها النووي. ويريد الرئيس الامريكي باراك اوباما الذي يزوره نتنياهو الاسبوع القادم مواصلة سياسة العقوبات في الوقت الحالي واعرب عن قلقه بشأن خطر وقوع حرب اسرائيلية ايرانية. وقال مسؤول اسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته ان تجربة الصاروخ ارو 3 ستتضمن اطلاق صاروخ في الفضاء من قاعدة بالماخيم جنوبي تل ابيب. وسوف تجرى التجربة بعد محادثات تجرى يوم الاثنين بالبيت الابيض بين اوباما ونتنياهو. وقال المسؤول ان قرار اصدار اسرائيل ايروسبيس اندستريز لبيانها يوم الخميس امر جديد وقال "نريد تفادي سوء التفاهم." واكد المسؤول رغبة اسرائيل في خفض مخاطر اشعال الموقف في ازمتها مع ايران. وتنفي طهران سعيها لامتلاك اسلحة نووية وتوعدت بالرد على اي هجوم تتعرض له بضربات صاروخية ضد تل ابيب والمصالح الامريكية في الخليج. وشكك الجنرال مارتين ديمبسي رئيس الاركان الامريكية المشتركة الشهر الماضي في امتلاك اسرائيل لما يكفي من القوة للالحاق اضرار دائمة بالمنشآت ايران النووية البعيدة التي تحميها ايران بشدة في مواقع حصينة ومتفرقة. ويشك بعض الخبراء في ان اسرائيل ربما تخادع بتهديدها بالهجوم المحتمل فقط لتحافظ على ضغط القوى الكبرى القلقة من وقوع حرب على ايران. لكن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وعددا من كبار ضباطه السابقين توجهوا لوسائل الاعلام الامريكية ليؤكدوا جدية اسرائيل وقدرتها على شن الهجوم على ايران. وكان من بين هؤلاء عاموس يدلين وهو واحد من الطيارين الاسرائيليين الذين قاموا بقصف مفاعل اوزيراك العراقي عام 1981 وهي العملية التي ادهشت واشنطن بسبب بعد مداها. وكتب يدلين في صحيفة نيويورك تايمز يوم الاربعاء يقول "الخطأ حينها - كما هو الان - هو التهوين من براعة اسرائيل العسكرية." وعمل يدلين بعد ذلك كرئيس للمخابرات العسكرية الاسرائيلية وساهم في التخطيط للهجوم عام 2007 على موقع سوري قالت الولاياتالمتحدة انه دمر مفاعلا نوويا سريا كانت تبنيه كوريا الشمالية. ولم تؤكد اسرائيل او تنف هجومها على سوريا كما لم تناقش طبيعة الهدف الذي نفت دمشق ان يكون موقعا نوويا. لكن يدلين الذي ترك الجيش عام 2010 كسر هذا الصمت الرسمي ليتخذ الهجوم دليلا على قوة الاستراتيجية الاسرائيلية. وكتب يقول في الصحيفة "بعد هجوم اوزيراك وتدمير المفاعل السوري عام 2007 لم يستأنف البرنامجان النوويان العراقي والسوري بشكل كامل ابدا."