عرض التلفزيون الألماني "إيه آر دي 1" فيلمًاً وثائقيًا، يظهر عمل المخابرات السورية في ألمانيا، ودورها في تهديد الناشطين ضد النظام السوري، وتعذيب أقربائهم في سوريا جراء التظاهرات السلمية المستمرة في ألمانيا. ووقف الوثائقي على حقيقة أن ما يقوم به الناشطون السوريون في ألمانيا، يهدد حياتهم وحياة أهلهم في الوطن، مشيرًا إلى أن نظام الأسد لا يعرف الرحمة. وتناول الفيلم حياة كثير من المعارضين السوريين الذين يتعرضون لتهديدات ومضايقات وتجسس في وسط ألمانيا ومنذ سنوات، حيث التقى القائمون على الوثائقي بنشطاء في برلين من حركة الحرية، ومن بينهم سندس سليمان، وهي ناشطة منذ زمن بعيد ضد ديكتاتورية نظام الأسد، وتسعى لنشر مقاطع فيديو لمجازر الأسد، ولذا تتعرض للتهديد دائمًا على الإيميل والهاتف في مختلف الأوقات ليل نهار. وتقول سليمان في مقطع من الفيلم: "طالبوني بالتوقف عن كافة نشاطاتي، وذكروني بأن عائلتي في سوريا وأن ما أفعله سيعرّض عائلتي للخطر". وهؤلاء المعارضون يرون كيف يقمع النظام السوري عائلاتهم في الوطن وهدف المخابرات السورية هو إسكاتهم، حسب ما أشار اليه ناشط آخر قائلاً: "استدعوا أخي بزيارة فرع المخابرات بسوريا، ليسألوه ماذا يفعل أخوك في ألمانيا؟ وما عمله؟ وهذه إشارة واضحة لي أن اسكت وإلا ستتعرض لسوء". وقال ناشط آخر من حركة الحرية ببرلين: "اختُطف ابن أخي قبل عدة أسابيع في منطقة دير الزور، وأخذوه إلى مخبأ في الصحراء، ثم رموه على طرف الطريق وقبل تركه أخبروه أن هذه تحية خاصة لعمك". الشخص الأخطر من السفير وتناول الوثائقي آلية عمل شبكة المخابرات السورية بألمانيا من اندساس رجل، يقوم بالتصوير المستمر دون انقطاع في تظاهرة لخصوم الأسد في برلين، وتبيّن بعدها أنه مندس من قبل المخابرات السورية للتعرف إلى خصوم الأسد، ثم التقوه أيضًا في مظاهرات مؤيدة للأسد والنظام السوري، فتارة يكون منظمًا وتارة أخرى يقوم بالدعاية للديكتاتور، حسب ما ورد في الفيلم. ثم تطرق الفيلم إلى قيام المدعي العام الأول، بجمع الأدلة عن الشخص الذي يراقب المظاهرات طيلة أشهر بتهمة العمالة المخابراتية، واتضح أن السوري المقبوض عليه أكرم كان يقوم بالتجسس على معارضين سوريين - بحسب الادعاء العام - لكنه نفى ذلك عن طريق محاميه وصفحته على "فيسبوك" تظهر موالاته للديكتاتور. وأثبتت أدلة الادعاء أن مكتبه كائن بجوار مكتب السفير السوري، مؤكدة أنه الشخص الأخطر في السفارة، ويخشاه السفير بسبب علاقاته القوية مع جهات عُليا من المخابرات الأسدية. وعرض الفيلم وثائق سرية من وزارة الداخلية، تؤكد أنه منذ عام 2009 عُرف أن النشاطات السياسية في ألمانيا تسبب عمليات تعذيب واعتقالات في سوريا ورغم ذلك تم ترحيل 100 سوري في 2009/2010 بينهم 14 على الأقل في السجن، حيث إن الحكومة الألمانية كانت على علم منذ سنوات بما يحدث، لكنها لم تمنعه حتى وقت قريب.