اعتبر الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط أن اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار فى قطاع غزة جاء فى ظل متغيرات جديدة تشهدها المنطقة وكان من ابرزها أن اسرائيل فشلت فى تطويع أرادة المقاومة الفلسطينية، حيث أكدت المعارك التى جرت على مدار الثمانية ايام الماضية أن المقاومة لاتزال تملك توازن الردع بعد أن امطرت التجمعات السكنية الاسرائيلية وضواحى تل ابيب والقدس بأكثر من الف صاروخ وأن اسرائيل فوجئت بصواريخ تم تصنيعها محليا فى غزة. وقال الزيات فى تصريحات خاصة لوكالة انباء الشرق الاوسط إن هذا الاتفاق جاء فى ظل تعثر التفاوض بسبب رفع كلا الجانبين للمطالب وقد حاولت اسرائيل أن تضيف ابعادا سياسية للاتفاق وحرصت على ضرورة أن تكون وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون حاضرة لتؤكد أن امريكا ماتزال تمتلك اوراق اللعب وانها قادرة على التحكم فيها. وأكد أن الموقف المصرى خلال هذه المرة لم يكتف بدور الوسيط لكنه انحاز إلى المقاومة الفلسطينية والتى شعرت ان مصر عادت كمرجعية قوية لهم وللقضية الفلسطينية . واكد الزيات أن الحضور المصرى كان واضحا وايجابيا بشكل كبير وأن الضغوط التى مارستها مصر على اسرائيل كانت احد الاسباب الرئيسية فى تهدئة الموقف الاسرائيلى لانها وضعت اسرائيل والولايات المتحدة امام خيار جديد يمكن تذهب فيه مصر إلى موقف تخسر اسرائيل فيه الحد الادنى الباقى فى العلاقات بين البلدين ، كما يمكن أن تذهب مصر بعيد عن السياسة الامريكية وتتخذ مواقف اقليمية قد لاتتوافق مع المصالح الامريكية . واوضح انه من هذا المنطلق كان الحرص الامريكى والاسرائيلى على التجاوب مع الدعوة المصرية لوقف اطلاق النار والتهدئة . ونوه الدكتور محمد مجاهد الزيات رئيس المركز القومى لدراسات الشرق الاوسط بدور المخابرات المصرية فى التوصل الى اتفاق الهدنة ممثلة فى رئيسها وفريق العمل الذى انخرط فى عملية التفاوض والذى اصبحت لديه خبرة متراكمة حول فن " التفاوض الاسرائيلى والتعامل معه ومعرفة قوية بشخصيات التفاوض الاسرائيلية " فضلا عن علاقاتهم المتميزة بالفصائل الفلسطينية وهو ما وفر لهم مناخا ايجابيا لتحقيق اتفاق الهدنة . ونبه الزيات الى ما ذكره خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس ، ورمضان شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي فى حديثهما عن الحضور الايرانى فى الازمة الحالية من خلال ما اعلناه ان السلاح الذى تم تهريبه كان بعضه من ايران والبعض الاخر ممول من ايران، معتبرا أن ذلك امرا يثير القلق لدى مصر لانه يؤكد الحضور الايرانى للمشاكل الامنية فى سيناء كما يخدم وجهة النظر الاسرائيلية التى تدعى بأن لايران حضورا كبيرا فى سيناء. وطالب الدكتورالزيات القيادات الفلسطينية بضرورة عدم الحديث فى مثل هذه الامور علنا حتى لاتستثمره اسرائيل وحتى لا يضر بالامن القومى المصرى . واكد الزيات فى ختام تصريحاته أن مصر مطالبة اليوم وهى تنحاز لموقف المقاومة بضرورة ان تمنع هذه المنظمات الفلسطينية عن استخدام الاراضى المصرية كمعبر لتهريب السلاح الى غزة وتقويض الامن فى سيناء والتى اصبحت حقيقة وليست اتهاما بحسب تصريحات مشعل وشلح ومما يزيد من خطورة ذلك ما اعلنته وزارة الداخلية المصرية ونشر فى الصحف اليوم عن ضبط 109 رءوس صواريخ مهرية من ليبيا وانه بالتأكيد كان المقصود عبورها الى قطاع غزة . وخلص الزيات إلى أن اتفاق الهدنة يحمل مصر وهى ضامن له - بعض المسئوليات السياسية وانه من المتصور ان تكون حركة حماس على قدر المسئولية وان تتجاوب مع التوجه المصرى الذى سيكون مساندا بالضرورة وضامنا فى نفس الوقت لاستمرار الهدنة وانه من المفيد ان نخرج من هذه الموقعة بارضية ومناخ يسمحا بتحقيق المصالحة ووحدة الصف الفلسطينى. ومن جانبه رحب السفير الدكتور محمد ابراهيم شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية باتفاق الهدنة الذى تم التوقيع عليه بين اسرائيل وحركة حماس . وأشاد بموقف مصر وقال انها لعبت دورا مهما فى اتمام هذا الاتفاق، مؤكدا أنه ونتيجة لهذا الدور تبين ان مصر قادرة على ان تتدخل وتوقف العدوان . واوضح ان المخابرات لعبت دورا مهما وكانت الطرف المهم فى المعادلة بما تتمتع به وتمتلكه من خبرات متميزة ممثلة فى رئيسها الحالى الذى اصبحت لديه خبرة واسعة فى شئون الملف الفلسطينى . واشار الى انه بالانابة عن اعضاء المجلس المصرى للشئون الخارجية نوجه التحية لمصر وللمسئولين الذين استطاعوا ان يتوصلواالى هذا الاتفاق المهم الذى يؤكد ان مصر بدأت الطريق فى استعادة دورها ومكانتها فى المنطقة دون انتقاص من حقوق الفلسطينيين وكرامتهم.