شارع فرنسا.. من أشهر شوارع الاسكندرية التجارية يمتد من ميدان المنشية وحتي بحري.. واشتهر شارع فرنسا بأنه أغني شارع في مصر.. وجاءت شهرته من تجارة المصوغات الذهبية حيث يحتل المكانة الأولي لبيع شبكة العروسة لمعظم محافظات الوجه البحري. الشارع يستوقف المارة لمتابعة أحدث المشغولات الذهبية خلف فاترينات محلات الذهب وهم يستمعون إلي صوت "الزغاريد" التي تملأ الشارع ليل نهار هنا وهناك. يجمع شارع فرنسا كل الأذواق ومختلف الأوساط والطبقات حيث يفد إليه أبناء الطبقة الراقية للبحث عن طلبهم من الذهب والفضة والماس.. وكذلك أبناء المناطق الشعبية لشراء شبكة العروس التي تناسبهم أيضا.. ولكن مع الارتفاع الرهيب في أسعار الذهب وظهور المشغولات الصينية في السوق المصرية.. أصبح الوضع مختلفا. قامت "المساء" بزيارة الشارع للتعرف علي التغيرات التي طرأت علي أغني شارع في مصر. يقول سعيد خليل وهو من أقدم تجار المصوغات في شارع فرنسا كان هذا الشارع قديما من الشوارع المتخصصة في بيع الأقمشة وتجارة القطاعي وكان أغلب تجاره من اليهود وبعد الثورة قاموا ببيع محلاتهم خوفا من التأميم وحل محل هذه التجارة محلات الصاغة المصرية ومنذ ذلك الوقت شهد الشارع زحاما غير طبيعي لشراء المصوغات الذهبية خاصة في المواسم والأعياد وأيام حصاد القطن حيث يفضل بعض المزارعين حفظ أموالهم في الذهب وبعدما كان الطلب يزداد علي الذهب عيار 18 لرقة تصميمه أصبح الآن عيار 21 هو الأكثر طلبا لقلة مصنعيته خاصة بعد ارتفاع سعر الذهب. ويضيف ابراهيم يوسف 63سنة انه يعمل بهذه المهنة منذ أن كان عمره 9 سنوات ويري اختلافا كبيرا بين سوق الذهب زمان وحاله الآن موضحا ان ارتفاع أسعار الذهب أصاب حركة البيع حيث أصبح سعر أقل طاقم ذهبي من حيث الوزن حاليا لا يقل عن ال 10 آلاف جنيه ويرجع ذلك إلي الارتفاع المستمر في سعر جرام الذهب وبالتالي ترتفع معه قيمة المصنعية مشيرا إلي ان سعر جرام الذهب عيار 21 كسر حاجز 215 جنيها وعيار 18 يتجاوز ال 185 جنيها بينما عيار 24 تعدي سعر الجرام ال 245 جنيها. يضيف ابراهيم يوسف ان نظام الأمن والحراسة بشارع فرنسا من نوع خاص جدا وذلك نظرا لأهمية هذا الشارع من الناحية الاقتصادية وتكدس محلات المجوهرات الثمينة فيه.. لذلك فإن عنصر الأمان في هذا الشارع كان أمرا هاما جدا والمحلات بها نظام إنذار ليتمكن الجواهرجي من الابلاغ عن أي حادث سرقة فورا. كما يوجد مجموعة كبيرة من الأفراد يعملون كخفر حراسة مقابل مبالغ مالية شهرية يتقاضونها من أصحاب المحال حيث تجمع هذه المبالغ من كل محلات الذهب اضافة إلي دوريات الحراسة الشرطية الليلية. أكد ان نظام الحراسة المتبع لتأمين الشارع من الصعب اختراقه وهذا أمر طبيعي نظرا لأن الشارع به أكثر من 400 محل جواهرجي تحتوي علي الذهب والمجوهرات الثمينة. ويؤكد جمال شوكت 52 سنة الذي يعمل بهذه المهنة منذ أن كان عمره لم يتعد ال 12سنة.. وطوال هذه الفترة وهو يتابع الكثير من المتغيرات الذي طرأت علي سوق الذهب وأثرت علي شارع فرنسا مثل انخفاض مستوي المعيشة وارتفاع أسعار الذهب وظهور ما يسمي الذهب الصيني أو الاكسسوار الصيني حيث اتجهت بعض العرائس إلي شراء هذا الاكسسوار مما أثر سلبا علي سوق الذهب بالإضافة إلي إقامة سوق آخر للذهب في منطقة الهدايا ونظرا لانتشار محلات الذهب بها فإنها سحبت البساط كثيرا من منطقة الصاغة بشارع فرنسا. ويشير جمال الي ان عملية شراء الذهب من الزبائن لا تتم إلا بعد التأكد من وجود فاتورة معتمدة بالشراء من صائغ ويكون مدونا بها اسم المحل وذلك للحد من عملية سرقة المشغولات الذهبية من أصحابها. ونظرا للركود حاليا بسوق الذهب فإنه خلق نوعا من أنواع التعديات علي أرصفة الشارع من أصحاب المحلات بقيام بعضهم بعرض مشغولاتهم من خلال فاترينات متحركة أمام محلاتهم وهو ما يفسد معالم الشارع.