ذكرت صحيفة الجارديان في مقال لها ان المركز الاعلامي في ضاحية حمص عمرو بابا ليس أكثر من منزل الأسرة. فهو مكون من اربعة طوابق وطبق الأقمار الصناعية على السطح. وقد اضطر الصحفيين والمصورين للانتقال الي هناك بعد تعرض مقرهم السابق للهجوم. قبل اسبوعين، تم تخفيض الجزء العلوي من منزل إلى أنقاض خلال زيارة قام بها طاقم تلفزيون سي ان ان، الذي كان قد وضع الأطباق الخاصة بهم هناك لبث لقطات حيه. إذا كانت هناك حاجة لادلة اخري انه تم استهداف المبني, قبل هجوم الاسبوع الماضي الذي ادي لوفاة ماري كولفين و ريمي اوكلك, يقدمها جان بيار بيران، الذي كان من ضمن المجموعة التي سافرت إلى حمص معهم ، الذي وصف كيف تم تخلل طبق المبنى نفسه مع طلقة قناص. حتى بعد وفاتهم، واصل النظام مهاجمة كولفين و اوكليك. وقد أظهرت شاشات التلفزيون الحكومي يوم السبت لقطات من أجسادهم، متهمة إياهم بأنهم "جواسيس". و قد تعلم نظام بشار الاسد الدروس من الربيع العربي عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع وسائل الإعلام مع الصحفيين المدنيين ومنافذ البيع الدولية على حد سواء. كما ذكرت لجنة حماية الصحفيين في تقريرها لعام 2011 ان النظام "قام بتعتيم اعلامي فعال" بمجرد بدء الاحتجاجات في مارس الماضي. فقد القت القبض علي الصحفيين الدوليين و طردنهم, كما اعتقلت المراسلين المحليين الذين حاولوا تغطية الاحتجاجات. كما عطلت الهواتف الخلوية, و الخطوط الارضية, والكهرباء، وشبكة الانترنت في المدن حيث اندلعت الاحتجاجات، و استخدمت العنف لمعرفة كلمات السر الخاصة بمواقع الشبكات الاجتماعية للصحفيين, و سمحت للجيش السوري الالكتروني, و جماعة الكترونية موالية للحكومة عبر الانترنت, من اختراق هذه المواقع و نشر تعليقات مؤيدة للنظام. ويتابع التقرير، "في أبريل علقت قناة الجزيرة مكتب لها بدمشق بعد تعرض العديد من الصحفيين العاملين فيها لمضايقات وتهديدات. بعد ثلاثة أيام من الاعتداء الوحشي علي رسام الكاريكاتير الشهير علي فيرزات في اغسطس, شرعت الحكومة قانون اعلامي جديد "يمتع" سجن الصحفيين, و سمح بحرية اكثر للتعبير عن الراي. و لكنها تبعته بحبس العديد من الصحفيين. و في نوفمبر, كان فيرزات جاربين اول صحفي يقتل في سوريا بسبب عمله منذ بدأت اللجنة حفظ سجلات مفصلة في عام 1992. و اذا كان جاربين الاول, فلم يكن الاخير. فقد قتل المصورالفرنسي جيل جاكوير في حمص في يناير بينما كان في رحلة صحفية ترعاها الحكومة. و القي باللوم اولا علي مقاتلي المعارضة, و لكن ثبت تورط النظام في وقت لاحق. فقد اصبحت الحرب في سوريا ليست صراع في نظام وحشي و اولئك الذين يرغبون غي سقوطه, و لكنها حرب علي المعلومات نفسها: رغبة محسوبة لتدير مراكز المعارضة, و محو كل معرفة بما حدث.