وكالات أفاد ناشطون سوريون بوقوع قتال عنيف في مدينة حلب واشتباكات متفرقة في أحياء العاصمة السورية الجنوبية. وقالت وسائل الاعلام الحكومية إن المسلحين المتمردين تكبدوا خسائر كبيرة في هجومهم الاخير في مدينة حلب الذي وصفوه بالحاسم للسيطرة على المدينة. وافاد ناشطون باستمرار القصف والاشتباكات في احياء عدة من حلب كبرى مدن شمال البلاد السبت، بعد أن شهد ليل الجمعة اشتباكات تركزت في الجنوب الغربي للمدينة، ووصفت بأنها معارك ضارية على نطاق "غير مسبوق" في العاصمة الاقتصادية لسوريا. ونقلت وكالة رويترز عن ناشطين سوريين عبر موقع سكايب افادتهم باحتراق مئات المحلات والمتاجر في السوق القديمة في مدينة حلب، مما يهدد بتدمير هذا الموقع التاريخي المسجل لدى منظمة الاممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو). واظهرت مقاطع فيديو نشرت على الانترنت سحب الدخان تتصاعد من سماء المدينة. ويقول الناشطون إن قناصة القوات الحكومية يجعلون من الصعب عليهم الوصول الى السوق القديم في المدينة، مشيرين الى أن الحريق ربما نجم عن القصف او الاشتباكات العنيفة التي دارت في المنطقة الجمعة. ويضيفون إن مابين 700 الى الف متجر قد دمرت جراء الحريق والاشتباكات، وهي معلومات يصعب التأكد منها في غياب وجود وسائل اعلام مستقلة أو مراقبين محايدين على الارض. وفي العاصمة دمشق شهدت الاحياء الجنوبية اشتباكات متفرقة السبت تزامنت مع تصعيد القوات النظامية هجماتها على مناطق في ريف دمشق القريبة من شرق العاصمة كان مقاتلو المعارضة عززوا تواجدهم فيها. ونقلت وكالة فرانس برس عن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان إفادته السبت بإندلاع "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب الثائرة في حي العسالي" جنوبدمشق، بعدما شهد حي التضامن في جنوب العاصمة اشتباكات مماثلة صباحا "تبعها انتشار للقوات النظامية في الحي وحملة مداهمات". واضاف عبد الرحمن إن استمرار الاشتباكات في الاحياء الجنوبية للعاصمة يدل على ان المقاتلين المعارضين "يحاولون ان يثبتوا للنظام انهم قادرون على التحرك في دمشق رغم الحملات الامنية، وان النظام غير قادر على انهاء وجودهم". واجمل المرصد حصيلة ضحايا أعمال العنف في المناطق السورية المختلفة السبت ب 72 قتيلا هم 31 مدنيا و26 جنديا نظاميا و15 مقاتلا معارضا. وكان قادة المعارضة المسلحة اعلنوا عن شنهم هجوما كبيرا وصفوه بالحاسم لتأمين سيطرتهم على كامل مدينة حلب. ويؤكد كلا جانبي النزاع وقوع اشتباكات عنيفة في انحاء المدينة، الا ان وسائل الاعلام الرسمية تقول ان هجمات المعارضة تكبدت خسائر كبيرة. وقال ناشطون إن نحو 150 شخصا قتلوا في سوريا يوم الجمعة، 40 منهم في حلب. ويقول مراسل بي بي سي جيم موير من بيروت إن ثمة علامات على أن المتمردين تنقصهم القوة النارية والقوة العددية لتحقيق تقدم مهم. ويضيف مراسلنا: وعلى العكس من ذلك يتمتع الجانب الحكومي باستخدام كامل لاسلحته الثقيلة ودباباته وباحتكاره للقوة الجوية. ويخلص موير الى أنه على الرغم مما تتمتع به القوات الحكومية فإنها لم تتمكن من طرد مقاتلي المتمردين العنيدين من العديد من احياء المدينة، حيث انتشر دمار كبير مع تواصل القتال في المدينة.