إصرار الأمهات على شراء الشبكة رغم علمهم بغلاء أسعار الذهب.
الشبكه سبب من أسباب العنوسة.
الذهب الصيني بديلا للشبكة.
تحلم كل فتاة منذ أن تفتح عينيها على الدنيا بليلة العمر والفستان الأبيض الذي سترتديه في استقبال فارس أحلامها الذي سيأتي ليحملها بين يديه ليطير بها إلي عالمهما المشرق الذي سيزدان بأطفال أبرياء ولم تكن العروس وحدها هي من تحلم وتعد العدة لتلك الليلة بل إن والدتها هي الأخرى تحلم بليلة من ألف ليلة لتتفاخر بها أمام قريباتها وصديقاتها اللائي يأتين للعرس بفضول شديد وتتفنن الأم في تعديد مآثر عريس ابنتها ومحاسن عائلته علها تفوز بنظرة حقد وحسد منهن ليثبتن بالدليل القاطع نصر العروس وأمها بل إن هناك العديد من الزيجات التي قد تفشل بسبب إصرار الأهل علي إقامة عرس خيالي يقتنعون به وليسعدوا به أقاربهم.
شارع الصاغة :
الذي يقع بين شارع المعز لدين الله الفاطمى والحسين ' ذلك الشارع اللذى طالما اشتهر بأنه أغنى شوارع القاهرة وجاءت شهرته من تجاره المصوغات الذهبيه حيث يحتل المكانة الأولي لبيع شبكة العروسة .
الشارع يستوقف المارة لمتابعة أحدث المشغولات الذهبية خلف فاترينات محلات الذهب وهم يستمعون إلي صوت "الزغاريد" التي تملأ الشارع ليل نهار هنا وهناك.
يجمع شارع الصاغة كل الأذواق ومختلف الأوساط والطبقات حيث يفد إليه أبناء الطبقة الراقية للبحث عن طلبهم من الذهب والفضة والماس, وكذلك أبناء المناطق الشعبية لشراء شبكة العروس التي تناسبهم أيضا.. ولكن مع الارتفاع الرهيب في أسعار الذهب وظهور المشغولات الصينية في السوق المصرية.. أصبح الوضع مختلفا.
فنجد أنه مع الأرتفاع المتزايد لاسعار الذهب يزداد معها ارتفاع ضحايا العنوسه من الشباب والفتيات فقالت : رشا سامي 22 سنة بكالوريوس تجارة ، لازالت تتشبث بالذهب الأصفر كشبكة، رافضة تماماً فكرة الشبكة الفضة ، قائلة : " كيف أقبل بشبكة فضة وأنا لا أميل إلى الذهب الأبيض المرصع بالألماس رغم ذوقه الرفيع؟! ، والسبب في ذلك أن شكله قريب من الفضة .. إنني أكره الفضة حتى وإن كانت منافسة هذه الأيام للألماس " .
وهناك بعض الفتيات اللاتى عارضن آهلهن فى إصرارهم على إحضار شبكة فقالت سارة عزت 30 عاماً سنة بكالوريوس حاسب آلي ، لا تمانع في أن يحضر خطيبها لها شبكة من الفضة تيسيراً للأمور.
وتضيف : لقد أصبحت في عمر لا يسمح لي إلا بتيسير إجراءات الزواج ، وإلا لن أجد من يقصد باب منزلي ثانية ، ولأننا مجتمع يهتم بالمظهر أكثر من الجوهر لا أجد حرجاً في أن أقول أن شبكتي من الذهب الأبيض من أجل رفع قيمة خطيبي أمام العائلة والأصدقاء .
ومع سؤالنا لأحد العاملين بالمصوغات قال ابراهيم يوسف 63سنة انه يعمل بهذه المهنة منذ أن كان عمره 9 سنوات ويري اختلافا كبيرا بين سوق الذهب زمان وحاله الآن موضحا ان ارتفاع أسعار الذهب أصاب حركة البيع حيث أصبح سعر أقل طاقم ذهبي من حيث الوزن حاليا لا يقل عن ال 10 آلاف جنيه ويرجع ذلك إلي الارتفاع المستمر في سعر جرام الذهب وبالتالي ترتفع معه قيمة المصنعية مشيرا إلي ان سعر جرام الذهب عيار 21 كسر حاجز 215 جنيها وعيار 18 يتجاوز ال 185 جنيها بينما عيار 24 تعدي سعر الجرام ال 245 جنيها.
كل هذه الآراء وكل هذه المقترحات تصل بنا الى دخيل صينى انتشر بسرعه البرق فى الأسواق المصريه وهو (الذهب الصينى ) من هنا استغلت الصين بذكاء هذه الظاهرة العالمية "غلاء الذهب" وقامت بابتكار نوعية جديدة من الذهب عيار 12 ب22 جنيهًا، والتي أطلت برأسها في السوق المصرية لتحاول حل مشكلة الشبكة والعروس والزواج، فهي ابتكار جديد من ابتكارات الشعب الذي لا يهدأ ولا ينام إلا وفي رأسه فكرة جديدة وإنتاج جديد.والابتكار الجديد وهو الذهب الصيني له طبيعة وشكل الذهب المعروف نفسيهما، لكنه رخيص نسبياً.
وذلك يرجع إلى نسبة معدن الذهب فيه، لذلك أطلق عليه عيار 12. وفي الفترة الأخيرة ازداد الإقبال على الذهب الصيني، وتوجد منه تشكيلة جميلة في الأسواق بهرت العديد من المصريين.
ونتيجة لاختلاف التوقعات حول مستقبل الذهب الصيني في ظل بريق وشهرة الذهب العادي توجهنا إلى محمد منصور صاحب محل ذهب فقال: إن الإقبال على الذهب الصيني ضعيف جداً لأنه لا توجد قناعة لدى الناس بأن هذا النوع يستطيع منافسة العيارات الأخرى مثل 18 و21 و24، إلا أن هناك عدداً بسيطاً جداً من الناس أقبل على شرائه ليحل أزمة الزواج.
..ويرى منصور أن هذا النوع ليس له مستقبل في مصر لسببين، أولهما أن التجار لا يقبلون على شرائه، فإذا اشت ريت فلن تستطيع أن تبيع في الوقت الذي تحب.. وثاني سبب هو أن التاجر الذي سيوافق على شرائه سيتعامل معه على أنه عيار 9 مما سيبخس من ثمنه.
في النهاية يفيد الدكتور فرحات سعيد المنجي وكيل الأزهر الشريف سابقاً ، بأن الشبكة في الشرع وعد بزواج وهدية مقدمة من الخاطب للخطيبة ، ودليل على حسن نيته أو دليل عملي على مدي حرصه الشديد بالارتباط بهذه المرأة .
ويوضح د. فرحات أن الشبكة قديماً كانت عادة في صورة هدايا كوعد بالزواج من هذه المرأة ، بدليل أنه لو لم يتم هذا الوعد تكون الشبكة أو الهدايا من حق الخاطب وترجع له مرة أخري.
أما إذا قدمت بعد عقد العقد فهي لا ترد في حالتين ، إذا كانت الشبكة جزء من المهر الخاص بالعروس ، فإن طلقت فبل الدخول فلها نصفها فقط ، أما لو طلقت بعد الدخول فلها كل المهر أو كل الشبكة .
وحول رأي د. فرحات في أن تكون الشبكة من الفضة ، قال إنها هدية ، والهدية على قدر المهدي مهما كانت فاسمها هدية ويجب أن يكون غير مبالغ فيها تيسيراً للخاطب وهذه احدي الحلول في تيسير أمر الزواج وإتمامه ، واستشهد بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم " أيسرهن مهوراً أكثرهن بركة " .
وقدم د. فرحات بعض النصائح المهمة للمقدمين على الزواج :
أولاً : للزوج: أن يختار الزوجة الصالحة صاحبة الدين ، وأن ينظر إلى من تصلح أن تكون أماً لأولاده أو من يكون خالاً لأولاده ' إياك أن تنظر للمرأة ذات المال والجمال ، ويكون كل هذا همك فاختارها نقية تقية من أصل طيب .
أكرمها كما يقول النبي صلي الله عليه وسلم " ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم " .
ثانياً : للزوجة : لا تنخدعي بمظهر الرجل أو جماله ، أو الرجل الذي يقولون عنه " الدنجوان " أو الشاب الذي يقال عنه " الولد الفتك" .
كوني امرأة مثل النساء وليكن زوجك رجل كمثل الرجال .
اختاري حسن الخلق إن أبغضك فأرسلك إلى أهلك معززة مُكرمة .
كوني معه شريكة طيبة وإلا نزع الله البركة من بينكم .
هذه النصائح اظنها خير خاتمة لموضوع يشغل المجتمع ككل , يجب على كل أم قبل كل فتاة أن تقرأها وتعمل بها بدلا من تقليدها الأعمى للعادات والتقاليد الغربية, وأن تتبع تعاليم ديننا التي وصانا بها الله ورسوله فى كتابه الكريم وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام .