طالب مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة السفير دفع الله الحاج علي ، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بضرورة التدخل وإرسال رسائل عاجلة لحكومة جنوب السودان للكف عن دعم متمردي قطاع الشمال بولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وذكرت وكالة الأنباء السودانية اليوم السبت أن دفع الله اجتمع مع مون في نيويورك وقدم له شرحا حول تطورات التفاوض الجاري مع جوبا في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا ، وقال إن المعلومات التي وردت إليه من وفد بلاده المفاوض تفيد بأن هناك تقدما في المسائل المتعلقة بالعلاقات الاقتصادية والتجارية وعلاقة البنكين المركزيين والمعاشات والمتأخرات غير النفطية. وتوقع أن يتم التوقيع عليها بالأحرف الأولى في الوقت الذي يتواجد فيه رئيس وفد جنوب السودان المفاوض باقان أموم ، في واشنطن منذ فترة. وتناول المندوب التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال ، مشيرا إلى أن التفاوض المباشر معها لن يتم إلا بعد أن تعلن فك ارتباطها السياسي والعسكري مع الجنوب. وأوضح أن وفد بلاده كان حاضرا في الوقت المضروب بينما حضر وفدهم متأخرا وغادر بعد يومين إلى واشنطن والتي يتواجدون فيها حتى الآن الأمر الذي أعاق المفاوضات وأضعف جهود الوسطاء. ونوه دفع الله إلى تقاصر المدى الزمني لأجل المفاوضات ، طالبا إلى الأمين العام تدخله الشخصي وبذل مساعيه الحميدة بإرسال رسالة قوية لدولة الجنوب والحركة الشعبية قطاع الشمال لفك الإرتباط السياسي والعسكري بينهما فورا لأن ذلك لا يستقيم عقلا ويجافي القانون الدولي والأعراف الدولية. ورأى أن مثل هذا الوضع يعتبر وضعا شاذا وغريبا ، طالبا من مون أن تتضمن رسالته ضرورة مراعاة جوبا لمصالح شعبها وليس دعم ما يعرف بالحركة الشعبية قطاع الشمال والتي أصبحت تمثل عقبة أمام التوصل لعلاقات طبيعية بين الدولتين. وتطرق مندوب السودان الدائم لدى الاممالمتحدة السفير دفع الله الحاج خلال لقائه الأمين العام للامم المتحدة إلى موضوع إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وأكد التزام حكومة السودان بمذكرة التفاهم الموقعة مع الشركاء في الخامس من أغسطس الماضي بأديس أبابا .. موضحا أن تأخير التطبيق كان بسبب غياب ممثلي الشركاء عن ثلاثة اجتماعات دعت لها السلطات السودانية المختصة في هذا الخصوص. كما تناول المندوب موضوع الحدود .. مشيرا إلى زيارة وزير خارجيته علي كرتى الأخيرة لنيويورك أثناء فترة تواجد الأمين العام بمهمة خارجية ، مبينا أن هدف الزيارة كان هو شرح موقفنا من خريطة تابو مبيكي وضمها لمنطقة (الميل 14) جنوب بحر العرب. وعدد بالتفصيل كل الحجج التي تؤكد تبعية المنطقة للسودان منذ عام 1924 وكذلك أنها لم تكن منطقة متنازعا عليها وأن قوات جنوب السودان احتلتها. وأشار إلى أن هذا الواقع أخر الاتفاق حول إنشاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح ، وطلب من الأمين العام التدخل والطلب إلى دولة جنوب السودان سحب قواتها خارج منطقة (الميل 14) جنوب بحر العرب فورا لأن عدم امتثالها لذلك يعد انتهاكا للقرار 2046 الذي طالب بسحب القوات إلى خارج خط الحدود بين البلدين في أول يناير 1956.