استمعت اليوم الأحد، محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله، إلي مرافعة دفاع المتهم السابع عشر، طلعت أحمد نبوى القواس، رجل أعمال وعضو مجلس الشعب السابق عن دائرة عابدين، فى قضية " موقعة الجمل ".
بدأت مرافعة المحامي جميل سعيد، بتلاوة الآية الكريمة " وإن ينصركم الله فلا غالب لكم "، ودفع المحامي بتناقض أقوال الشهود وانتفاء علاقة المتهم بالجريمة، وأمر الإحالة، وخلو الأوراق من ثمة دليل على المتهم, مؤكدا أن أحد شهود الإثبات موجه له تهمة الشهادة الزور. واستكمل " سعيد " المرافعة قائلا " لا يستطيع أحد أن ينكر بأن المحكمة قد حققت الواقعة بشكل كامل وحققت المرافعة الشفوية للدفاع , واشار الى ان امر الاحالة قال ان المتهمين بالاشتراك مع مجهولين وسؤال شاهد الرؤية الوحيد اللواء حسن الروينى ولم يسند ايهم الى المتهمين ثمة اشتراك أو تحريض ". وأضاف أن أمر الأحالة نأى بالمتهم رقم 17 عندما حدد ادور المتهمين وخلت الاوراق من دليل بانه نظم او ادار جماعة ارهابية , وايضا لم يكن هناك جمالا وانما جمل واحد.
كما استمعت المحكمة إلي مرافعة دفاع المتهم السادس عشر، رجب هلال حميده، عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة عابدين، والذي شبه القضية بأنها مثل قضية الأسلحة الفاسدة فى مصر، والقضية التى وصلنا فيها لعدم معرفة الفاعل الأصلى , مشيرا بان هذه القضية هى عنوان للكيدية والتلفيق لاشرف الناس – يقصد حميدة.
وأضاف، أن حميدة، كان رجل معارض يكرهه الحزب الوطنى وأنه كان ينجح دائما فى دائرة عابدين بمساندة رجالها فقط، دون حزب أو غيره، بحكم تواجده مع أهل الدائرة طوال عمره، ودعمه لهم ومشاركتهم الأحزان قبل الأفراح، واستشهد الدفاع باكتفاء حزب الحرية والعدالة بتقديم مرشح فئات فقط ،وعدم الدفع بمرشح عن العمال لأنهم دائما كانوا يخسروا ذلك المقعد بسبب حميدة.
وتعجب الدفاع من بعض الاوصاف التى ساقتها النيابة العامة ضد حميدة بأنه كان يسعى وراء الشهرة "ويطبل" للنظام، وقال الدفاع كيف ذلك ورجب يتمتع بصيت وشهرة كبيرة ؟ ويتمكن من الظهور فى جميع البرامج؟.
ووصف الدفاع، اللواء حسن الروينى الذى حضر للشهادة فى القضية، بأنه " كذاب "، وتسائل كيف يقول الروينى أنه لا يعلم بينما كانت وسائل الإعلام تحذر فى نداءات مستمرة، المتواجدين بميدان التحرير وتطالبهم بإخلائه لاحتمال تعرضهم لهجوم بقنابل الملوتوف الحارقة ؟
واشارالى ان تقرير لجنة تقصى الحقائق اشار الى ان من كان يطلق النار على المتظاهرين هم قناصة تابعين للداخلية, ودفع بانقطاع صلة رجب حميده بالواقعة، والدفع بالتراخى فى التبليغ, وخطأ فى الاسناد,واشار الدفاع الى ان حميدة هو رجل درس علوم القران والسنة بمكة المكرمة ولان الله انعم عليه فتم القاءه بالباطل. وطلب المحكمة بأن تتصدى للقضية طبقا لنص المادة 11 من قانون الاجراءات الجنائية، وأن تحقق في القضية تحقيقا جنائيا، وتستمع لأقوال كل من وجهه إليه اتهام فيها حتى نصل إلى الحقيقة.
بعدها سمحت المحكمة للمتهم رجب هلال حميدة بالخروج من قفص الاتهام للدفاع عن نفسه، وكان مرتديا ملابس السجن البيضاء، ووضع حول رقبته سبحة طويلة جدا وفى يديه حقيبة هاند باك وفى اليد الأخرى أكياس بلاستيك ومذكرات، ووقف أمام المحكمة مرتعشا. وبدا حديثه قائلا : " السادة المستشارين الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اسمحوا لى فى البداية، أن أوضح أمرا حتى لا تختل الأمور لاننى سأرتكن إلى بعض الآيات القرآنية ". وقال مستعطفا القاضى "ادينى الفرصة الله يخليك ..أنا أحبك فى الله ..ربنا يبارك فيك ويصلح حالك ولا حول ولا قوة إلا بالله "، ووجه حديثه للمحكمة قائلا أنتم خلفاء الله فى أرضه، تنطقوا بلسان الحق ".
وأكمل حميدة بانه ظلم وتم سجنه وهو ابن العشرين عام، فى سجن استقبال طرة وسجن القلعة، وكان الشاهد الأول ضده فى هذه القضية اللواء فؤاد علام، مشرفا على عملية تعذيبه، وذلك بسبب التزامه وتدينه وقتها، ولأن والده انضم لجماعة الإخوان المسلمين. وفجر حميدة مفاجئة حين اكد أنه تم استبعاده من مجلس الشعب بتدبير حبيب العادلى وأحمد عز وعاطف عبيد، لأنه وقف يستجوبهم فى مجلس الشعب عن تسببهم فى هروب المستثمرين من مصر، وسرقة أموال الشعب من عدة بنوك.
وأكد " حميدة " أن رئيس المجلس السابق، أحمد فتحى سرور يشهد على ذلك، وأنه حماه وقتها من محاولة الفتك به، إلى أن تمكنوا من طرده من المجلس، هو وجمال حشمت، وطلعت القواس، بحجة تزوير الانتخابات التي كانت تتمتع باشراف قضائي، وكان يستحى من وضع مراقبين على الصناديق لأنه يقف عليها خلفاء الله فى الأرض، ويومها بكى حميدة وابكى المجلس كله بسبب الظلم الذي تعرض له وقال للجميع حسبى الله ونعم الوكيل.