واصلت اليوم محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بالتجمع الخامس برئاسة المستشار مصطفى حسن عبد الله مرافعة دفاع المتهم السادس عشر رجب هلال حميدة عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة عابدين فى قضية موقعة الجمل والمتهم فيها 25 متهمًا على رأسهم صفوت الشريف وفتحى سرور والمتهمان بالاعتداء على المتظاهرين السلميين بميدان التحرير خلال يومى 2 و3 فبراير 2011، مما أدى إلى مقتل 14 شهيدًا وإصابة أكثر من 1000 آخرين. وشبه دفاع حميدة القضية بأنها مثل قضية الأسلحة الفاسدة فى مصر والقضية الحلم والتى وصلنا فيها لعدم معرفة الفاعل الأصلى, مشيرًا إلى أن هذه القضية هى عنوان للكيدية والتلفيق لأشرف الناس ووصف المتهم حسين مجاور بأنه أيوب القضية. وأشار إلى أنه سيق حميدة فى هذه القضية ليكون من المعارضين لتكتمل باقة المتهمين من رجال المال والأعمال ورجال القانون ومسئولى النظام السابق, مشيرًا إلى أن التاريخ سوف يعيد هذه القضية أكثر من 10 مرات. وتعجب الدفاع من بعض الأوصاف التى ساقتها النيابة العامة ضد رجب بأنه كان يسعى وراء الشهرة "ويطبل" للنظام، وقال الدفاع كيف ذلك ورجب يتمتع بصيت وشهرة كبيرة ويتمكن من الظهور فى جميع البرامج ويتمتع بشخصيته وأسلوبه المميز، وكيف يوالى النظام وهو عدوه وخصيمه على مقعد العمال فى عابدين. ووصف الدفاع إلى أن اللواء حسن الروينى الذى حضر للشهادة فى القضية بانه "كذاب وما قلش الحقيقة والميدان غرق دم وكان فى قتلة كتير قوى" وتساءل كيف يقول الروينى إنه لا يعلم بينما كانت وسائل الإعلام تحذر فى نداءات مستمرة المتواجدين بميدان التحرير وتطالبهم بإخلائه لاحتمال تعرضهم لهجوم بقنابل الملوتوف الحارقة، ونداء للأهالى بالاتصال بأبنائهم ومطالبتهم بإخلاء الميدان حتى لا يتعرضوا للخطر. قرر بأن القائم بأحداث 2\2\2011 هم رجال الشرطة والدليل ثابت فى الأوراق منهم متهمون ماثلون فى قفص الاتهام وهناك ضباط آخرون جاءت أسماؤهم ومنهم محمد الألفى والذى تم استبعاده مع العلم على وجود 4 شهود شاهدوا بجلبه للبلطجية للتعدى على المتظاهرين بميدان التحرير، وكذلك الضابطين محمد السيد, ومحمد بكرى, و6 ضباط آخرين جاءوا فى بلاغ جمال تاج الدين, ودفع ببطلان شهادة 4 شهود ومنهم إبراهيم متولى ومادى فكرى وعلى عبد الجابر والذين شاهدوا ضد موكله لأنها وليدة إكراه معنوى من جمال تاج الدين وكان هناك تناقض واضح فى أقواله من حيث المكان والوقت. وأشار إلى أن تقرير لجنة تقصى الحقائق أشار إلى أن من كان يطلق النار على المتظاهرين هم قناصة تابعون للداخلية, ودفع بانقطاع صلة رجب حميدة بالواقعة والدفع بالتراخى فى التبليغ, وخطأ فى الإسناد, وأشار الدفاع إلى أن حميدة هو رجل درس علوم القرآن والسنة بمكة المكرمة ولأن الله أنعم عليه فتم إلقاؤه بالباطل فهذا الرجل له من المواقف التاريخية التى تشهد بها مصر فهو كان من أول المعترضين على تعديل الدستور وخاصة المادة 76 من القانون, كما أنه فى عام 2002 انتقد عاطف عبيد وحبيب العادلى اللذين طرداه من مجلس الشعب وانفصل بعد ذلك من المجلس وبعدها قام بتأليف كتاب تنبأ فيه بأحداث الثوة، وأنه فى يناير عام 2011 قام بعمل استجواب للدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء فى ذلك الوقت ووجه له العديد من الاتهامات وطالب الدفاع ببراءة المتهم من الاتهامات الموجههة إليه وطلب المحكمة بأن تتصدى للقضية طبقا لنص المادة 11 من قانون الإجراءات الجنائية وأن تحقق القضية تحقيقاً جنائياً وسماع أقوال كل من وجهت إليه اتهامات فيها حتى نصل إلى الحقيقة. وبعدها سمحت المحكمة للمتهم رجب هلال حميدة بالخروج من قفص الاتهام للدفاع عن نفسه وكان مرتدياً ملابس السجن البيضاء ووضع حول رقبته سبحة طويلة جدًا وفى يديه حقيبة هاند باك وفى اليد الأخرى أكياس بلاستيك ومذكرات ووقف أمام المحكمة مرتعشاً وبدا حديثه قائلا: السادة المستشارون الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اسمح لى فى البداية سيادة المستشار أن أوضح أمرًا حتى لا تختل الأمور لأننى سأرتكن إلى بعض الآيات القرآنية. وقال مستعطفا القاضى "ادينى الفرصة الله يخليك ..أنا أحبك فى الله.. ربنا يبارك فيك ويصلح حالك ولا حول ولا قوة الا بالله"، ووجه حديثه للمحكمة قائلا انتم خلفاء الله فى أرضه تنطقوا بلسان الحق لأن الحكم لله وحده، وأنا على يقين أن الله سينطق الحق على ألسنتكم، وقال للقاضى "قولوا هذا الكلام للنيابة الموقرة التى قالت إن شهود النفى جاءوا لمجاملة حميدة وأكمل حميدة بأنه ظلم وتم سجنه وهو ابن العشرين عام، فى سجن استقبال طرة وسجن القلعة، وكان الشاهد الأول ضده فى هذه القضية اللواء فؤاد علام مشرفاً على عملية تعذيبه، وذلك بسبب التزامه وتدينه وقتها، ولأن أبوه انضم لجماعة الإخوان المسلمين وصار عضوًا بارزًا فيها ومعلمًا للكثيرين من شبابها، ورغم ذلك لم ينضم للجماعة بل انضم لحزب الأحرار وتركه بعد حدوث خلافات لأنه لا يحب التنازع، ثم شارك أيمن نور وغيرهم فى تأسيس حزب الغد. وفجر حميدة مفاجأة حين أكد أنه تم استبعاده من مجلس الشعب بتدبير من حبيب العادلى وأحمد عز وعاطف عبيد، لأنه وقف يستجوبهم فى مجلس الشعب عن تسببهم فى هروب المستثمرين من مصر، وتجريف أموال الشعب من عدة بنوك، وأنه واجه العادلى بدفع رجل الأعمال أشرف السعدى للهجرة خارج مصر وتزوج من امرأته إلهام شرشر واستولى على فيلا خاصة به فى إحدى المدن الجديدة، وأكد حميدة أن رئيس المجلس أحمد فتحى سرور يشهد على ذلك، وأنه حماه وقتها من محاولة الفتك به، إلى أن تمكنوا من طرده من المجلس هو وجمال حشمت وطلعت القواس بحجة تزوير الانتخابات التى كانت تتمتع بإشراف قضائي، وكان يستحى من وضع مراقبين على الصناديق لأنه يقف عليها خلفاء الله فى الأرض، ويومها بكى حميدة وأبكى المجلس كله بسبب الظلم الذى تعرض له وقال للجميع حسبى الله ونعم الوكيل0 وأضاف بأنه بعد يوم موقعة الجمل ذهب وبصحبته محمد أبو العينين إلى الدكتور فتحى سرور بطلب إحاطة ومكنهم الدكتور فتحى سرور بذلك, وأضاف بأنه فى حياته لم يلتق بصفوت الشريف سوى مرتين الأولى عندما سطر مقالا انتقد فيه تاريخه فى جهاز المخابرات وتعفف عن الرد وتحدث معى فقمت بالرد فى مقال آخر أصلح ما أخطأت فيه، وقال كنت أعلم بوجود أجندات خاصة لدى الكثيرين، وأنه رفض دعوة حافظ أبو سعدة ونجاد البرعى وعمار على حسن بالذهاب معهم للميدان لإدلاء خطبة، واختتم كلامه مؤكدا أنه كان ضد الحزب الوطنى وسياساته وتعذب فى عهده وأقسم أنه لم يشارك فى جرم موقعة الجمل، وقال "اللهم اجعل لعنتك على وعلى أولادى إذا كنت من الكاذبين ...وحسبى الله ونعم الوكيل..وجميع من شهدوا ضدى كاذبون ظلموا عبدا فقيرا إلى الله هو حسبى أساله أن يغفر لى ولمن ظلمنى".