قليلا فى القاهرةوالجيزة و17 مزلقان فى الإسكندرية وبنى سويف الأكثر خطرا سائقين لبوابة الفجر : المنظومة كلها تحتاج تطوير ونستخدم ككبش فداء
رمضان الجندى : لايزال هناك 900 مزلقان من اصل 1300 مزلقان يهددو بكورث
خليل شعث : الامر يحتاج اكثر من عام والامر نتيجة عشوائيات
إذا أردنا ألا تتكرر مأساة أسيوط مرة أخرى فلا بد من وضع حل لما يسمى بالمزلقان ذلك المكان الذى يحاصر أرواحنا فى كل يوم فى مصر كلها فالأمر لا يقتصر عن أسيوط أو حادثة بعينها إن الأمر يشمل مصر كلها .
إنفطرت قلوب الأمهات وإعتصرت قلوب الأباء على أولاد لهم ماتوا فى هذا الحادث الأليم بل كم قلب وكم روح قد ذهبت فى مصر بسبب تلك الحوادث حوداث النقل والمواصلات.
فى مصر يوجد العديد من المزلقانات التى تحيط بمصر من الإسكندرية إلى أسوان مما يعنى ان الموت يحاصرنا ولعل القاهرةوالجيزة من المحافظات التى يندر فيها مثل تلك الأمور .
المزلقانات توجد فى مصر كلها ففى الإسكندرية يوجد 17 مزلقان بطول قطار أبو قير وهذه المزلقانات تحصد الأرواح وكان أخطرها هو المتواجد فى "سموحة" الذى كان سيشهد مأساة أخرى على غرار مأساة اسيوط والعناية الألهية وحدها هى من أنقذت التلاميذ بعد تعطل ميكروباص وإنتهى الأمر بأن أخرج السائق التلاميذ ولقى هو مصرعه إثر هذا الإصطدام.
ايضا فى الدقهلية وتحديدا فى المنصورة يوجد المزلقان فى شارع عبد السلام عارف وهو يفتقد أدنى وسائل الأمان.
اما فى "بنى سويف" وحدها والتى تعد من المحافظات التى تواجه الخطر يوميا يوجد 76 مزلقان والبوابة الإلكترونية أمام المزلقنات لا توجد إلا فى "5 "فقط وقد حصدت تلك "المزلقنات" فى حوادث متفرقة ما يقرب من 20 ضحية طبقا لإحصائيات مركز معلومات محافظة بنى سويف إن عدد المزلقنات غير الآمنة بداية من "الواسطى" يصل إلى "76 "مزلقان إضافة إلى محافظات المنياواسيوط والأقصر وهى الأخرى تسير على نفس المنوال.
حوادث الطرق فيما يتعلق بتصادم القطارات هو امرمتكرر ولعل ابشعه هو ماحدث عام 2002 فى قطر الصعيد وأخيرا فى قطار الفيوم وكان جزء كبير منها سببه المزلقانات ورغم أن عدد عمال السكك الحديدية يقترب من 86000 عامل فى جميع التخصصات وهناك ورش لصيانة تلك المزلقانات ولكن واضح ان تلك المشكلة غير مستقرة حتى الآن.
ويقول "محمد بسيونى" سائق قطار بمحطة مصر إن مأساتنا كبيرة ولا تخص فرد بعينه ومأساتنا اليومية هى سوء حالة الجرارة والعربات التى لا تصلح لنقل أى شيئ إضافة إلى الإشارات التى تكون دائمة التعطل لعدم وجود منظومة الإشارات فهى تتوقف فجأة بل والأخطر من ذلك أن القطار يستمر فى السير دون إشارات وهو ما يؤدى إلى كوارث.
وأضاف "بسيونى" إن من يتهمون عمال المزلقانات هم فى الحقيقة ظالمون فنحن نعمل ضمن مؤسسة وأساسيات تلك المؤسسة منهارة ونستخدم نحن ككبش فداء ليس أكثر وهذا تكررمع قطار الصعيد وغيرها فما ذنبنا إن كان أكثر من نص الجرارات معطلة وقطع الغيار متهالكة وداخل الجرار يوجد " ايه تى سى " أو الصندوق الاسود وهو المسئول عن تحديد السرعة والمسافة ووقت دخول القطار للمحطة ومعظم السائقين لا يعرفون عنه شيئا لإنهم غير مؤهلين لذلك.
اما "السيد إبراهيم" عامل مزلقان فى الجيزة قال إن المزلقانات بمجرد تحرك القطار يقوم المراقب بلمحة بالإتصال بعامل المزلقان ليخبره بتحرك القطار ليقوم بفتح المزلقان او إغلاقه ولكن هذا لا يحدث وكثيرا ما يجد السائق نفسه امام مواطنين والمزلقان مفتوح مما يسبب الموت للكثير من الأشخاص إضافة إلى العلامات الفسفورية التى تنبه السائق عن دخول المحطة وهى غير موجودة ويضطر السائق الإعتماد على عامل الشبورة الذى يقوم بوضع كبسولة تفجر بمجرد دخول القطار مؤكدا إن العشوائية هى التى تفرض سيطرتها على مزلقنات مصر ومن الصعب على اى عامل مزلقان التحكم فى الأمر ومع الحوادث فالأمر يحتاج إلى الدولة بأجهزتها
"رمضان الجندى"، رئيس النقابة العامة للعاملين بهيئة السكك الحديدية قال أن خطة تطوير المزلقانات التى أطلقتها الحكومة سابقا، منذ عامين، لم تنته حتى الآن، مشيراً إلى أنه جرى تطوير 400 مزلقان من إجمالى 1300، ولا يزال900 مزلقان دون تطوير ما يهدد بكوارث جديدة فى المستقبل.
وأضاف" الجندى" إن الميزانية المخصصة من الهيئة والوزارة، للتطوير، ضعيفة، خصوصا أن بعض مراحل التطوير تحتاج تكلفة عالية.
وأشار "الجندى" إلى أن هناك مزلقانات تحتاج أجراسا ومصابيح إضاءة لا يتعدى ثمنها 1000 جنيه فقط مشددا على ضرورة القضاء على الفساد الموجود بالهيئة الذى تسبب فى كل الحوادث حتى الآن.
وألقى رئيس النقابة، بجزء من المسئولية على عاتق المصريين وسلوكهم فى التعامل مع الكبارى والأنفاق فى عدد من المناطق التى جرى تطويرها، قائلاً: "الناس بيكسلوا يطلعوا كوبرى أو ينزلوا نفق، ويفضلون السير بعض الأوقات فى أماكن غير مجهزة أو مؤهلة للعبور".
اما الدكتور "خليل شعث" مستشار محافظ القاهرة قال إن قضية المزلقانات هى جزء من مشكلة العشوائيات فى التخطيط للمحافظات مشيرا إلى أن كل المحافظات تقريبا تعانى من تلك المشكلات التى هى فى الحقيقة مواجهة للموت.
واضاف شعث من المفترض أن يكون هناك متابعة جيدة وأن يكون هناك تطور ملحوظ فى منظومة السكك الحديدية خاصة إننا من أقدم الدول فى تعاملنا مع السكة الحديدية ولا بد من التطوير ولكن هذا لن يحل فى عام أو اكثر لإننا نحتاج ميزانية ضخمة واعتقد أن هيئة النقل العام بدأت فى التطوير ولكن الأمر لم يصل إلى الحد اللازم ولذلك حدثت تلك الكوارث وإلا هل سنعيش فى تلك الحالة من الرعب يوميا ام ان كارثة اسيوط ستجنبنا الكثير من الكوارث وهل ستظل حكومة قنديل صامتة وتكتفى بنقل وزير وإتيان آخر أم سيكون لديها الحل؟!
طرق "المزلقانات" المنتشرة على طول محافظات مصر، والتى تعد خطرا حقيقيا يهدد أرواح المواطنين، حيث يوجد فى محافظة المنيا 9 مزلقانات بمختلف مراكز المحافظة، تهدد بوقوع كارثة حقيقية فى حال حدوث أى خلل للقطار، وتقع هذه المزلقانات التسع وسط تكدس كبير من المواطنين من خلال أسواق الخضر والفاكهة المنتشرة حولها، والتى يقوم الباعة الجائلين باحتلال قضبانها والجلوس عليها، وممارسة أعمال البيع والشراء، دون وجود رقيب، فى الوقت الذى تخلو فيه تلك المزلقانات من الحواجز الحديدية التى تستطيع منع السيارات من الوصول للمزلقان، بالإضافة إلى أن أصوت أجراس التحويلة تتلاشى وسط أصوات المواطنين والباعة.