أيام مضت ولازلت أسمع صوته فى أذنى وأرى خياله أمام عينى،وهمساته تتدحرج بين جناباتنا ،انه الصديق "الحسينى ابوضيف " زهرة الصحافة المصرية ولؤلوة الحرية وينبوع الأمل النابض فى ظلام الليل ،السائر على طريق ملائكة الأرض فتلتقطه السماء سريعا لينأى بعيدا عن مشاكل الأرض ،بعدما وضع إصبعه فى فم الشيطان وإستشهد فى سبيل الدفاع عن الحرية . الحرية التى لايُريدها جماعة الإخوان المسلمين ،التى ترغب فى حرية التعبير والنحو والصرف فقط ،أما حرية الإبداع فلا أهلا ولا سهلا لأنها أداة التغيير وهى تسعى للهيمنة على الحكم ولم تتعظ وان كنت أتمنى ان يتعظ الرئيس من سابقه حتى لايلقى مصيره ،فيا سيادة الرئيس هل تعرف ان الحسينى لم يكن عنصريا ولم يكن منافقا ولاكذابا بمعنى أدق لم يكن إخوانيا وهل تعرف ان أسرته متوسطة الحال كانت ترى الأمل فى ابنها الشاب الذى خرج من كنفها وبعد عنها أياما وأياما ليرسم مستقبله حتى تتباهى به أمام الناس وقد كان.
سيادة الرئيس لم يكن فى بال أسرة الحسينى والكثير من أبناء بلدته الذين تشبث بهم الأمل فى شخصك لتُرسى بالسفينة بر الأمان ان يكون الغدر هو منتهاه ولم يُدرك أصدقائه من أبناء مهنته ان تُحاربهم فى أرزاقهم فتسعى لغلق منابر مرئية ومقروءة .
سيادة الرئيس انت لاتعرف الحسينى الذى حلم بأن يكون له أسرة طليقة لاترى الدماء سوى فى يوم الأضحى،فما كان من أبناء عشيرتك إلا قتلوه غدرا وخديعة وهو حامل همه وألمه وقلمه،رحل وستُسأل عن مقتله.
سيادة الرئيس هل رأيت الحسينى قبل ان يقتله بنى أهلك وحذائه كان قد أوشك على ذوبان الملح فى الماء جراء سعيه وراء الحقيقة فى ميادين مصر وشوارعها التى ربما لو سألتها لنطقت لقد مر الحسينى من هنا غاضبا ثائراً منك وممن قتله.
سيادة الرئيس اعتقد انك لم ترى الحسينى ولن تراه بعد الدم الذى أغرق رأسه التى ما نامت إلا وفكرت فى نظامك كيف ومتى سترحل؟
سيادة الرئيس رحل الحسينى وبقيت ذكراه،بقى قلمه وروحه وآلة تصويره التى إشتراها وتسببت فى مقتله رغم تعاون خلايا جسدة فى تدبير قيمتها،و ياليتها سُرقت قبل ان ترى أعوانك فى محيط قلعتك الورقية يُطلقون عليه رصاصة النجاة من نظامك.
سيادة الرئيس لقد إرتدى زملاء ورفاق الحسينى سُترة الغضب ،بعدما تكالبت جماعتك عليهم وملأوا أقلامهم بحبر أحمر مأخوذ من دمه حتى يكتبوا ما يُمليه عليهم صديقهم الراحل فى منامهم.
سيادة الرئيس رحل الحسينى وسترحل أنت،رحل وكلنا يعلم أين ذهب ومن قام بحمل جثمانه الطاهر إلى مثواة الأخير ،لكنك لاتعلم لأن الله وحده هو الأعلم أين سترحل ومن سيحملك؟ سيادة الرئيس قتلت صديقى وما أنت بصديقى،قتلت القُبلة على وجه أمه فأحذر من لعنة صديقى الغاضب حتى ترحل.