أ ش أ اعتبرت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية، أن: "أحداث العنف التي تفجرت الأسبوع الماضي في الشرق الأوسط، تظهر أن الهُوَّة بين العالمين الغربي والإسلامي لا تزال واسعة". وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير بثته، اليوم الاثنين، على موقعها الإلكتروني، أنه: "في غمرة الغضب الذي اجتاح السفارات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لدرجة مقتل أحد السفراء الأمريكيين هناك، وتحول قنصليته إلى رماد، أجرى الزعماء وهم يراقبون العاصفة اتصالات هاتفية؛ لبحث هذه التطورات". الرئيس محمد مرسي وقالت الصحيفة: "إن أي شخص يأمل في أن يفهم حقيقة وأسباب التصادم بين وجهات نظر العالمين التي تشكل واحدًا من أكبر التهديدات المعاصرة للتوافق العالمي، فسيحاول جاهدًا معرفة ما دار في المحادثة الهاتفية التي جاءت في وقت متأخر من الليل، واتسمت بالتوتر بين الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره المصري محمد مرسي." وأضافت الصحيفة، أن: "مناقشتهما كانت صريحة نسبيًّا؛ حيث يقود مرسي دولة صديقة تتلقى مساعدات أمريكية، تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار سنويًّا، ووعد بالتزام مصر بكافة الاتفاقيات الدولية". وتابعت، أن: "أوباما أراد فحسب تقليل سخونة الموقف، وتهدئة الرأي العام، وفوق كل شيء ضمان أمن الدبلوماسيين الأمريكيين في القاهرة". لكن الصحيفة قالت: "إن الرجلين تمكنا في الحقيقة من الاتفاق على القليل، ما عدا اشتراكهما في معارضة العنف؛ فقد قدم مرسي التعازي بشأن قتل الدبلوماسيين الأمريكيين في ليبيا، لكن مسؤولي البيت الأبيض، أفادوا بأنه انتهز الفرصة لكي يحتج بشكل مباشر لأوباما على "فيديو" موقع "يوتيوب"، الذي، كما هو واضح، تمت صناعته في كاليفورنيا، وأساء للرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"." واعتبرت صحيفة "ديلي تليجراف"، أن: "الرئيس مرسي بذلك كشف هُوة الخلاف بين الجانبين، واتضح فشل الغرب في فهم العالم الإسلامي، لدرجة أنهم وصلوا إلى حد الإرهاق". وانتقدت الصحيفة، إعراب مرسي، أول رئيس مصري منتخب بشكل حقيقي، عن غضبه بسبب فيلم ال"يوتيوب"، متسائلة عما إذا كان لا يدرك أنه يلوم الهدف الخطأ". ومضت الصحيفة تدافع عن أوباما؛ حيث قالت إنه: "أعرب عن اشمئزازه من الفيديو، وأنه لا يستطيع كرئيس للولايات المتحدة أن يكون مسؤولا عن أفكار وآراء وأفعال 300 مليون أمريكي". وأوضحت "تليجراف"، أنه: "لا يمكن حتى في مجتمع حر، أن يحظر على مواطنيه التعبير عن أنفسهم، حتى لو كانوا في بعض الأحيان يفعلون ذلك ببذاءة وقبح". مشيرة إلى، أن: "زعيم مصر الذي يتحدث اللغة الإنجليزية، قضى جزءًا كبيرًا من حياته في الولاياتالمتحدة، وحصل على الدكتوراه من جامعة جنوب كاليفورنيا، وقام بالتدريس في وقت من الأوقات في كلية أمريكية، بالإضافة إلى أن اثنين من أولاده ولدا في الولاياتالمتحدة، ويحملان جوازي سفر أمريكيين". ورأت الصحيفة، صعوبة أن تكون مصر لا تريد فحسب منع مواطنيها من التعبير عن الآراء التي يراها المسلمون مهينة، بل أن تكون حكومتها تفكر أيضًا في ضرورة تحريم ذلك عالميًّا، متناسية أن هناك دولا بها حرية تعبير، تنطوي دائمًا على حرية الإساءة للآخرين.