أعلنت ليبيا رسمياً، السبت، أنها عثرت على رفات منصور الكيخيا أحد أبرز المعارضين للنظام السابق، بعد أكثر من 22 عاماً على اختطافه من مصر وقتله على أيدي أجهزة نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الليبية أن نظام الطغيان اختطف المعارض منصور رشيد الكيخيا، ثم قتله وأخفى جثمانه ما يدل على أنه "كان يخشاه ميتاً أكثر مما كان يخشاه حياً". ووصف الوزارة الكيخيا بأنه "مثال للمواطن الليبي الغيور الذي وهب حياته لخدمة بلاده وشعبه"، مشيرةً إلى أنها ستقيم حفلاً تأبينياً للكيخيا في مطلع ديسمبر القادم ونقل جثمانه إلى مدينة بنغازي مسقط رأسه لدفنه هناك. وكان محمود الكيخيا شقيق الراحل، قد كشف خلال الأيام الماضية عن أن الجثة التي عثر عليها مؤخرا في أحد المنازل بالعاصمة طرابلس تعود لأخيه منصور المعارض الليبي الذي اختطفته أجهزة النظام السابق من مصر 1991. وﻗﺎل ﻣﺤﻤﻮد الكيخيا: إن «تحليل الحامض النووي (دي. إن. إيه) أثبت أن الرفات التي تم العثور عليها ﻓﻲ ﻓﯿﻼ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺠﮭﺎز اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻠﯿﺒﯿﺔ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ طﺮاﺑﻠﺲ تتطابق ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺔ وأوﻻد ﻣﻨﺼﻮر»، مضيفا أن «ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ اﻟﺠﺜﺔ ﻣﻦ ﺣﯿﺚ اﻟﺒﺸﺮة واﻟﻄﻮل ﺗﺸﯿﺮ إﻟﻰ أﻧﮭﺎ ﺗﺨﺺ ﻣﻨﺼﻮر، وهﻨﺎك طﻌﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺪر، ﻟﻜﻦ أﺳﺒﺎﺑﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﻣﻌﺮوﻓﺔ، وﺳﯿﻌﺎد ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﻘﺮﯾﺮ اﻟﻄﺐ اﻟﺸﺮﻋﻲ ﻣﺠﺪدا ﻟﺘﻮﺿﯿﺢ ﺳﺒﺐ اﻟﻮﻓﺎة». وذﻛﺮ محمود أن رﺋﯿﺲ ﻣﺨﺎﺑﺮات اﻟﻘﺬاﻓﻲ وﺻﮭﺮه ﻋﺒﺪ ﷲ اﻟﺴﻨﻮﺳﻲ، اﻋﺘﺮف ﺑﺨﻄﻒ ﻣﻨﺼﻮر، وﻗﺎل إن من ﻛﺎن ﻣﻜﻠﻔﺎ ﺑﮭﺬه اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ هﻮ وزﯾﺮ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ اﻟﻠﯿﺒﻲ اﻷﺳﺒﻖ، إﺑﺮاهﯿﻢ اﻟﺒﺸﺎري، اﻟﺬي ﻋﻤﻞ ﺳﻔﯿﺮا ﻟﺪى ﻣﺼﺮ ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﺧﺘﻄﺎف ﻣﻨﺼﻮر. وروى «ﻣﺤﻤﻮد» أن اﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي ﺗﻢ فيه اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺟﺜﺔ ﺷﻘﯿقه ﻣﻨﺼﻮر هﻮ ﻣﻘﺮ ﺗﺎﺑﻊ ﻟﺠﮭﺎز اﻟﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﻠﯿﺒﯿﺔ، ﯾﺴﻤﻰ «ﻣﻜﺘﺐ اﻟﻨﺼﺮ» ﻓﻲ طﺮاﺑﻠﺲ، ﻣﺸﯿﺮا إﻟﻰ أن «اﻟﻮﻗﺖ ﻛﻔﯿﻞ ﺑﺄن ﯾﻈﮭﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت. ﺷﻘﯿﻘﻲ ﻗﻀﻰ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات، وﺗﻮﻓﻲ ﻋﺎم 1997. هﻢ ﯾﺰﻋﻤﻮن أن اﻟﻮﻓﺎة طﺒﯿﻌﯿﺔ، ﻟﻜﻦ هﻨﺎك ﺷﻜﻮكا ﺑﺸﺄن ذﻟﻚ». ويعتبر منصور الكيخيا رجل قانون مميزًا وكان المدافع عن حقوق السجناء في بداية السبعينات وعمل بوزارة الخارجية أثناء فترة حكم القذافي غير أنه كان يمارس عمله باستقلالية تامة ويحتفظ بآرائه في أغلب القضايا. وكشفت ﻣﺼﺎدر ﻟﯿﺒﯿﺔ «أن اﻻﺗﮭﺎﻣﺎت ﻗﺪ ﺗﻄﺎل اﻟﺮﺋﯿﺲ المصري السابق ﻣﺒﺎرك ﻧفسه وﺑﻌﺾ أﺑﺮز ﻣﻌﺎوﻧيه ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺪور اﻟﺬي ﻟﻌﺒﻮه ﻓﻲ ﺗﺴﮭﯿﻞ اﺧﺘﻄﺎف اﻟﻜﯿﺨﯿﺎ، وﻋﺪم ﻗﯿﺎﻣﮭﻢ ﺑﺘﺄﻣﯿنه ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺤﻮ اﻟﻜﺎﻓﻲ ﺧﻼل ﻓﺘﺮة إﻗﺎﻣته ﻓﻲ اﻟﻘﺎهﺮة، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﺪم إﺛﺎرة ﻣﺼﺮ ﻗﺼﺔ اﺧﺘﻄﺎفه ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺎد ﻣﻊ اﻟﻘﺬاﻓﻲ ﻻﺳﺘﻌﺎدته ﻻﺣﻘﺎ».