أزدياد أزمة القاء القمامة في الشارع المصري أصبحت ظاهرة معتاد عليها و بالرغم من تفعيل العديد من الحملات القومية و إشراف الهيئات الحكومية و الشركات الخاصة على نظافة الشارع المصري إلا أن الشوارع المصرية مازالت تعاني من جبال القمامة التي تخيم شوارعها .
و أصبح انتشار جبال القمامة أمر طبيعي ، و مشهد مئلوف للمصريين لكن الغريب فى الأمر ، أن مكان إلقاء القمامة لم يكن الشارع فحسب و إنما أصاب ضرره الأماكن الأثارية المغمورة ، و الغير مستغلة و التى لم يسمع عنها الكثير من المصريين ، و حتي أهالي الحي القائمين بالمنطقة المحيطة بها .
حيث أنهم لا يعلمون عنها سوى أنها مقلب للقمامة ليس أكثر مع أنها مقبرة أثارية للملوك "بانحسي – ودجاحور- عانخسو" الكائنة ب "عين شمس الشرقية".
يرجع تاريخ هذه المقابر إلى الأسرة "25-26" من أسر ملوك طيبة القديمة قبل الميلاد ، و بها حوالي "408" تمثال أثري ، ولكنها مهملة كل الإهمال حتي أن سكان المنطقة أصبحوا يلقون مخلفاتهم في تلك الأراضي دون أن يعلموا قدرها الأثري.
و بالرغم من السلوك السئ لسكان المنطقة إلا أنهم أصغر المخطئين بالأمر حيث أن المشكلة الأكبر تكون ، في كيان الحي بالمنطقة ، و الذي طالما تقدم "محمد فريد محمود" مدير منطقة أثار المطرية ، و عين شمس بالشكاوي للحي بسبب صناديق القمامة الموضوعة بشكل مؤسف داخل و خارج الموقع.
ويقول "محمد فريد محمود" أن منطقة أثار المطرية و عين شمس توجهت بالعديد من الشكاوي للحي و بعدها قاموا بتقديم شكوي للمجلس الأعلي للأثار و بعدها قاموا بمخاطبة محافظ القاهرة حتي يتم إلقاء النظر على هذه المنطقة المنتجة للأثار منذ عام "1986" و حتي الأن .
مشكلة القمامة ليست الأزمة الوحيدة التي تواجهها تلك المنطقة الأثارية ، و لكنها تواجة أيضاً أزمة في التمويل الذي يساعدها و ينهض بها و يجعلها منطقة منتجه أكثر من ذلك ، حيث أن المجلس الأعلي للأثار من الهيئات التي تعتمد في تمويلها علي نفسها من واقع الربح الذي يعود لها من الزيارت و السياحه بها.
يؤكد "محمد فريد محمود" أن المنطقة كانت قد التجهيز لأن تصبح مزار سياحي منذ عام 2010 بالرغم من اكتشافها منذ فترة طويلة و لكن تغيرت كل هذه الوعود بعد ثورة 25 يناير بسبب عدم وجود ميزانية تكفي لاستكمال العمل بالمنطقة.
و أشار إلى أن هذة المنطقة من المناطق الأثارية الهامة التى تحمل مقبرة أسرة "بانحسي" و تم جمع عائلتين من خارجها "مفككتين" كانوا قيد التجميع من أراضي خارج ملك الدولة و هما "ودجاحور - عانخسو" التى بهما العديد من الحفاير الأثارية من الطوب اللبني .
وقد استنكر " محمد فريد محمود " قلة الميزانية التي تعاني منها المنطقة بل و المجلس الأعلي للأثار بأكملة حيث أن المجلس أصبح يعتمد على تمويلات من وزارة المالية على عكس الطبيعي و أن المفترض في أن يثمر المجلس الأعلى للأثار و يعطي وزارة المالية و لكن وقف النشاط السياحي بالبلد في الفترة الماضية ، قد عاد بالسلب على جميع المنشئات السياحية و ليس بالمنطقه فقط .
الأمر الذي جعل المجلس الأعلي يعاني من قلة الدعم للقيام بأعمال التطوير و ليس هذا فقط بل عاد الضرر على الموظفيين أيضاً حيث أن الرواتب كثيراً ما تتأخر مما تسبب في قلة العمالة بالأماكن الأثارية ، حيث أن استخراج الحفاير من المقبرة يحتاج على الأقل ل 10 عمال و لا توجد ميزانية تسمح بأستخراج الأثار أو حتي صرف الرواتب و البدالات ، و الامر الأكثر خطورة أن حراسة هذه الأرض يعمل بها فرد واحد فقط .