شهد الزمان لحي المطرية بأنه كان سكني علية القوم, ومن أجمل أحياء مصر, لكن يبدو أن بقاء الحال أصبح مستحيلا. في ظل الاهمال الحكومي وسوء تصرفات المواطنين برغم أن الحي يضم بقع من أشرف البقاع شجرة مريم التي استظلت بها العائلة المقدسة في رحلتها الي مصر, والتي يمكن أن تكون مزارا سياحيا عالميا للمسلمين والمسيحيين. في المطرية أيضا متحف الأمير وحيد سليم الذي يزدان الطريق أمام بوابته بعدد من مقالب القمامة ومخلفات المباني. أما محطة مترو المطرية وهي واجهة الحي فحدث كما تشاء عن التسيب والقمامة والباعة الجائلين, وعشرات عربات التوك توك التي تتحرك بعشوائية مما يحيل المنطقة الي ساحة المولد, هذا طبعا في غياب شرطة المرور كما يقول عادل محمود عبد الكريم الذي يضيف: هناك انتشار الميكروباصات بسيرها العشوائي وسوء أخلاق سائقيها وبلطجتهم التي تخدش الحياء. أما شارع البلسم المؤدي الي محطة المترو من شارع المطرية فبرغم أنه اتجاه واحد فإن السير في الاتجاهين يؤدي الي توقف حركته تماما وبالطبع نشوء خلافات تصل أحيانا الي معارك لأولوية المرور. ويضيف أحد السكان: هناك مخلفات السوق الشعبية العشوائية وقمامتها, ومخلفات المباني التي يلقي بها عربجية العربات الكارو في الشارع مما يحيل حياة السكان الي تلوث, وإذا تحدث معهم أحد السكان فلا يناله منهم إلا البلطجة والتوعد بالضرب. في ذات السياق يقول خالد محمود: حتي شركة الغاز التي مدت مواسيرها لم تهتم بإعادة الرصف كما كان. وبانتقال تحقيقات الأهرام الي منطقة شجرة مريم هالنا الإهمال المتعمد بمقالب القمامة ترعي فيها العنزات الصغيرة ومخلفات المباني وعدد غير معقول من عربات الكارو بصهيل أحصنتها ومخلفاتهم برغم قداسة الأثر الديني وأهميته إلا أن الحي وهيئتي السياحة والآثار لا يبدوان أدني اهتمام به, فأثر شجرة مريم من الداخل يبدو أن الإهمال يضرب بجذوره حتي طال قاع البئر التي كانت يوما تضفي بهاء علي المكان ويستخرج منها السياح والزوار الماء للتبرك بها, فضلا عن الشلال الذي كان يتشكل منه بفعل موتور كهربائي, فنزع الموتور عندما تعطل وكان يحتاج الي مائتي جنيه للإصلاح وعطنت مياه البئر بما خالطها من صرف صحي وتنتشر رائحته العفنة بشكل لا يليق بجلال المكان. شكوي.. وإزالة أحمد حامد(من سكان المنطقة) يؤكد أن الشكاوي لرئيس الحي وللشرطة لا تجدي في شيء فمثلا إذا شكونا مخالفات المباني. يقوم الحي برفع جزء منها خلال نقلة واحدة فقط ويعود الأمر الي ما كان عليه, هذا ما يؤكده رئيس الحي اللواء محمود قاسم مؤكدا أن المحافظ عبد العظيم وزير سمح للحي بميزانية للتعاقد مع أحد المقاولين للتخلص من هذه المخلفات وصرفنا عليها خلال عشرة أشهر يضيف اللواء محمود قاسم 50 ألف جنيه, ونعمل يوميا في ازالتها, وبكل أسف يعمل العربجية يوميا ايضا علي القاء مخلفات جديدة ليلا. فما هو الحل؟ ونشترك مع رئيس الحي في السؤال: ما الحل؟ هل يتم تكثيف المرور الشرطي ليلا أو أن يكون لشرطة المرافق وجود ليلي مادامت لا تعمل بالنهار بدليل هذه العشوائية النهارية؟ أما التوك توك فيتحدث اللواء محمود قاسم عنه معلقا بأن عربات التوك توك تجئ من محافظة القليوبية وحدودها ملاصقة وما نفعله هو القبض عليها ونقلها الي الإنقاذ المركزي ومصادرتها ولا تتوقف مطارداتنا لها. أما عن الحل إزاء المخلفات فيقول رئيس حي المطرية: الحل أن تعلن المحافظة شراء هذه المخلفات في مقالب محددة, وأن يدفع لكل من يسلمها مبلغ محدد, وهو ما فكر فيه المحافظ وبذلك يوفر نظافة للشوارع. وأضاف: جار الآن تطوير محطات المترو ومنافذها وعمل أسوار حديدية لمنع الاشغالات المشكلة الأخري التي تؤرق الاسر كما تقول الزميلة الصحيفة سعيدة رمضان هي بلطجة الشباب. وتروي ما حدث لابنتها خلال وجودها معها في سيارتها من محاولة مجموعة من الشباب جذبها من السيارة دون أي احترام أو خوف من عقاب وحرصت علي عدم تفويت الأمر فقد طاردت هؤلاء الشباب الي أن استطاعت الإمساك بأحدهم لتحرير محضر. وكان ذلك أمام منطقة المطرية الطبية إلا أن موظفي المنطقة اشتبكوا معها لتخليص الشاب ظنا أن انفعالها دفاعا عن ابنتها هو تجن عليه مما حدا بها إلي تحرير المحضر رقم18214 لسنة2010 جنح حدائق القبة, ولكنها تتعرض للمضايقات حتي تتنازل عنه. اما المشكلة الاكبر في حي المطرية فهي نقل السوق الي عزبة الريس حول معهدي صفية ابراهيم الازهري وحسن ابوبكر بنين مسببا ضوضاء وتلوثا سمعيا واخلاقيا نتيجة الخناقات المستمرة بالاضافة الي معاكسات الفتيات وخدش حيائهن. فمن يحمي الاسر من البلطجة ومن يحمي شوارعنا من القمامة والعشوائية؟