تعتبر زنقة الستات من أقدم الأسواق التجارية الشهيرة بمدينة الإسكندرية وتقع بمنطقة المنشية التي تربط بين شارعي النصر وفرنسا وهي عبارة عن ممرات ضيقة بها محلات علي جانبيها حيث يتسابق العاملون بها لجذب الزبائن عن طريق النداء الذي تسمعه الأذن أثناء مروره وسط محلاتها الصغيرة "زنقة الستات فيها كل الحاجات". الزنقة تتميز بتعدد السلع التي تعرض بها من عطور وإيشاربات ومفروشات وأقمشة ومستحضرات تجميل بالاضافة إلي الخامات المستخدمة في التطريز وصنع الاكسسوارات وغيرها من المنتجات اليدوية. تجولت "المساء" بين الممرات التجارية الضيقة لرصد حركة البيع بالزنقة. يقول محمد سعيد "23 سنة" تاجر بالزنقة ان الأسواق الحديثة والمولات التي انتشرت بالاسكندرية بالسنوات الأخيرة أثرت علي حركة الرواج بالزنقة بالسلب وأصبح الزبون يشتري احتياجاته من المولات القريبة منه وبعد أن كان يأتي إلي الزنقة خصيصاً لشراء لوازمه مهما كانت بعد محل إقامته عنها بينما يري آخرون ان الظروف الاقتصادية الحالية جاءت في صالحهم حيث وان الزبون أصبح مضطراً من أجل توفير المال للذهاب إلي الزنقة حيث تكون الأسعار أرخص من الأسواق الأخري مضيفاً ان بعض أصحاب المحلات بالزنقة تغلبوا علي تفوق المحلات الاخري بعرض بضائع تختلف من حيث الشكل والنوع لكي تميزهم عن المولات وذلك لجذب الزبون إلي الزنقة مرة أخري ويسعي تجار السوق لمتابعة أحدث الصيحات في عالم الأقمشة. ويضيف محمد أحمد 21 سنة أن سوق زنقة الستات يعتبر السوق الوحيد الذي استمر بالاسكندرية بعد ما تبدلت معالم الأسواق القديمة كسوق العطارين لكن ميزة محلات الزنقة إنها حافظت علي شكلها وتراثها الذي ورثه التجار عن آبائهم وكنت أسمع جدي عندما كان يتحدث عن الزنقة في الماضي فيقول إنه كان يوجد بها بيت كبير يسمي "البيت الأبيض" وكان هذا المنزل ملك شيخ التجار أو أكبرهم سناً وكان يتدخل لحل المشكلات بين التجار وبعضهم. ويؤكد حسام عبدالفتاح "25 سنة" تاجر إكسسوارات أن سوق المغاربة وسوق الخيط والزنقة توجد جميعها في منطقة واحدة وهي منطقة شهيرة لبيع المشغولات الذهبية والأقمشة وأغطية الرأس للمحجبات بالاضافة إلي أن التجارة والعمل في الزنقة بدآ منذ أكثر من قرنين من الزمان وكان معظم تجارها من المغاربة اليهود وكانت الزنقة عبارة عن وكالات لبيع مختلف أنواع الأقمشة موضحاً ان هناك ايضاً محلات متخصصة لصنع العباءات العربية المطرزة ويوجد بها العمال المهرة في أشغال التطريز وعلي كل الخامات مشيراً إلي موضة العباءات المطرزة العربية. ويضيف عمر ناصر عبدالجواد "16 سنة" انه يذهب إلي زنقة الستات لشراء البرفانات والهدايا لرخص ثمنها مشيراً إلي ان هناك من يعتقد ان سوق زنقة الستات خاص للسيدات فقط ولكن هذه الفكرة قديمة حيث انه كان مخصصاً للوازم الفتيات والسيدات ولكن استطاع السوق ان يجذب الرجال والشباب وذلك من خلال عرض بضائع تلبي احتياجات الجنسين موضحاً ان السوق تميز بجلب بضائع وسلع تنافس المحلات والمولات والأسواق الأخري في الجودة والتعدد والسعر مضيفاً أن السوق نجح مؤخراً في جذب كافة الأعمار والأجناس إليه بسبب توافر السلع التي تلبي رغباتهم مؤكداً انه معتاد علي شراء الهدايا في كافة المناسبات المختلفة من السوق. ويضيف أسامة مخلوف "39 سنة" خطيب مسجد: يظن الكثيرون ان تسمية السوق ب "زنقة الستات" ترجع إلي ضيق ممراته وان الغالبية العظمي من رواده هم الجنس اللطيف وهذا غير صحيح وانما كلمة "زنقة" في اللهجة المغربية تطلق علي الشارع الضيق الذي لا يتسم بأنه شديد الاتساع أما الشارع المتسع فيطلقون عليه "النهج" وترجع تسمية السوق بالزنقة لأنه تأسس علي يد تجار مغاربة مضيفاً ان كلمة "ستات" ليس لها علاقة بالسيدات بل لعلها تشير إلي اسم أحد التجار المغاربة المرموق حين تأسيسه وكان يدعي "ستيت" وبالتالي أصبح الاسم حين ذاك "زنقة ستيت" ومع مرور الزمن تحول الاسم إلي "زنقة الستات".