قالت مصادر امنية إسرائيلية اليوم الأحد، أن بعض الصواريخ الفلسطينية التي أطلقت على عمق إسرائيل خلال التصعيد في غزة، كان خالية من الرؤوس الحربية القوية بغرض إطالة مداها ونشر الذعر بين عدد أكبر من السكان. وقال مسئول إسرائيلي قدم تقريرا أمام الحكومة خلال مناقشاتها "تقييمنا أن أثر انطلاق صفارات الإنذار في عمق إسرائيل وأن تصبح الصورة أنهم يواصلون الحرب هو بالنسبة لهم الآن بأهمية إراقة دمائنا".
ولم يحدد المسئول ومصدران آخران تحدثا إلى رويترز في هذا الشأن، عدد الصواريخ الخالية من الرؤوس الحربية من بين نحو 900 صاروخ وقذيفة مورتر اطلقت منذ بدء الهجوم يوم الأربعاء.
وقال المسئول إن عددا "غير قليل" من الصواريخ التي وصلت إلى تل أبيب ومدن أقرب إلى غزة، صممت لتصل إلى مدى أقصر كثيرًا لكنها خففت من ثقل شحنتها المتفجرة حتى تقطع مسافات أطول.
وأضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه "أنها أنابيب في الأساس".
ولم تصدر حركة حماس التي تدير قطاع غزة أي تعليقات فورية على هذا الأمر، ونفت لجان المقاومة الشعبية -وهي جماعة فلسطينية تشارك في القتال المستمر منذ خمسة أيام- المزاعم الإسرائيلية.
وقال أبو مجاهد المتحدث باسم الجماعة إن قادة إسرائيل يحاولون طمأنة الإسرائيليين المذعورين بأن هذه الصواريخ ليست خطيرة، لكنهم لن ينجحوا في ذلك وأن الأيام القادمة ستثبت كذب مزاعمهم.
وأسفرت الهجمات الجوية والمدفعية على قطاع عزة عن مقتل نحو 56 فلسطينيًا معظمهم من المدنيين.
وقتلت الصواريخ الفلسطينية ثلاثة إسرائيليين وأصابت عشرات آخرين منذ يوم الأربعاء، مما أدى إلى حالة من الفزع دفع أعداد كبيرة من السكان إلى المخابئ.
وأصبحت تل أبيب هدفا من الجو للمرة الأولى منذ عام 1991 عندما أطلق صدام حسين، صواريخ سكود على المدينة.
وسقط صاروخ بالقرب من القدس للمرة الأولى منذ أربعة عقود.
وتضاربت البيانات من الجانبين بشأن حالة أكثر الصواريخ الفلسطينية فعالية، حيث تقول اسرائيل إن قواتها الجوية دمرت أغلبها على الأرض، بينما يؤكد النشطاء الفلسطينيون أنهم يواصلون قصف العمق الإسرائيلي.
ولليوم الرابع، أطلقت صواريخ اليوم الأحد، على تل أبيب التي تبعد حوالي 70 كيلو مترا عن حدود غزة.
وتسببت الصواريخ في انطلاق صفارات الإنذار في المدينة وضواحيها، وتمكن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ، من اسقاط صاروخين.
وقال مصدر ثالث يتلقى معلومات منتظمة من القوات الجوية الإسرائيلية: إن بعض الصواريخ الفلسطينية التي وصلت إلى أبعد مدى حتى الآن كانت تحمل رؤوساء متفجرة أخف مما صممت له.
وأضاف "نعم حدث ذلك لزيادة المدى، لكن ليست لدينا مؤشرات على استخدام صواريخ بدون رؤوس حربية".
ورفض الجيش والشرطة الإسرائيليان التعليق على الأمر.
وربما يرجع تضارب الروايات الاسرائيلية إلى صعوبة فحص حطام الصواريخ بعد اعتراضها أو لعدم إطلاع كل المصادر على بيانات المخابرات بشأن التكتيكات الفلسطينية.
وقالت حماس: إن الصواريخ التي أطلقتها على تل أبيب من طراز فجر-5 ذات التصميم الإيراني والتي يصل مداها إلى 75 كيلو مترًا، وتحمل رؤوسًا حربية يبلغ وزنها 175 كيلو جراما ويمكنها تدمير بنايات.