راهنت الجميع على أن بطولة الدورى العام لن تعود وكنت كلما سألنا أحداً عن عودة الدورى أجيب بكلمات وجيزة «هو يعنى إيه دورى؟» وهاجمنى الجميع كالعادة ولكننى صممت على موقفى الواضح من أن الدورى لن يعود ورغم تأكيد الكثيرين من أن استنتاجى كله خطأ إلا أننى كنت على يقين من أن الدورى لن يعود وانتظرنا جميعاً يوم 17 أكتوبر وهو الموعد الذى حدده السيد رئيس الوزراء ووزير الرياضة لعودة الدورى العام وتصادف أن كان الاجتماع الأول لاتحاد الكرة المصرى ورغم أن البعض أكد أن بياناً سيصدر بعد لحظات لتأكيد عودة البطولة إلا أن الحقيقة ظهرت بعدها مباشرة عندما أعلن اتحاد الكرة أنه لا يملك أية موافقات أمنية لاستئناف مسابقة الدورى العام، ورغم المحاولات المستميتة التى بذلها وزير الرياضة لإنقاذ المسابقة إلا أنها كلها باءت بالفشل لأن الأمر كان أكبر منه بكثير جداً لذلك أسقط فى يد الرجل فكل وعوده ذهبت أدراج الرياح رغم أنه حصل على تأكيدات من رئيس الوزراء بعودة النشاط فى موعده، خصوصاً أنه اجتمع مع أسر الشهداء وحاول أن يجتمع مع بعض المشجعين الذين رفضوا الاجتماع بهم فكان عليه أن يفهم الرسالة مباشرة من أنهم يجتمعون مع من هو أكبر منه بكثير لذلك كانوا على يقين من أن الدورى لن يعود بل إنهم راهنوا الجميع على عدم عودة النشاط والحقيقة أنهم فازوا بالرهان بل سيفوزون بكل الرهانات المقبلة لأنهم مسنودون ممن هو أكبر بكثير من الوزير لذلك أرجو من سيادتكم أن يفهمنى أحد يعنى إيه دورى كورة؟.. وأؤكد لكم مرة أخرى أن الدورى لن يعود إلا بعد أن يعطى قادة الجماهير المتعصبة الأمر.. ولله الأمر من قبل ومن بعد. بخطأ مطبعى تغير عنوان المقال السابق من «الفزاعة» إلى «فزاع»، وهو خطأ يحدث فى كل الدنيا لذلك رأيت أن استمر فى نفس الموضوع هذا الاسبوع لأننى وبصراحة شديدة أكتب مقال الاسبوع وأضع يدى فوق قلبى من ألا أكون معكم فى الأسبوع التالى فالفزاعة فوق رءوسنا جميعاً والأمر واضح للجميع، فالإعلام أصبح يشكل أكبر خطر على النظام الآن وكل يوم تأتينا التعليمات والتوجيهات بالتوقف عن الحديث فى أمور كنا نتكلم فيها من زمن قريب بحرية وقوة، أما الآن فالفزاعات أصبحت متوفرة، مرة فزاعة الكسب غير المشروع.. ومين عارف يمكن بعد يوم أو أيام نجد أنفسنا «لابسين فى الحيط» لمجرد أنك تتحدث بلسان الناس، والغريب أن أحداً لا يعترض بل يقرأ الخبر ويكتفى بمصمصة الشفايف والتحسر على حرية الإعلام، أو تجد فزاعة أخرى وهى مظاهرة تهتف وتغنى بل وتمنع الإعلاميين من ممارسة دورهم المعتاد لدرجة وصلت إلى اقتحام مدينة الإنتاج الإعلامى دون أن يجرؤ أحد على توجيه ولو حتى اتهام بالازعاج لأبنائهم الحلوين الطيبين، بل إن التصريحات خرجت لتؤكد أنهم جاءوا مسالمين وخرجوا مسالمين دون أدنى مشكلة فقط منعوا دخول وخروج المذيعين والموظفين ولما استعملنا حقنا الطبيعى فى عمل بلاغات ومحاضر لم يحدث شىء على الاطلاق وكأننا ننفخ فى قربة مقطوعة والفزاعات أيضاً موجودة فى الهيئات القضائية لدرجة أننا رأينا بعضاً من رموز القضاء يهددون بالإقصاء والعزل لمجرد وقوفهم ضد التيار وتمسكهم بالثوابت والمبادئ التى تربوا عليها طوال عمرهم ويبدو أنهم سيدفعون الثمن غالياً فى المستقبل القريب لأنها معركة لن يستسلم فيها الطرف الآخر وسيجاهد بكل الفزاعات للسيطرة على كل شىء.