أعلن اليوم 35 عضو من اتحاد طلاب كلية الصيدلة جامعة استقالتهم من اتحاد الكلية ، و ذلك بسبب خلافهم مع أعضاء الأخوان المسلمين داخل الاتحاد حول التوافق على أمين الاتحاد. وجاء نص بيان الاستقالة كالأتي :
إننا في كلية الصيدلة جامعة المنصورة كنا حريصين طوال فترة تواجدنا في الكلية على أن نبقى دائماً نسيجاً واحداً متماسكاً .. ينأى بنفسه عن كل المهاترات السياسية والصراع على السلطة .. بل وكنا دائماً نقف في وجه الطغاة دفاعاً عن زملائنا المظلومين من جماعة الإخوان المسلمين وغيرهم قبل الثورة وبعدها.
وبعد أن منَّ الله علينا بالثورة المباركة انفتحت أبواب الحريات على مصراعيها .. وبدأنا معاً نشكِّل اتحاداً قوياً للطلبة يمثِّلهم ويخدم طلباتهم ، ووضعنا يدنا في يد كل من حسبنا فيه الإخلاص بعض النظر عن انتمائه السياسي أو الحزبي ، غير عابئين بكل من كان يحاول بث روح الشقاق والفرقة بيننا.
والحمد لله كان آداء اتحاد طلاب صيدلة المنصورة للعام الماضي ممتازاً بشهادة الجميع ، وحقَّقنا معظم الوعود والمطالبات التي عبرت عن زملائنا الطلاب على أمل أن نستكمل ما بدأناه في اتحاد العام القادم بإذن الله .. وكانت السلبيات محدودة تنحصر في بعض (التربيطات) التي أدت إلى تصدُّر عدد قليل من معدومي المسئولية لمجلس الاتحاد.
وفي انتخابات الاتحاد للعام الجاري قررنا أن نعيد الكرَّة ، وأن نستكمل ما بدأناه من مشاريع للارتقاء بكليتنا وبطلابها،رافعين سقف طموحاتنا . ولكن للأسف تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
فبسبب اختلاف بسيط في وجهات النظر أعلن زملاؤنا من طلاب الإخوان المسلمين الحرب على إخوتهم . وبدأوا صباح اليوم (قبل ميعاد تصعيد الانتخابات بساعة) في إخلاف كل عهودهم وبالتنسيق مع معدومي الخبرة والمسئولية لتصديرهم في مجلس الاتحاد؛فقط لأنهم يضمنون أصواتهم لصالح مرشحهم (الإخواني)!!
ولم تكن مشكلتنا مع شخص هذا المرشح،ولم نكن نطعن في كفاءته،إنما كان اعتراضنا فقط على الطريقة التي رشَّح بها نفسه وهي أخذ رأي مجلس الجماعة بالكلية (5 أفراد 4 منهم من الفرقة الأولى) وكأننا -إخوتهم الزملاء- لسنا أهلاً للشورى كي يتناقشوا معنا لأننا لسنا من الجماعة..!! لأجل ذلك رشَّحنا مرشِّحاً آخر كي نتجنَّب فتنة قد تحدث،وكان من الممكن أن يستمر الامر كاختلاف بسيط بين إخوة أحباء؛فأياً كان المرشَّح وأياً كانت درجة كفاءته فإن اللائحة الطلابية تكفل لأعضاء مجلس الاتحاد سحب الثقة من أمين الاتحاد في حال إساءته أو تقصيره.
ولكن للأسف بدلاً من أن يّجبُر طلاب الإخوان هذا الخلاف بأن يتركوا الحرية لأعضاء المجلس الذين توافقنا عليهم جميعاً قبل ذلك في اختيار مرشَّحهم،تجدهم أخلفوا كل عهودهم مع إخوتهم المرشحين المُتوَافق عليهم والذين حققوا معهم أعظم الإنجازات العام الماضي.وتراهم يجتمعون في مجموعات صغيرة قبل انتخابات التصعيد مباشرة كي يعيدوا التنسيق مع من يضمنون أصواتهم لمرشحهم الخاص بغض النظر عن كفاءتهم أو توافق الطلبة عليهم،إضافة إلى الدفع بمرشحي الجماعة أكفاء كانوا أو غير أكفاء.. وفوق ذلك الدفع بمرشحين من الفرقة الرابعة وأعداد كبيرة من معدومي الخبرة من الفرقة الأولى على حساب أهل الخبرة والكفاءة من إخوتهم.
ومما يثير الدهشة أنه أثناء إعلان النتائج تجدهم يكبرون ويسجدون شكراً لله عندما يفوز مرشَّحٌ لهم على أحد المرشحين الذين نقضوا عهودهم معهم..كأنما فازوا على أحد من الفلول أو البلطجية..!! سبحان الله!! أهكذا تكون العشرة؟؟أهكذا يُردُّ المعروف؟؟أهكذا يعامل الأخ أخاه؟؟بسبب اختلاف صغير يبيعون إخوانهم لأجل الظفر بمقاعد الاتحاد؟؟ إن هذا الذي حدث اليوم لهو دلالة صغيرة على ما يحدث داخل البلاد من استقطاب واصطياد في الماء العكر،ونموذج مثالي على ضرب المبادئ بعرض الحائط لأجل المصالح الشخصية..وكان خطؤنا أننا وثقنا بهم وتعاملنا معهم كإخوة لنا لا يحكم بيننا إلا الكفاءة وأخلاقيات العمل الجماعي..وتناسينا كل ما يُقال عن جماعة الإخوان من الإعلام (المضلل) .. ولكن من الواضح أن التضليل لا يقتصر على الإعلام فحسب..وإنا لله وإنا إليه راجعون!!
وفي هذا الصدد فإنا أعضاء اتحاد طلاب كلية الصيدلة من غير جماعة الإخوان نعلن رفضنا الكامل لهذا العبث والاستغلال وتغليب المصالح الشخصية..ونعلن استقالاتنا الجماعية من هذا الاتحاد العبثي الذي أفسده زملاؤنا الإخوان بطريقتهم المعهودة في الإقصاء على حساب مصالحهم الشخصية. وكان لزاماً علينا أن نصدِر بياناً نوضِّح فيه الحقيقة لباقي زملائنا الطلاب في كليتنا وجميع الكليات والجامعات الأخرى. وإنا نُشهِدُ الله تعالى ثم نُشهِدُ زملائَنا على صحة كل كلمة ذُكِرَت في هذا البيان.